أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

مقـالات

بين مسكنات الولادة.. وتأجير الأرحام
مصطفى محمد كتوعة
ما أعزب وأعجب تناقضات العالم الغربي.. فدراساته العلمية الطبية تصحح أخطاء صحية وإنسانية، بينما نجد بعض أبحاثه التطبيقية تشطح بعيداً إلى درجة تهدد الحياة الإنسانية السوية والفطرة السليمة، وتناقض الضوابط الدينية، بل تدخل في ما حرمه الله.. والحكاية أن دراسة علمية قام بها علماء من السويد مؤخراً أثبتت أن علاقة الأم بطفلها قد تتأثر سلباً منذ لحظة ولادته وبنسبة كبيرة في حالة تعاطي الأم للأدوية المسكنة خلال عملية الولادة. وتشير الدراسة إلى أن هؤلاء العلماء اكتشفوا أن مسكنات الألم عند الولادة قد تدفع المواليد الجدد إلى العزوف عن الرضاعة الطبيعية من الأم، مما يؤثر سلباً على مستويات هرمون رئيسي يساعد على تعلق المولود بأمه بعد فترة قصيرة من خروجه إلى الحياة مباشرة وبالتالي يقلل ذلك من تآلف الأم مع وليدها مقارنة بمستوى الحالات الطبيعية، انتهت حكاية الخبر العلمي ولكن لم تنته حكايات وشطحات الغرب.. بل بدأت، مما هو غير معقول ولا مقبول وبما هو محرم.. ولكنه يروق لإنسان ذلك العالم المفرط في ماديته، المفرط في معاداته للفطرة وللإنسانية الصحيحة، ومن مظاهر هذا التمادي تجاربه لما يسمونه «تأجير الأرحام».. أو الحمل بالانابة، حلا لمن لا تنجب وترغب في أن يكون لها ذرية!!.. والأغرب من ذلك ما يسمونه.. بنك النطف.. من الرجال المتبرعين لزوجات غير القادرين على الإنجاب!!.. وهكذا يخالفون مشيئة الله وقوله تعالى جلا في علاه (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً).. صدق الله العظيم.. وأعود إلى ما بدأت به المقال عن دراسة النتائج السلبية للمسكنات على الأم الحامل خلال الولادة.. ليظهر لنا حجم التناقض بين الخوف على علاقة الأم بمولودها لمدة زمنية محدودة هي الساعات الأولى عقب الولادة.. بينما يتجاهلون المحرمات الشرعية لما يسمونه «تأجير الأرحام» أو بنك النطف، ويتجاهلون خطورة اختلاط الأنساب.. وحكمة عدم مشروعيتها.. وعمق التأثير السلبي في علاقة الأسرة (الزوج والزوجة والأطفال).. حيث تنعدم جذور الأبوة والأمومة.. فأي مجتمعات تلك التي تخطو نحو هلاك أنسابها الإنسانية الصحيحة. بل أكثر وأخطر من ذلك تماريها في استخدام الهندسة الوراثية في الانجاب التي تساوي فيها بين أغنام التجارب وفئرانها وبقراتها وبين أنساب تلك المجتمعات.. فماذا ننتظر منها أن تأتينا به وسط هذا التردي الديني والانحلال الأخلاقي والاستغراق المادي المدمر لكل قيم الحضارة الإنسانية مهما كان تقدمها العلمي.. فهل أعدت الأمة الإسلامية العدة لمواجهة هذا الغريب والخطير قبل أن يصبح مقبولا في عصر عولمة الفساد الإنساني؟!
حكمة عن الإمام علي بن طالب رضي الله عنه قال من آتاه الله منكم مالا فيصل به القرابة ليحسن فيه الضيافة وليفك فيه المعاني والاسير وابن السبيل والمساكين والفقراء والمجاهدين وليصبر فيه على النائبة فإنه بهذه الخصال ينال كرم الدنيا وشرف الآخرة.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved