أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 30th August,2001 العدد:10563الطبعةالاولـي الخميس 11 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
حماقة الإسرائيليين بدسّ أيديهم في عش الدبابير..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
في حوارات المبعوثين الغربيين، أوروبيين وأمريكيين، مع نظرائهم العرب يستثنون الكيان الاسرائيلي من اجراءات منع الحصول على تقنية تصنيع الأسلحة النووية، وحجتهم في ذلك أن إسرائيل تحكمها حكومات ديمقراطية منتخبة، وحكومات من هذا النوع تكون أكثر التزاماً وأكثر مسئولية تجاه السلام العالمي ولا يقدم رؤساؤها وأعضاؤها على القيام بمغامرات سياسية أو عسكرية ولذلك، وبرأي الغربيين، فإنه لا خوف من امتلاك الاسرائيليين للأسلحة النووية..!!
والآن وبعد التجاوزات والمغامرات التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي بتوجيه وبتعليمات مباشرة من المجلس الوزاري المصغر الذي يضم رئيس الحكومة آرييل شارون ونائبه وزير الخارجية شيمون بيريز ووزير حربه بن يعازر والتي كان آخرها قرار تصفية وقتل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوعلي مصطفى.. العملية التي أقل ما يمكن وصفها عملية إرهاب دولة ترتقي الى اعمال عصابات المافيا الإجرامية. والتي تمثل وبكل المقاييس مغامرة عسكرية وسياسية لم تحسب نتائجها بدقة ولا إفرازاتها السلبية التي سوف لاتقتصر تأثيراتها علي الاسرائيليين فقط، بل تتعدى ذلك الى حلفاء اسرائيل من الامريكيين خاصة والغربيين عامة.
لنعد الى الشخصية الفلسطينية التي طالتها الجريمة الاسرائيلية والتي أقل ما توصف بالمغامرة الحمقاء من قبل شارون وبيريز وبن اليعازر، فالشهيد أبو علي مصطفى يمثل أو يقود الجناح المعتدل الذي يعمل ومن خلال النشاط السياسي على تعزيز التوجه لتحقيق السلام، وهو في توجهه ونشاطه منذ عودته الى فلسطين اقرب الى السلطة الوطنية الفلسطينية منه الى فصائل المعارضة الفلسطينية التي تصفها امريكا وبعض الدول الغربية بالحركات المعادية للسلام.
إذن وحسب المواصفات الامريكية والغربية فإن ابو علي مصطفى لم يكن مصنفاً كإرهابي «رغم تحفظنا.. بل وحتى استهجاننا لتصنيف أى فلسطيني يناضل من أجل تحرير وطنه إرهابيا».
المهم ابوعلي مصطفى لم يكن مصنفاً إرهابياً، إذن لماذا يقدم شارون على إرتكاب حماقة كبرى ويضعف معسكر العاملين لتحقيق السلام.
نقول.. بعد كل هذه التجاوزات ألا يجرؤ الامريكيون حلفاء شارون على مساءلته وتوعيته أن حماقته هذه ستقوي المعسكر المضاد وخاصة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. الجبهة التي يعرف بأسها الامريكيون والاوروبيون كثيراً.. هل غابت عن ذاكرة الغربيين أن الجبهة الشعبية صاحبة أولى مبادرات خطف وتفجير الطائرات ومهاجمة المصالح الغربية خارج الوطن العربي.
.. أليس إقدام شارون وفريقه الوزاري اقترابا غير محسوب من عش الدبابير التي يعرف الاسرائيليون والغربيون ألم لدغاتها.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved