أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

الدواء.. بين الطبيب والصيدلي
مصطفى محمد كتوعة
المريض عادة ما يشعر بأعراض المرض ولا يعرف أسبابه، لذلك تكون اجاباته على أسئلة الطبيب في حدود وصف هذه الأعراض.. هنا ينتهي دور المريض بالشكوى من المرض وآلامه وقانا الله جميعا منه وتأتي مهمة الطبيب بالفحص الخارجي، وقد يحتاج لمراحل تشخيص أدق للوصول إلى أسباب المرض وحجمه ومكانه، ومن ذلك التشخيص المجهري أو بالأشعة أو بالتحاليل المعملية، مناسبة هذا الكلام ما قرأناه عن صدور قرار لوزارة الصحة يسمح للصيادلة بالتشخيص وصرف الأدوية اللاوصفية بدون وصفة طبية، مما أثار جدلا في الأوساط الطبية بين معارض ومؤيد للقرار، وتساؤلات حائرة على لسان العامة الذين طالعوا كثيراً تأكيدات سابقة للوزارة بعدم صرف الدواء دون وصفة طبية.. وهو ما يشدد عليه مجلس وزراء الصحة العرب ونقرأ في كل نشرة مرفقة بالدواء، كنا نتمنى ايضاحاً من وزارة الصحة حول فائدة مثل هذا القرار، ومن أي ناحية، وإن كنا لا نتقبل فكرة انه في صالح المريض كما يذهب البعض من الصيادلة.. أو في صالح الصيادلة لأنه سيرتقي بخبراتهم مع تشديد الرقابة والضوابط. ولا ندري كيف نضمن الالتزام بالضوابط في صرف الدواء، بل لا ندري كيف ستقوم الأجهزة المختصة بالوزارة وإدارات الشؤون الصحية بالرقابة على الصيدليات التي تعمل على مدار الساعة.. وربما وصل خيال البعض منا إلى تصور وجود مراقب مقيم بكل صيدلية. طوال دوامها شرط أن يكون أكثر خبرة في الطب والصيدلة!!
إننا نقدر حرص وزارة الصحة على كل ما يتعلق بصحة البشر علاجاً ووقاية، ونقدر لمعالي الوزير النشط د. أسامة عبدالمجيد شبكشي جهوده الحثيثة للارتقاء بالخدمات الطبية والرعاية الصحية، وجهود هذا القطاع الحيوي والمهم، ولكن الا يرى مقام الوزارة أن الناس أنفسهم بحاجة إلى التوعية في صرف الدواء والالتزام بجرعاته وتعليماته في الاستخدام والحالات الممنوع عليها رغم علاجه لأعراضها. وهذا يحدده الطبيب المعالج وليس الصيدلي، فهناك حالات مرضية أعراضها واحدة.. ولكن أسبابها مختلفة.. وأبسط مثال لذلك الصداع.. وكذا الحال في الأمراض التي قد يصرف لها مضاد حيوي بناء على أعراض المرض ولكنه لا يعالج الأسباب الحقيقية.. كم من أناس يصرفون دواءهم من الصيدلية مباشرة دون جدوى منها، بينما تزداد الأسباب خطورة.. أو تسكين مؤقت دون شفاء كامل منها، إن قراراً مثل صرف الدواء دون وصفة طبية حتى وان كانت أدوية لا وصفية له تبعات خطيرة.. ونتمنى فقط من الوزارة أن تحدد لنا حدوده ومبرراته لأنه يتعلق بالملايين من المرضى يومياً. مع تحياتي لوزارة الصحة.
كلمة :
من أقوال لقمان: إذا أراد الله بقوم سوءاً سلط عليهم الجدل، وقلة العمل، يابني قد ندمت على الكلام ولم أندم على السكوت.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved