أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

نوافذ
لبنان (3 - 3)
الشرقية
أميمة الخميس
بيروت الشرقية، تنتمي الى الشرق من خلال مصادفة جغرافية لم يكن لهم يد فيها، بينما قائمة الطعام في المطعم تقدم بالفرنسية، وعندما نسأل عن قائمة طعام بالعربية أو الانجليزية، تهز النادلة كتفيها باستخفاف، وتتولى مهمة الترجمة..!!
بيروت الشرقية تدير ظهرها للشرق، وتستقبل شمس أوروبا، واسطورة قديمة تمنحنا بعض الترطيب لخيبتنا، وتقول الاسطورة (إن زيوس الإغريقي قد اختطف أوروبا الفينيقية من على شواطئ لبنان، فهب اخوها (قدموس) لنجدتها، ولما لم يكن يمتلك القدرة على مواجهة زيوس، لجأ الى الحيلة..!! تلك الحيلة التي جعلته يخترع الأبجدية، ويفتدي بها أوروبا، إذاً أوروبا شرقية هي وأبجديتها..!! ولربما كان اسمها عروبة وحورت الى أوروبا) ولكن قوائم المطعم في الشرقية ترفض هذا الموضوع، وتستبدله بفرنسا الأم العظمى.
في المتحف الوطني اللبناني الذي كان يقع على خطوط التماس في الحرب الاهلية، تدمر وأعيد بناؤه بشكل بهي، ولكن معظم المحتويات تعود الى العصر الهلنستي، والروماني، والبيزنطي، ووجود طفيف شاحب للحضارة عقب الفتح العربي والإسلامي!!
فتح أبوعبيدة الجراح لبنان عام (635م) وظل ذلك الوجود فاعلاً على جميع المستويات الحضارية الى وقتنا الحاضر، فلماذا هذا التغييب والإغفال في ردهات المتحف؟؟ طلبت مقابلة المسؤول هناك وقبل ان استفسر سألته عن اسمه لأفبرك احتجاجي كما يليق، قال اسمه: انطون..، نقلت له احتجاجي ومن خلال بسمة مهذبة وعدني بنقل الموضوع للمسؤولين.. ولكن الذي اسعدني أني علمت أن من ضمن المساهمين الذين تبرعوا في إعادة ترميم المتحف صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، فأرجو أن يكون لسموه دور في تكريس الوجود العربي والإسلامي في المتحف الوطني في لبنان على اعتبار أنه متحف وطني ومن الواجب ان يحتوي جميع الفترات التاريخية وبالشكل الذي يتناسب مع دورها الفاعل والحيوي عبر التاريخ.
وعلى الرغم من هذا لن تستطيع الفينيقية المعذبة بعروبتها ان تنكر اجدادها القدماء الأوائل، ومهما حاولت التنصل والتخفي عن هذا التاريخ فإن اسماء مدنها تشي بها.. مدينة الجبيل هي تلك المدينة الساحلية في السعودية، ومدينة صور ليست إلا ابنة للمدينة الأم في عمان.
لم الشغف العارم بالحسيات هنا؟؟ الطعام والشراب والجمال، بشكل يكاد يسيطر على الكثير من الاهتمامات، هل هو امتداد للفيضان الاستهلاكي للعولمة؟ هل هم حفدة (دينوسيوس وباخوس) أم هي مسكن لأحزان أعمق وأشد غورا ولا تتبدى للسائح الطارئ؟؟ يهديك أهل لبنان اسماء المطاعم والأماكن التي تصنع الطعام اللذيذ كمنحة ثمينة ونادرة.
مثقفو لبنان ما زالوا خاضعين لجغرافية المركز والأطراف في التعامل مع جميع النتاج القادم من الخليج، تلك الدهشة التي تنم عن فوقية تتوارى في الكواليس!! لربما هم بحاجة الى وقت، لربما نحن.. ولربما جغرافيا المركز نفسها.
email:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved