أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 24th August,2001 العدد:10557الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,جمادى الآخر 1422

أفاق اسلامية

حادثة وحديث
وما قدروا الله حق قدره
الشيخ/ عبيد بن عساف الطوياوي
في شدة الحر، وعند الاشارة الضوئية، التابعة للمرور، وقفت كما وقف غيري من الناس، وقفنا جميعاً ننتظر الاذن من الاشارة، وقفنا على اختلاف في شخصياتنا، ففينا القوي وفينا الضعيف، وفينا الغني وفينا الفقير، وفينا.. وفينا. وكلنا وقوف ننتظر! ومن اذن له مضى.
تأملت هذا الموقف، وحمدت الله على نعمة احترام النظام، وطاعة ولاة الأمر، والحرص على سلامة الآخرين، وفي نفس الوقت، تمنيت ان يحترم جميع الناس أوامر الله، وان يقفوا عند حدوده، على الأقل كاحترامهم لاشارة المرور! ان اشارة المرور ووقوف الناس عندها ذكرني بأناس لا يبالون بأوامر الله، ولا يتورعون عن ارتكاب ما حرم الله، بسبب استخفافهم بقدر الله، فتذكرت قول الله عز وجل: «وما قدروا الله حق قدره».
ان معرفة العبد لربه، وايمانه به، ومحبته له، واعترافه بفضله، من الدوافع التي تدفع العبد للعمل الصالح، وللانقياد لأمر الله جل جلاله، ومن الأمور التي تحثه على الاستقامة وعلى حسن العبادة والسير على الطريق القويم، وأما العبد الذي لا يعرف ربه، ولا يؤمن به ولا يحبه ولا يعترف بفضله، فان وضعه السيء هذا سوف يثبطه ويفقده الحماس لهذا الدين، بل سوف يقوده للهلاك والضياع والضلال ولذلك قال الله تعالى مخبراً عن الذين لم يعرفوه ولم يعظموه: «وماذا قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز».
أخي القارئ الكريم: تأمل يرعاك الله ماذا فعل اليهود حينما لم يقدروا الله حق قدره، وصفوه بالفقر تعالى عما يقولون علواً كبيراً لجهلهم بقدر الله جعلوه فقيراً وهم أغنياء وجعلوا يده مغلولة وجعلوا له ولداً. والنصارى كذلك لجهلهم وضلالهم، قالوا مثل ما قال اليهود، قالوا الله ثالث ثلاثة وله ولد والمسيح ابن الله سبحانه وتعالى عما يصفون وفرعون مصر لم يعرف لله قدراً فادعى الربوبية وتطاول على حق الله، وقف في قومه قائلاً: أنا ربكم الأعلى، ما علمت لكم من إله غيري، وقارون كذلك، أنعم الله عليه بالمال فكثر وتكدس ولكنه ما قدر الله حق قدره، فاعلنها بكل وقاحة قائلاً عن ماله الذي ابتلاه الله فيه، قال عنه «انما أوتيته على علم عندي» فما هي عقوبة أولئك الجهلة في مكانة الله، اليهود غضب الله عليهم ولعنهم والنصارى نعتهم بالضلال وفرعون أخذه الله نكال الآخرة والأولى وقارون خسف به وبداره الأرض. ان في ذلك لذكرى لأولي الألباب، فلنتق الله، وليكن له سبحانه قدر في نفوسنا ومكانة في قلوبنا، ولنعظمه ونحبه ونحذر من تعدي حدوده ومخالفة أمره، وارتكاب نهيه وليكن شعارنا:


فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
واذا صح الود منك يا غاية المنى
فكل الذي فوق التراب تراب

* امام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين بحائل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved