أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

الاولــى

حواجز جيش الاحتلال مكان لامتهان وإذلال الفلسطينيين
* * رام الله نائل نخلة:
«ممنوع المشي على الشارع، لأنه مفخخ، وسنفجره في أي لحظة» بهذا التهكم والاستهزاء يخاطب جنود الحاجز الاحتلالي المقام عند مدخل قرية عين عريك غربي رام الله مئات بل آلاف الفلسطينيين الذين يستخدمون هذا المدخل.
عمر «22 عاما» يمر بشكل يومي من هذا الحاجز يقول «تجمع بضع مئات من المارة عندما أوقفنا الجنود على الحاجز الذي يمنع منذ أشهر المركبات العمومية أو الخاصة من المرور من وإلى رام الله في طابورين على الرصيف وبدا يسير بيننا وهو ينظر إلينا واحداً واحداً وكأننا أسرى حرب!!، ثم طلب مني انا وشاب آخر ان ألحق به، فأخذ بطاقتنا الشخصية وبعد فحصها قال لنا الجندي: إذا أردتم ان تمروا من هنا عليكم ان تصعدوا إلى الجندي الذي يجلس في أعلى الجبل المطل على الحاجز جندي إسرائيلي يرابط في قمة جبل قريب من الحاجز كحماية لهما في حال تعرضهما لهجوم والجنود يتناوبون عليه وتجمعوا القمامة الموجودة عنده، وتحضروها هنا!!.
عطاف شلش، سائق تاكسي له تجربة مع أفراد الحاجز أيضاً، يقول «طلب منا الجنود وكنت احمل ثمانية ركاب النزولوا وقالوا لن يسمح لنا بالمرور إلا إذا ركبنا جميعاً في السيارة خلال 5 ثوانٍ فقط، وعندما رفضنا، هددونا بالسلاح، فشلنا في المحاولة الأولى، وكرروا معنا سبع مرات ونحن ندخل ونخرج ثمانيتنا من السيارة بسرعة، وسط ضحكات وقهقهات الجنود، حتى سمحوا لنا بالمرور!!!.
مشاهد متكررة ويومية من الاذلال وامتهان كرامة الإنسان يشاهدها ويعيشها الفلسطيني على 245 حاجز للجيش الإسرائيلي مقسمة الضفة الغربية إلى 64 منطقة معزولة عن بعضها البعض.
حجة الإسرائيليين لهذا التضييق والحصار الخانق هي معلومات ساخنة عن نية حماس تنفيذ عمليات انتحارية كبيرة في إسرائيل، وتحديداً فإنهم سيخرجون من هذه المدن.
هذا الأمر دفع بالحاج حسن النبالي 81 عاماً إلى السخرية من هذه المبررات متسائلاً: إذا كان هذا الفدائي الذي ينوي تفجير نفسه في إسرائيل سيخرج من هذه الطرق المقامة عليها الحواجز وتقف فيها طوابير من السيارات على امتداد ثلاثة أو أربعة كيلومترات.
حاجز قلنديا المقام على الطريق بين القدس ورام الله قبالة مطار قلنديا الدولي المتوقف عن العمل وهو يشكل محور السير الرئيسي الأكثر اكتظاظاً في الضفة الغربية فأكثر من نصف مليون فلسطيني يمرون منه شبه يومي رام الله، البيرة، القدس، بكل ضواحيهما ومخيماتهما وقراها وليس لهم طريق آخر بعكس المستوطنين الذين يسلكون طرقا مجاورة منفصلة ويحظر على العرب السفر عليها.
يقوم من ثلاثة إلى أربعة جنود بفحص السيارات والمسافرين وأمتعتهم وكل هذا يحدث ببطء شديد ولكنه متعمد، صف طويل من السيارات يصل إلى بضعة كيلومترات، والجندي يؤشر لكل سيارة ان تتقدم نحوه، وعندما يفرغ من فحصه الذي يستغرق دقيقتين أو ثلاثاً، يوقف الجندي عمله «وقت مستقطع» يصل أحيانا إلى خمس دقائق، إلى ان يؤشر بيده للسيارة التالية، وهكذا دواليك وبالتالي فإن كل سيارة بحاجة إلى ان تنتظر ساعتين أو ثلاث ساعات على أقل تقدير.
ويفضل آلاف الناس ان يترجلوا من المركبات ويسيروا مشياً على الاقدام ليجدوا سيارات تقف بانتظارهم على الجهة الثانية، عجائز تستند إلى اكتاف أبنائهن مرضى، عجزة، نساء حوامل، أطفال هي المشاهد الأكثر خزياً في دولة إسرائيل التي تدعي الحفاظ على أمن مواطنيها ولكن النتيجة عكسية،
طبيب، درس في أوروبا الغربية، يقف في الطابور مع أبنائه وزوجته بانتظار الدور متوجها إلى رام الله، يقول: كنت اتحفظ على العمليات الاستشهادية، لأنها تتعرض للمدنيين، ولكنني اليوم أتمنى ان تحدث كل يوم عملية استشهادية جديدة،
صحفي إسرائيلي يتردد أحياناً على المناطق الفلسطينية ويشاهد عن قرب ما يعانيه الفلسطينيون وما يمارسه جنودهم من اذلال يقول «لو ان المزيد من الإسرائيليين يتعرضون لهذا المقطع من الواقع المر، ويرون بأم أعينهم ماذا يمر على الفلسطيني البسيط، المتوسط، البريء من كل ذنب، فإنهم سيدركون أكثر جذور الكراهية نحوهم، ويكفي حاجز واحد لفهم هذه الحقيقة،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved