أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

فنون تشكيلية

بعد طرحها لتجربتها الأولى «ألوان للجميع»:
د. إيناس : التعامل مع الفن التقليدي لم يرقني والجرافيك فن يتواكب مع عصر السرعة
* * جدة مريم شرف الدين:
* الفنانة د. إيناس الخولي فنانة من مصر الشقيقة استطاعت بمقدرتها وعشقها للكمبيوتر أن تطرح تجربة فنية جديدة تعاملت فيها مع الكمبيوتر لايجاد منحى خاص.. وتقديم فلسفة تشكيلية تمثل المخزون الذي بداخلها، فلسفة تميل في مضامينها إلى التجريد أكثر من غيره.
على الرغم من ان المعرض احتوى آنذاك على 32 عملاً إلا ان عدم وضوح هذه الرؤية أمام جمهور المتلقي الذي اعتاد على التعايش مع الفن كريشة وألوان وقطعة قماش فالبون شاسع بين عدم تفهم هذه التجربة وبين الرغبة في استمرار الفن بصورته التي تعاملنا ونتعامل معها.
آنذاك التقينا بالدكتورة ايناس الخولي وكان لي معها هذا الحديث، الذي عرفتنا فيه بالبداية على نفسها وكيف انها حصلت الدكتوراه من جامعة أوكايو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1995م تخصص فنون مقارنة والذي يشتمل على تاريخ الفن التشكيلي وتاريخ العمارة وتاريخ المسرح والموسيقى وكل هذه الفنون التي تحتفي بالحضارة الأوروبية القديمة إلى العصر الحديث.
كان لابد لي من ان اطرح عليها سؤالاً حول الأشياء التي استفادتها من هذا التخصص؟ استفدت من دراستي لتاريخ الفنون في العالم بشكل عام كما أوضحها افلاطون في الأدب والمسرح والشعر والفن التشكيلي والموسيقى استفدت اشياء كثيرة للغاية من دراستي في هذا المجال تعرفت من خلالها ان الأمور كلها متكاملة وليس بالإمكان التفريق بين شيء وآخر وبين عنصر وآخر، وبين جسم وآخر، وكلها مرتبطة ومكملة لبعضها البعض، ويجب ان يتوافق ويتجانس ويكون منسجما مع بعضه البعض.
وجدت فيه الجمال والمتعة التي يحققها شيء أساسي قد يختلف البعض حول فن الكمبيوتر الذي كان محوراً لمعرضي وهل هو فن أم لا؟!
إلا ان هذا كما اعتقد يعود بالطبع للنظرة التقليدية التي انطبعت في أذهانهم حول الفن.
لكن حتى يتقبل الناس فن الكمبيوتر أو «الجرافيك» بشكل مباشر أو اكثر وضوحاً فأتوقع ان المسألة تحتاج الى سنوات عدة إلى الأمام خاصة بعد ان وصلنا نحن إلى عصر العولمة والسرعة وانا اتحدث عن نفسي لم يعد يوجد لدي الوقت من أجل البقاء أمام الكانفس أو الامساك بالألوان الزيتية والفرشاة والعمل بشكل تقليدي كما هو متعارف عليه لا انكر بأنني ربما تعاملت مع هذا الجانب أثناء الدراسة كإحدى الوظائف المطلوبة مني من أجل ان احقق درجة علمية لم استسغه لكن بأمانة لم تستهوني كثيراً الطرق التقليدية لذلك كنت أحاول دائماً أبحث عن شيء جديد سواء في الخامة والبحث عن خامات جديدة لممارسة الفن فيها، أو ايجاد الوسيلة والأداة المناسبة حتى تحصلت على الكمبيوتر الذي اشبع رغباتي تماما وكل التحديات التي بداخلي استفزني تماماً لدرجة انني الحمد لله بمقدوري ان اقول انني اتقنت العمل فيه وتدريس طالبات الفن والتربية الفنية في المملكة العربية السعودية وإن شاء الله سوف اكمل نفس المشوار بعد انتقالي إلى الأردن بإذن الله.
ومتى بدأت تجربتك مع الكمبيوتر؟
بدأت تجربتي مع الكمبيوتر سنة 1988م يعني منذ 13 سنة بدأت العمل فيه بشكل شخصي سواء طباعة أو كتابة أو أعمال فنية لكن بدأت التدريس فيه باستخدامه في جامعة أم القرى فقط منذ قدومي إلى المملكة وانضامي لأسرة هذه الجامعة وإذا هم في الجامعة يقولون انني الأفضل فهم لهم أفضال علي أيضاً، ويكفي انهم اعطوني ومنحوني هذه الفرصة لادخال اداة جديدة على التدريس وهذا مما اضطرني إلى تغيير محتويات كثير من المناهج والمواد الدراسية.
الكمبيوتر في تقديرك هل من الممكن له ان يعطي نفس الاحساس في حالة ممارسته للفن والتعامل بالريشة والكانفس والألوان؟
كما ذكرت الكمبيوتر أداة وهذه الأداة انا من اتحكم فيها واستطيع السيطرة عليها كإنسان ويمكن ان ادع الكمبيوتر هو من يتحكم في هذه الحالة اكون قد فشلت في أداء الرسالة.
انما في حالة اذا انا تحكمت في الجهاز من خلال البرامج الخاصة جدا ومن خلال الأدوات الكثيرة المتعددة والتي لا نهاية لها داخل كل برنامج وفي حالة اتقائي لها ومعرفة سلبياتها وايجابياتها فأنا في الحالة هذه المتحكم ويكون الكمبيوتر و«الماوس» او اليد التي اتحكم فيها والتي توصلني بالشاشة ليست أكثر من فرشاة وألوان أو ورق ومقص ومادة لاصقة أما بالنسبة للتعبير وايصال او توصيل هذا الاحساس أرى ان الانسان بمقدرته ان يوصل تعبيره بأي أداة كانت.
فمثلا لو انني الآن أقوم بعمل عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين فلا يعقل بأنني سوف امسك بصورة جندي إسرائيلي مطبوعة في مجلة وأقوم بتحميلها أو اضافة امتدادات واعماق لها بالطبع لا لأنني سأكون فعلاً في حاجة إلى تشويهه ولي رغبة كبيرة لكسره بأدوات البرنامج نفسها المتاحة لي.
لهذا أرى في هذه الحالة ان التعبير عن الرسالة التي بداخلي سوف تخرج بأي أداة انا استخدمتها سواء ان كان الكمبيوتر او أي اداة أخرى.
* ماذا اردت ان تقولي من خلال معرضك الأول «ألوان للجميع»؟
أردت ان اقول ربما انني وصلت من العمر إلى 42 سنة وأحببت ان اعلن عن وجودي وتجاربي التي استمرت على مدى 13 سنة بعد هذه المرحلة أحسست انه ينبغي علي اطلاع الناس عليها.
* ألا تعتقدين ان هناك صعوبة نوعاً ما لتقبل المتلقي مثل تلك الأعمال التي قدمتها من معرضك السابق؟
بالنسبة لتقبل المتلقي هذه مشكلة كبيرة بحد ذاتها المتلقي لو نزل على معرض من بيته وذهب المعرض كما يتوقع فأنا في نظري هذا المعرض يعتبر فاشلاً.
ولأنني انا اقوم بتدريس تاريخ الفن والتذوق الفني فهذا ما اعلمه لطالباتي المتلقي لابد له من ان ينزل من بيته وليس لديه أي توقعات عن ما ستعرضه الفنانة او الفنان، او ان يكون في مخيلته اسلوب معين او صورة معينة او هيئة معينة، ولكن يجب ان يخيب ظنه الفنان لهذا يجب على الفنان ان يواجه المتلقي بشيء غير متوقع لا ينطبق هذا الكلام على شيء غير متوقع من النواحي العادات والتقاليد والنواحي الخلقية ويجب ان تكون غير متوقعة ولكنها تأتي في الإطار الاجتماعي والديني الذي نرضاه لأنفسنا ولأولادنا.
* وكم المدة التي استغرقتها في إنتاج تلك الأعمال؟
بعض الأعمال استغرقت انتاجها 10 دقائق والبعض الآخر استغرق شهرين وهذا ما ذكرته عند الافتتاح آنذاك لكن مع ذلك بعض الأعمال ربما يتم إنهاؤها لمرة واحدة ولا تكون للفنان الرغبة في العودة إليها مرة أخرى.
* وهل مارست الفن بصيغته الأساسية كلوحة وكأنفس بخلاف مرحلة الدراسة؟
أنا لا اتوافق معك فيما تطلقين عليه صيغته الأساسية لأنه لا يوجد فن أساسي وفن فرعي انا اجد كل ما يشبع رغبات الفنان تشكيليا وكل ما يرضيه تشكيليا وفنياً اطلق عليه فن سواء أكان شكلاً جميلاً او قبيحاً يكون عملاً.
* د. إيناس وانت ستغادريننا إلى الأردن والبدء في مرحلة جديدة من حياتك.. ماذا تقولين في ختام هذا اللقاء؟
فإن كان هناك ما ارغب ان اقوله.. فينبغي علي ان اشكر بيت التشكيليين وجميع القائمين على دعمهم ومساندتهم وتقديم العون لي لتقديم معرض الأول «ألوان للجميع»..
كما أشكر سمو الأميرة سلطانة الإبراهيم على تشريفها آنذاك بافتتاح المعرض والتي أبدت اهتمامها الكبير بالفن واعجابها بالتكنولوجيا المعاصرة وهذا في الحقيقة يبشر بالخير.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved