أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

أفاق اسلامية

العباءة والحجاب بين التعبد والتقاليد
علي بن عبدالعزيز الشبل
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فكما أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل شفاءعباده فيما حرَّم عليهم، فهو كذلك سبحانه لم يجعل هلاكهم ونفعهم فيما أوجب عليهم من الأوامر والنواهي، لأنه من المتقرر شرعاً وعقلاً مجيء الديانات السماوية بتحصيل المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها،
وبالتالي فلا حرج ولا شطط، ولا غلو ولا فرط في تشريعات الدين، التي هي أحكام الله وشرعه وتبليغ رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن اعتقد فيها ذلك، أو تصوره، أو حيّده كذلك فيها فهو واقع الحال معترض على محكم هذه الأحكام ومُشرعها، ومتعقب عليه، تعالى الله،
فمدارك أحكام الشريعة محققة وممحضة لغاية مهمة وقضية أصلية مدارها على الاذعان والتسليم لله ولرسوله، التي هي مناط توحيده سبحانه بالعبادة، ولرسوله بالرسالة لأنه لا تثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام، فمن رام عِلم ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان،
فمسألة حجاب النساء في الإسلام مثلا من هذا المناط تأصيلاً وتفريعاً، لأن الحاجب لهن أمراً وحكماً هو ربنا سبحانه في ظاهر كلامه القرآن، ومنه قوله في آخر الأحزاب: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وهو مؤكد بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله بالاستفاضة، بل بالتواتر الذي لا يدفع له علماً وعملاً،
عليه فحجاب المرأة عندنا معشر المسلمين شعيرة ظاهرة من شعائر ديننا المتعلقة بأحكام النساء، وليس هو تقليد كسائر تقاليدنا العادية الموروثة توارث العاديات غير التعبدية، بل الواقع أنه أضحى بالتزام مجتمعنا المسلم له جيلاً بعد جيل، وخلفاً بعد سلف من أبرز أساسيات الأسرة السعودية المسلمة، والذي لا يقبل في الحقيقة المساومة أو التنازل أو المشاورة، لكونه ديناً ثم من اعتقد الحجاب من الموروثات الشعبية «المحضة» فقد أفرغ هذه الشعيرة من محتواها التعبدي «الدياني»، ثم بالتالي قبل المساومة عليها بكل حال، وهو مرفوض شرعاً فضلاً عن العرف والمروءة، أما مظهر هذه الشعيرة والمتحصل عندنا بهذه العباءة فهو من امتثال الحكم الإلهي وتنفيذه ليس إلا ولذا لم نر أو نسمع أحداً من علمائنا أو غيرهم وهم أهل الذكر حرموا مظاهر حجاب النساء في مجتمعات أخرى، ما لم تلتزم بحدود ذلكم الحكم الإلهي، وما نقدهم لبعض نماذج تلك الحجب كالعباءة الفرنسية مثلاً إلا لمعنى خاص فيها من ناحية: عدم الستر أو إظهار الزينة أو التشبه، ، ، الخ،
وعليه فكيف يربط البعض بين الموت أو الضرر بلبس هذه العباءة؟! أو يطرح نماذج أخرى غير محققة معنى الحجاب ومقصده عند الشارع؟! في حين تلقى المرأة المسلمة عندنا مؤامرة وافدة في دينها وعرضها وإنني أخشى أن يكون قبول التنازل في شكل العباءة باباً للمساومة والتنازل في معناها وهو الحجاب، والنار من مستصغر الشرر، ، (وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
* المدرس في كلية أصول الدين بالرياض،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved