أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

فنون تشكيلية

تلميحة
بعض التشكيليين وقصة الغراب
محمد المنيف
«أراد الغراب أن يمشي كالحمامة فأضاع مشيته» هذا المثل ينطبق تماما على غالبية التشكيليين نساء ورجالا مع أن اكثريتهم من الشباب القادم للساحة باندفاع كبير نتيجة مايحظى به من دعوات للمشاركة في المناسبات والمهرجانات التشكيلية من الطرفين او من احدهما او من القطاعات الخاصة التي ترى في هذا الفن مادة تسويقية ربحية وحتى في بعض المناسبات والمعارض الرسمية.
فما نعنيه بقصة الغراب هو التقليد الأعمى لأي ظاهرة غريبة في مجالات الفنون تحت مظلة الإبداع دون وعي بما وصل اليه العابثون بالفنون واخراجها من إطارها الانساني الى اطار العبثية والاساءة للذوق العام وما ستؤول اليه مثل هذه النقلة من خطورة على الفن التشكيلي وادواته ورموزه الاصيلة. ومن المؤسف ان هؤلاء المقلدين اخذوا القشور وتركوا اللب مخدوعين بالتبعية وبتطبيل الابواق المسوقة لتلك الصرعات مدعين انها من المعاصرة والانفتاح نحو الابتكار خصوصا في هذه المرحلة من توغل سبل العولمة والغزو الفكري وتأصيل توجهات الغرب في اكبر مساحة من العقول المكتنزة والمملوءة بالتراث والتاريخ والاصالة سعيا الى مسخها والقضاء عليها و طمس معالمها ومساواتها بمن لاتاريخ او تراث لهم.
معتمدين في ذلك على تأكيد نظرية علماء النفس وعلماء الاجتماع لديهم اذ يتم الفصل بين المبدع وبين تراثه ومجتمعه فشدد البعض منهم على ان الانسان المبدع هو من يحقق احتياجاته الشخصية عبر رؤاه المتضاربة مع احتياجات مجتمعه الا ان مثل هذا الموقف قوبل بالكثير من الانتقادات والاختلاف عليه. ورغم ذلك يتمسك البعض الآخر به وبتدويله ونشره لمجتمعاتنا بكل الوسائل.
وكم اتمنى ان يعود اولئك الفنانون الناشئون او غيرهم ممن يعيشون المراهقة التشكيلية المزمنة وممارسة العبثية التشكيلية رغم تقدمهم في السن والتجربة بالرجوع لتجارب المبدعين في تاريخ الفن وكيفية تطور مراحل ابداعهم من مرحلة الى اخرى ليتعرفوا الى ماحققه اولئك الفنانون من خصوصية دون التنصل او الانسلاخ والتجرد من موروثهم الثقافي والفكري والجمالي.
هذا الواقع وتلك النقلات السريعة او التبعية العمياء كان ومازال تأثيرها كبيرا على ماهية التشكيل السعودي نتج عنها بعثرة وتضليل عن الطريق السليم نحو المسار واللحاق بركب الابداع العالمي تواجدا وليس تقليدا وتأثرا وتطبيقا للشكل دون وعي بالمضامين و كم هي المواقف والمناسبات التي اضاع فيها الكثير من الفنانين صدق ابداعهم في معمعة نشوة الاشادة بأخطائهم من قبل من يدعي الوعي والثقافة العالمية ويرى في تطوير الابداع المحلي مع الاحتفاظ بالسمة التراثية من الموروث الاسلامي و العربي روحا وجسدا تأخرا وتراجعا عن ملاحقة الحداثة والمعاصرة مع ان المعاصرة والحداثة في الفن الاسلامي هي السباقة وهي المنطلق للفنون الحديثة وعلى قمة هرمها التجريد.
التشكيليون واستلهام الآثار
لن اراهن ولكني اجزم وبثقة عمياء على ان الغالبية من التشكيليين لم يكلفوا انفسهم بأي رحلة للتعرف على مواقع الآثار في بلادنا والموزعة على كل جزء فيها شمالا وجنوبا وشرقا و غربا او بزيارة المتحف الوطني لمشاهدة مابه من كنوز من الرموز الابداعية التي لم نر منها اي ملمح او شبه استلهام في اعمالنا التشكيلية في الوقت الذي نرى مثل هذا الانتماء والاستلهام في اعمال الفنانين العرب من مصر وسوريا والعراق لكل منهم وجه يعكس من خلاله موروثه التاريخي والأثري هل يفعلها التشكيليون ام تفعلها الجهات المعنية بالآثار او بالفنون التشكيلية وتعد رحلات جماعية لزيارة تلك المناطق. هذا ما نؤمله من الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهي الداعم بعد الله للمبدعين في هذا الوطن ولها اليد الطولى في ذلك الاهتمام حتى تحقق لهذا الفن ما تحقق له من نجاح.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved