أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

« إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
أين هذا الرجل الذي يتخلى عن رجولته ويهبها للمرأة؟!
قرأت ما كتبته الكاتبة /فوزية الجارالله/ في جريدة الجزيرة العدد /10525/ في زاويتها «لا وقت للصمت» تحت عنوان (ليس الآن ياسيدتي) ومما ورد في مقالتها باختصار مايلي:
1 أشارت الكاتبة ان قوة الرجل وثباته ورجولته كانت ناتجة من المفاهيم التي توارثها الناس جيلاً بعد جيل وبقيت في ذاكرة المجتمع.
أخذت هذه المفاهيم منذ العصر الحجري صفة الثبات فهو الذي يمسك بالهراوة لحماية نفسه وعائلته من وحوش الغابة وقاطعي الطريق.
2 مع تقدم وتحضر المجتمع استمر هذا المفهوم ولكنه بدأ يتغير شيئا فشيئاً من الشكل المادي المجرد «القوة الجسمية» إلى شكل معنوي اكثر رسوخاً وهو القوة المعنوية.
3 أشارت إلى حكاية خيالية حول تسلق لص إلى منزل فطلبت الزوجة من الزوج الذهاب إلى اللص ولكنه طلب منها الخروج إلى اللص فرفضت الزوجة قائلة «قم أنت ألست انت الرجل»؟
4 أجابها وهو يختفي تماماً تحت اللحاف «ليس دائماً.. ليس الآن ياسيدتي» اذهبي انت.
5 أشارت الكاتبة إلى ان القصة تبدو ظريفة ومضحكة إلا انها في الواقع تبدو مؤلمة ومريرة خاصة عندما تتحول إلى سلوك دائم لمواجهة كافة المواقف اليومية.
6 تساءلت الكاتبة: كيف تعيش امرأة مع مثل هذا الرجل وتشعر بحضوره وقوته وهو بمثل هذا الضعف.
7 تساءلت الكاتبة أيضاً: هل تلقى باللوم فيها على المفاهيم الاجتماعية التي توارثناها جيلاً بعد جيل، أم على التربية التي تخلق لنا رجالاً ليس لهم من الرجولة سوى مظهرها الخارجي الذي يتهاوى عند أدنى موقف يتطلب الصمود والثبات والحسم والمبادرة.
انتهى كلامها
ü المداخلة والتعليق:
1 خلق الله الرجل وجعله أباً وراعياً، وخلق الله المرأة وجعلها أما وأختاً وزوجة.. وجعل الرجل والمرأة مكلفين حملا الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض. وهذا منذ خلق الله آدم عليه السلام وحواء وأودع الله في الرجل والمرأة ما يناسبهما من الصفات والخصائص الجسمية والعقلية وغيرهما.
وقوة الرجل وثباته ورجولته ليست ناتجة من المفاهيم التي توارثها الناس جيلاً بعد جيل كما ورد في مقالة الكاتبة. وإنما هي خصائص وصفات أعطاها الله الرجال فهم يتصفون بالرجولة والقوة والشجاعة والحلم والأناه وبُعد النظر. وهيأهم الله سبحانه للرسالة والنبوة والخلافة والإمارة والقيادة والتحمل لطلب المعيشة والسعي في الأرض، وأعطاهم الله القوامة على المرأة لضعفها ونقصها وطبيعة تكوينها الجسمي والعقلي قال تعالى: «الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» وهنا يتضح للكاتبة ان قوة الرجال وتحملهم ليست ناتجة عن المفاهيم المتوارثة وليست بالصدفة، فلقد أعدهم الله بالفطرة للقيام بها، والأمور كثيرة كما أسلفت ولبناء المجتمعات وإيجاد الصناعات والمبتكرات الحديثة التي بهرت العقول وتعتبر مدعاة لشكر الله الذي أمدهم بهذه العقول وهداهم للاستفادة منها:
قال تعالى: «والله خلقكم وما تعملون» إلى غير ذلك من الميزات الحسية والمعنوية التي لاتتوفر في المرأة، ولا تستطيع القيام بها لطبيعة تكوينها الجسمي والعقلي قال تعالى: «وللرجال عليهن درجة».
ومن ذلك أيضا: حماية النساء والمحافظة على كرامتهن وعفافهن. ولا أدري متى حددت الكاتبة العصر الحجري ومَن من الأمم عاشت في هذا العصر على حد قولها؟ وكيف كانت أحوال رجاله ونسائه وما صفاتهم وخصائصهم؟ وهذا ما أخالفها فيه. فبداية الخلق خلق أبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام وبعدهما تتابعت الخلائق والرسل والله أعلم. وعبارة العصر الحجري تسمية غير إسلامية فليس هناك انقطاع بين الرسل فقد أرسل الله الرسل إلى جميع الأمم قال تعالى: «وإن من أمة الا خلا فيها نذير».
ونورد هنا بعض الآيات الكريمات التي توضح ما ميز الله به الرجال عن النساء وما أودعه الله فيهم من خصال أصيلة ليست متوارثة كما أشارت الكاتبة عبر الأجيال:
قال تعالى: «وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم». وقال تعالى: «وليس الذكر كالأنثى»
وقال تعالى في صف النساء «أوَ من يُنَشّأوا في الحلية وهو في الخصام غير مبين». وقال تعالى عن امرأتي نوح ولوط «كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين».
قال الشاعر:
كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جر الذيول
2 أعطى الله سبحانه وتعالى الرجل جميع القوى اللازمة لحياته سواء كانت قوة جسمية أو معنوية. أعطاه الله قوة الجسم والتحمل وأعطاه الله قوة العقل وبعد النظر وهيأه لأمور لا تستطيع المرأة ولا تقدر عليها لا جسمياً ولا عقلياً. والتحضر وما صاحبه من تقدم عقلي وفكري وما نتج عنه من ثورة علمية وصناعية لم توجد صدفة وإنما هي نتيجة عمل الرجل وابتكاره بعد توفيق الله فهو مؤثر ومتأثر في آن واحد. أي أنه مبتكر ومنتج ومستفيد وكل ذلك يسجل لحساب الرجل وجهوده حيث أعطاه الله العقل النير والتفكير السليم.
3 أشارت الكاتبة إلى حكاية تسلق اللص للمنزل... الخ وهنا أود أن أسأل الكاتبة أين حصلت هذه القصة؟ ومع من؟ وفي أي بلد؟ ومتى؟ وماسندها من الصحة؟ أم أنها قصة خيالية اطلعت عليها في كتب الأساطير التي يتناقلها البسطاء. كالتي تنسب إلى كتب: النوادر أو تنسب إلى أشعب أو ألى أبي نواس أو غيرها من الأساطير.
ثم هل حضرت الكاتبة عند الزوجين لتعلم من خرج منهما على افتراض صحة الرواية، واستغرب أن تقول الكاتبة وعلى لسان القصة «أخرج إلى اللص» «ألست الرجل...؟».
نعم إنه الرجل والرجال كثير. يخرجون إلى اللصوص ويخرجون إلى الحروب ويخرجون إلى الأعداء ويقتحمون الجموع ويتلقون بصدورهم الرماح والرصاص والقنابل، والمرأة في خدرها في ظل ظليل تغط في سبات عميق ويفتخر الرجال بالذود عن محارمهم وأعراضهم «من قتل دون عرضه فهو شهيد».
إن لكل من الرجل والمرأة خصائصه الجسمية والعقلية ومهامه العائلية فالرجل أب وزوج قائم على الأسرة ومسؤول عنها لا بالتوارث الاجتماعي كما أشارت الكاتبة ولكن بالتكليف الإلهي.
الرجل مهيأ للجهاد والقتال والقيادة والرئاسة وغير ذلك والمرأة مهيأة للحمل والولادة وتربية الأبناء والعناية بهم ورعاية البيت.
إن نساء الغرب عندما خرجن إلى الحياة والعمل بلا قيود وتحررن من الرقيب وهجرن المنزل، أصبحن العوبة المجتمعات وفاكهة المسارح والحفلات، مادة دسمة لذئاب البشر وأسلوب دعاية في الفضائيات وكذا بعض نساء المجتمعات العربية والإسلامية التي سارت على هذا النمط.
لقد نادى الغرب مع كفره وإلحاده المرأة إلي العودة إلى منزلها وعدم الخروج إلى الحياة والاكتفاء بتربية الأبناء والبنات ورعاية الأزواج هذا في بلدان الرذيلة واللادين أما نحن المسلمين فلنا ديننا وأخلاقنا وخصائصنا نعيش وفق نظام دقيق أنزله رب العالمين على خير عباده النبي محمد الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وللرجل مهامه وخصائصه ومسؤولياته وللمرأة خصائصها ومهامها وتفتخر المرأة المسلمة بالتمسك بدينها وأخلاقها وبناء بيتها وتربية أولادها فالبيت مملكة المرأة ومكان أنسها وسعادتها.
4 أفادت الكاتبة أن الرجل أجاب المرأة في قصتها بأنه ليس دائماً هو الرجل وأوكل لها مهمة الذهاب والخروج إلى اللص.
ونقول سبحان الله أين هذا الرجل الذي يتخلى عن رجولته ويهبها للمرأة ونطلب من الكاتبة ألا تحلق أو تعيش في خيال وأساطير وتوثق القصة التي أشارت إليها. ثم هل ترغب أن يتنازل هذا الرجل للمرأة عن رجولته وهل تستطيع هي ذلك وما مقوماتها الجسمية والمعنوية والفكرية التي تجعلها تطمع في ذلك.
وكيف تخرج لملاقاة اللص المتسلق فقد لايريد مالاً ولكنه يريد عرض المرأة فكيف تحمي نفسها؟!
قال تعالى: «يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور» وقال تعالى: «وليس الذكر كالأنثى» هل ترغب الكاتبة في تأنيث الرجل وتذكير المرأة.
5 أفادت الكاتبة ان القصة تبدو ظريفة ومضحكة ولكنها مؤلمة حينما تبدو سلوكا دائماً.
فكيف تحول الكاتبة قصة خيالية ليس لها أساس من الصحة إلى سلوك دائم يتصف به الرجال يبدونه أمام ما يصادفهم من مواقف يومية. هل بلغت الأمور إلى هذا الحد من السخرية بالرجال ووصفهم بصفات الجبن والخوف ليس رجلاً واحداً ولكن كل الرجال فهل قامت المرأة بحماية الزوج والخروج إلى اللص والقضاء عليه حتى تكتمل هذه المسرحية الهزلية التي عاشت خيالها الكاتبة.
6 حولت الكاتبة قصتها الخيالية الأسطورية إلى واقع حي وخرجت علينا من هذه القصة بنتيجة حتمية كما تراها وهي ضعف الرجال وخوفهم وخورهم وتحولهم من سباع ضارية وصقور جارحة إلى أرانب أليفة وتساءلت كيف تعيش المرأة وتشعر بالأمان مع هذا الضعف من قبل الرجال.
ونقول لها رويدك مهلاً فالرجال هم الرجال وهم الحصون المنيعة للبلاد والعباد ولهم خصائصهم وشمائلهم الرفيعة التي لاتصل إليها المرأة. لقد خلقهم الله وأعدهم لمهمات صعبة لا تستطيعها النساء، خلقهم الله وأوكل لرسله منهم تبليغ الرسالة وحمل الأمانة ونشر الدعوة، خلقهم وأوجد منهم الخلفاء والأمراء والقادة والملوك الذين فتحوا الدنيا وعمروها بنشر الإسلام ونقلوا الناس من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد ومن جور السلطان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها. ونطمئن الكاتبة ان الرجال محافظون على محارمهم وأعراضهم ولا تخف بقراءة قصة اسطورية من نسج الخيال جرى إيرادها للتنقيص من الرجال والنيل من كرامتهم والتسلق على أكتافهم. وعليها وعلى غيرها من النساء مساعدتهم في الحفاظ عليهن فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ماتركت بعدي فتنة هي أشد على الرجال من النساء» أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وتتساءل الكاتبة في مقالتها: هل تلقى باللائمة على المفاهيم الاجتماعية المتوارثة أم على التربية التي تخلق جيلاً لايملك من الرجولة سوى مظهرها الخارجي.
ونقول يا سبحان الله هل رجولة الرجال وقوتهم وشجاعتهم وقيادتهم وثباتهم وعقولهم المبدعة في علوم الدين والدنيا كانت نتاج مفاهيم اجتماعية متوارثة بالية كما أشارت الكاتبة.. كلا...
إن رجولة الرجال وصفاتهم الفذة مستمدة مما أمدهم الله به وفطرهم عليه من الصفات الجسمية والخلقية والعقلية وما أمدهم الله به من القوة والشجاعة والأمانة ما جعلهم مندوبين لحمل الرسالات السماوية والدعوة إليها ونشرها ومن بعدهم الخلافة في الأرض وفتح الفتوح وحماية الأوطان والدفاع عن البلدان وحماية المحارم أمثال كاتبتنا العزيزة.. فليس تكليفهم وولايتهم وقوامتهم متوارثة من مفاهيم اجتماعية كما تقول يمكن تغييرها وليست وليدة صدفة بل هو توجيه سماوي أعطى الرجال هذه الخصال دون النساء.. ونتساءل مرة أخرى:
هل النساء على استعداد جسمي وعقلي للحلول محل الرجال من العلماء، والقادة، والمفكرين، والمخترعين، وغيرهم من أصحاب المناصب والهيئات في أعمالهم وهذا ما يفهم من سياق حديث الكاتبة ويكفي رداً عن ذلك واقع الحال الآن للرجال والنساء في المجتمعات وأدوارهم ويكفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «لن يفلح قوم ولو امرهم امرأة» أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
كما ان تربية الرجال ليست ناقصة وليست فجة فالمسلم تربى على منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أخذ منهما خصائصه وسجاياه الكريمة وتربى على مائدة النبوة المستمدة من دستورنا العظيم. قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم «وإنك لعلى خلق عظيم» فخلقه عليه الصلاة والسلام القرآن وهكذا المسلمون من الرجال والنساء.
لقد انتجت لنا التربية المحمدية أمماً فذة أمماً عظيمة وفت بالعهد ونشرت الإسلام وحفظت القرآن بحفظ الله قولاً ومنهجاً.
أنتجت لنا التربية الخلفاء الراشدين والقادة والفاتحين، أنتجت الصحابة والتابعين ولازالت تنتج لنا العلماء والقادة والنابغين ومثالهم أحد القادة الأبطال الذين حققوا بتوفيق الله توحيد الجزيرة العربية ولم شتاتها والقضاء على الفتن في ربوعها ليؤسس دولة حضارية راقية هي المملكة العربية السعودية ذلكم هو الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة ولسنا بصدد سرد أسماء الأبطال من الخلفاء والعلماء والقادة والملوك والفاتحين وغيرهم ممن تمتلئ بهم أسفار الكتب والموسوعات والذين لازالوا يعطرون تاريخنا الإسلامي بأخلاقهم وأفعالهم وسيرهم وقوتهم وشجاعتهم وفتوحاتهم..
وسنورد هنا قصة شهيرة وقفها أحد الخلفاء العباسيين وهو المعتصم استجابة لنداء امرأة تدل دلالة على مواقف الرجال مع النساء وكيف يستجيبون لحمايتهن والذود عن أعراضهن وهي قصة واقعية لا خيالية كالتي أوردتها الكاتبة ونوجز القصة كمايلي:
في انشغال الخليفة العباسي/ محمد المعتصم بالله/ في بعض الشؤون الداخلية في الدولة العباسية قام الامبراطور/ تيوفيل/ البيزنطي فأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة «زبطرة» وهي أقرب الثغور الإسلامية إلى بلاد الروم فأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبى نساءها وأطفالها. وغضب المعتصم لهذا الحادث وكانت امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم قائلة «وامعتصماه» فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخرب مدينة «عمورية» مسقط رأس والد الامبراطور البيزنطي وأهم مدينة في الأناضول ثم جمع المعتصم جيشاً كبيراً تولى قيادته بنفسه ويقال ان اسم «عمورية» كان منقوشا على درع كل جندي من جنود المسلمين، وتقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش «تيوفيل» فهزمه وخرب مدينة أنقره ثم حاصر مدينة عمورية التي تقع بجوار أنقره، وبعد حصار شديد تمكن المعتصم من اقتحام المدينة عنوة وتخريبها وأسر من فيها سنة 223ه وهكذا انتقم المعتصم من الروم وكان انتقاما رائعاً وصفة الشاعر أبو تمام بقوله:
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
هذا الموقف وأمثاله من المواقف البطولية التي تمتلئ بها صفحات التاريخ هو دأب الرجال وشأنهم معركة حاسمة بجيش جرار ضد الروم انتصاراً لامرأة وحماية لأطراف دولة. ارجعي للتاريخ لتقرأي سير الصحابة والتابعين وفتوحاتهم للعالم لتقرأي سير الخلفاء الراشدين ومواقفهم البطولية لنشر الإسلام وتحقيق العدل والأمن، لتقرأي سير الخلفاء في دولة بني أمية والعباسيين وما جرى في عهودهم.
اقرأي التاريخ لتعرفي كيف انتشر الاسلام في ربوع الأرض وهل كان ذلك على يد الرجال أم النساء، اقرأي تاريخ صلاح الدين وما فعله بالصليبيين لتحرير بيت المقدس. تصفحي أسماء الأمراء والملوك والقادة والفاتحين والعلماء عبر التاريخ لتعرفي دور الرجال وكيف حالهم واقعاً ملموساً وليس خيالا ولا ننسى الاشادة بدور بعض النساء على مر التاريخ ونرغب أن تسير نساؤنا على نهجهن.
أخيراً: راجعي حساباتك فكتاباتك تحتاج إلى إعادة نظر في مضمونها فلعلك تنظرين إلى واقع المرأة الغربية وغيرها في بعض البلاد العربية وتنظرين إلى حالتها وما آلت إليه من الشر المستطير والفساد العظيم لتعرفي الشر المحدق بالمرأة وتقفي إلى هذا الحد.
أما نساؤنا ولا نزكي على الله أحدا نساء مؤمنات يؤمنّ بالله واليوم الآخر، يرجين الأجر ويخشين العقاب والعذاب من الله.
والنساء كالرجال متعبدات يسرن في الحياة وفق سنة الله وشرعه، لايليق بهن ان يحدن عن الطريق القويم فهذا منهج نساء الإسلام وتلك رسالتهن ولايجوز لهن أن يترجلن ويتقدمن لمنافسة الرجال على خصائصهم التي خصهم الله بها، فهم مصدر الأمان وحماة الديار وما فيها من النساء والأطفال. قال (صلى الله عليه وسلم) ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم.. إلي آخر الحدث. وقال صلى الله عليه وسلم «يا معاشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار».. أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها ما خير ما للمرأة قالت: «ألاّ ترى الرجال ولا يروها» وقال تعالى: «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى» ونورد هنا قصة ذات معان عظيمة ليست كالقصة الخيالية التي أوردتها الكاتبة وفي هذه القصة الكثير من المعاني والدروس والعبر والتشريع مايكفي للرد على الكاتبة ففيها بيان ماتكون عليه المرأة المسلمة أقدمها للقراء الأعزاء وللقارئات العزيزات المنصفات اللاتي يبحثن عن الحق وليس غير الحق والقصة عن أسماء بنت يزيد الانصارية الاشهلية.
انها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: «بأبي وأمي أنت يارسول الله. أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة. فآمنا بك وبإلهك وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد ببيوتكم، ومقتضى شهواتكم وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج.
وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل. وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير».
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: «هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟
فقالوا يارسول الله.. ماظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال «افهمي أيتها المرأة واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله» فانصرفت المرأة وهي تهلل كيف تحصل وهي في بيتها على أجر عمل الرجال المتعدد.
هذه قصة صحابية مع معلم البشرية محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام تعتبر تشريعاً ودرساً للمؤمنات لا يسعهن الخروج أو الميل عنه ففيه الخير كل الخير والميل عنه هوة سحيقة الله أعلم بقعرها.
ولسنا بصدد سرد وتعداد خصائص الرجال ومقومات شخصياتهم دينا وخلقا وكرما وشجاعة وسماحة وعقلاً وفكراً مما أوجده الله فيهم، وما هيأه الله لهم بقوته وقدرته ليكونوا قادة الدنيا وليكونوا حصنا منيعا دون دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأوطانهم كما كانوا وكما يعرفون لا كما أوردت الكاتبة في قصتها الخيالية الساذجة.
ونصيحتي للكاتبة ولأمثالها العمل بوصية معلم ومربي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم للصحابية الجليلة أسماء بنت يزيد فوصيته تشريع لنساء هذه الأمة. ما ناله الرجال من خير الدنيا والآخرة ودعي عنك التنقص من سجايا الرجال وخصائصهم. فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. والله من وراء القصد.
سليمان بن فهد الفايزي
القصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved