أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

الوصايا النيرة في الدورات العلمية المنتشرة
تنتشر هنا وهناك من ارجاء بلادنا الحبيبة العديد من الدورات العلمية الشرعية التي اختير لها كوكبة من علماء ومشائخ فضلاء وطلبة علم كرسوا انفسهم لخدمة الاسلام والمسلمين. لقد ظهر جليا ولله الحمد حرص طلاب العلم وفقهم الله على استغلال اوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة فكانت هذه المشاركة لهؤلاء النخبة من طلاب العلم عبارة عن وصايا وتوجيهات لنصل انا واياهم للهدف المنشود من هذه الدورات المباركة التي اسأل الله العلي القدير ان يجزي القائمين عليها خير الجزاء وان يسدد على طريق الخير خطانا.
ان اولى هذه الوصايا واعزها هي اخلاص النية لله تعالى في طلبك للعلم، وجعل همك الوصول الى الفائدة، فقد قال عليه الصلاة والسلام (انما الاعمال بالنيات). واجعل كلام سفيان الثوري نصب عينيك حين قال: ما عالجت شيئا أشد عليّ من نيتي لأنها تتقلب عليّ. فعليك يا رعاك الله مجاهدة النفس في طلب العلم وارغامها على الاخلاص.
ثانيا: عليك أخي الكريم التحلي بالصبر في طلب العلم، فاصبر على الطاعات وتصبر عن المعاصي التي تعتيرك في طلبك للعلم وتصبر على الاقدار التي يقدرها الله تعالى عليك في طريق العلم.
وتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من ورائكم زمان الصبر للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا منكم) وراه الطبراني في الكبير وهو صحيح.
ثالثا: الحرص الشديد في طلبك للعلم وذلك عن طريق اختيار العلوم والفنون التي تناسبك وعليك يا رعاك الله بالتدرج في طلب العلم فقد قال الشاعر:


تفنن وخذ من كل علم فإنما
يفوق امرؤ في كل فن له علم
فأنت عدو للذي أنت جاهل
به ولعلم أنت تتقنه سلم

وارجع الى امهات الكتب مع ربط ذلك بالأخذ من الكتب المعاصرة من اجل بناء شخصية علمية فاعلة باذن الله تعالى.
رابعا: كن متواضعا مهما كانت حصيلتك من العلم فعليك خفض الجناح والعفة والحلم والصبر الرزانة، فعن عبدالله ابن الامام الحجة الراوية في الكتب الستة بكر بن عبدالله المزني رحمهما الله تعالى: قال: سمعت انسانا يحدث عن أبي انه كان واقفا بعرفة فرق فقال لولا أني فيهم لقلت: قد غفر لهم خرجه الذهبي.
فنظر يا رعاك الله الى هذا الازدراء للنفس.
خامسا: عليك القوة في الحق والبذل في سبيل الخير.
سادسا: الاعراض عن مجالس اللغو: لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون استار الأدب متغابيا عن ذلك، فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم واهله عظيمة.
سابعا: عليك العمل بهذا العلم فهو ثمرة العلم فلا خير في علم لا يقترن بعمل مخلص متابع به الرسول صلى الله عليه وسلم في عباداته ومعاملاته.
ثامنا: الحذر من الفتوى من غير علم، فليس يا أخي الحبيب من العيب اذا سئلت وأنت لا تعرف الاجابة ان تقول: الله اعلم. فلقد كان كبار السلف رضي الله عنهم اذا سئلوا ولم يعرفوا قالوا الله اعلم، فلقد كان مالك يرحمه الله لا يفتي حتى يقول لا حول ولا قوة الا بالله، وقال احد السلف: اجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار. فتمعن هذا يا أخي جدا.
تاسعا: ومن هذه المهمات التحلي بالثبات والتثبت لاسيما في الملمات والمهمات ومنه: الصبر والثبات في التلقي وطي الساعات في الطلب على الاشياخ (فإن من ثبت نبت).
عاشرا: عليك بقراءة حال السلف والخلف ومعرفة حالهم في طلبهم للعلم فهذا احرى بأن يكون لك حافزا ومعينا بعد الله تعالى على الاستمرار في طلب العلم.
الحادي عشر: وهي من الأسس على طالب العلم الا ينس الادب والاحترام والتقدير الخاص للعلماء والمشائخ، لان الشارع الحكيم امرنا بإجلال العالم وحامل القرآن، فقد اخذ عبدالله بن عباس رضي الله عنهما مع جلالته وعلو مرتبته بركاب زيد بن ثابت الانصاري وقال (هكذا أمرنا ان نفعل بعلمائنا وكبرائنا). وقال الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى لخلف الاحمر: (لا أقعد الا بين يديك أمرنا ان نتواضع لمن نتعلم منه).
الثاني عشر: الحذر من القدح في العلماء والطعن فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال والعياذ بالله.
فقد قال أبو زرعة رحمه الله تعالى: (اذا رأيت الرجل يتنقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى، وهم زنادقة).
الثالث عشر: على طالب العلم التماس العذر للعلماء واحسان الظن بهم، فقد قال محمد بن سيرين رحمه الله: (اذا بلغك عن اخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل، لعل له عذرا).
وهذا الكلام في العلاقات الاخوية فما بالك بعلاقة التلميذ مع شيخه وعلاقة الامة مع العلماء ان الأمر حينذاك آكد.
الرابع عشر: عليك يا رعاك الله عدم رفع الصوت بالقراءة عند الشيخ احتراما واجلالا له.
الخامس عشر: عليك بالتأدب مع رفقتك واصحابك ومخاطبتهم باللين والسعي في خدمتهم وادخال السرور عليهم بالمعروف.
هذه بعض الوصايا والخواطر التي اسأل الله العلي القدير ان ينفع بها من كتبها وقراءها. وانه من الامانة العلمية التي لابد ان تذكر فإن هذا المقال اخذ من عدّة مراجع هي كالتالي:
كتاب حلية طالب العلم لفضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد.
كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للامام محيي الدين أبي زكريا النووي.
كتاب العلم لفضيلة الشيخ: عبدالواحد بن عبدالله المهيدب.
قواعد في التعامل مع العلماء لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن معلا اللويحق.
فجزى الله الجميع خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة. كما اشكر الاخوة القائمين على هذه الصفحة في جزيرتنا المباركة واسأل الله العلي القدير لي ولهم التوفيق.
محمد بن عبدالله الدخيل - الرس

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved