أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st September,2001 العدد:10565الطبعةالاولـي السبت 13 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

موسوعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الأثرية
هدية سعودية للحضارة والثقافة والإنسانية
ناصر بن محمد الحميدي
هل يعقل أن يكتب عالم أو يكشف مؤرخ أو عالم حفريات أثرية أو خبير واختصاصي بشؤون الحضارة جمعاء للوصول لاضافة بدون شهاداته فيها، ويكشف عن شواهدها ورموزها عبر الزمن بوضوح. هل يكتب عن الديرة إنسانها أو يترك ذلك لمن هم من غير أهلها!! هل يمكن ذلك. وهل صحيح ما يتم التوصل هل؟ وهل؟ ولا تنقضي هذه الأسئلة المرتبطة بشكل كامل وجوهري ببعض لاكتشاف الحضارة التي قامت عليها أقدم مواطن الاستيطان البشري على بكرة الأرضية جمعاء وأقصد بها تلك الحضارة التي صنعها الإنسان. إلا بعد أن يتصدى القياديون من صناع الحضارة وناصري التاريخ والأثر مثل رمز للعطاء يحيل المستحيل إلى ممكن بل قريب.
لقد استبشرنا خيرا بنبأ دعم سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام للموسوعة الأثرية الضخمة المزمع إصدارها عن آثار المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر أحد الافكار النيرة للعالم الأثري المعروف الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد، أستاذ الآثار الاسلامية بجامعة الملك سعود، ووكيل وزارة المعارف لشؤون الآثار والمتاحف، حيث تتكون هذه الموسوعة من ثلاثة عشر كتابا أو مجلدا، كل واحد منها يختص بمنطقة من مناطق المملكة العربية السعودية حسب التقسيم الإداري الجديد لبلادنا يقول الدكتور ناصر الحارثي في كلمة له عن هذه الاضافة الهامة. (إننا نحيي في سمو الأمير سلطان هذه البادرة العظيمة، وإن كنا لا نستغرب قيامه بمثل هذا العمل الجليل، فقد سبق لسموه الكريم أن أهدى مجموعته الأثرية النادرة للعديد من المتاحف الوطنية في الرياض، ومعلوم مدى دعمه ورعايته للآثارين والآثار والمتاحف منذ أمد ليس بقصير.
إن دعم سموه الكريم لهذه الموسوعة الأثرية النادرة في مجالها سوف يفتح آفاقا رحبة لتسجيل آثار بلادنا وتسليط الضوء عليها، واطلاع المواطن السعودي على آثار بلاده وتعريفه بها، والمحافظة عليها، بما من شأنه أن يحد من ظاهرة البعث المتعمد الذي تتعرض له الآثار في بلادنا من قبل الشركات وأصحاب العقارات والطامعين في الكنوز، والتي استشرت في الآونة الاخيرة، الأمر الذي يشكل خطرا جسيما على إرثنا الحضاري.
وإلى جانب ذلك فإن هذا الدعم السخي الذي قدمه سموه الكريم للموسوعة الأثرية سيمهد الطريق امام واضعي المناهج التعليمية في بلادنا لإدخال الآثار الوطنية في هذه المناهج بعد ان نالت من الإهمال ما نالت، بالرغم من أهمية ربط الأجيال الحاضرة والمستقبلية بتراثها الحضاري الذي يمثل عمقها التاريخي وأصالتها، بما يعود على مكتسباتنا الحضارية قديمها والحديث بالنفع الكبير، لأننا إذا غرسنا في نفوس الناشئة حب المحافظة على المكتسبات الأثرية فإن ذلك ينعكس على محافظتهم على المكتسبات الحديثة، وهذا ما لم يتنبه له واضعو المناهج التعليمية، وإلا بماذا نفسر تهشيم الناشئة للالعاب في الحدائق والمتنزهات، والكتابة على الجسور والاحواش وأعزكم الله الكتابة على الحمامات، بل الخربشة على النقوش التاريخية نفسها؟!.. إن هذه الموسوعة الأثرية التي تحظى بدعم سموه الكريم سوف تسد فراغا كبيرا ومهما جدا في المكتبة العالمية التي تفتقر الى اي شيء عن آثار المملكة العربية السعودية، وبذلك فإن الموسوعة ستكون اكثر أهمية عند علماء الآثار في الجامعات والمراكز العالمية الذين يتعطشون إلى معرفة آثار المملكة العربية السعودية، بما يمكنهم من الإفادة منها في تتبعهم لتطور التاريخ الحضاري للبشرية، حيث لا يعقل أن يكتب هذا التاريخ ونحن بمعزل عنه وهذا ما يؤكده في جريدة عكاظ بتاريخ 28/1/1417ه الدكتور ناصر بن علي الحارثي.
إنني على ثقة بأن هذه الموسوعة التي تشرفت بدعم سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز سوف تخفض من حدة الاحباط التي تولدت في نفس العالم الأثري البروفيسور الدكتور جون الكسندر، ولذلك فإنني أرى أن تصدر هذه الموسوعة باللغتين العربية والانجليزية، كما أرى أيضا إرسالها بعد صدورها إلى الجامعات والمراكز العالمية والمكتبات الوطنية في جميع أنحاء العالم، حتى تعم الفائدة المرجوة من إصدارها والدعم الذي حظيت به من سموه الكريم من شأنه تحقيق أكثر من هذه المقترحات العجلى.
إن هذه المبادرة الانسانية الغالية تدل بأن المملكة مخزون حضاري وآثاري يعود تاريخه إلى عشرات القرون.
وهذا ما يفصح عنه معالي الاستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وزير المعارف ورئيس المجلس الاعلى للآثار حين رفع شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على هذا التبرع السخي، «لقد تعودنا من سموه الكريم الدعم والمؤازرة في المشروعات الحضارية والفكرية والثقافية في مختلف المجالات».
وسوف يكون لهذا الدعم بحول الله الأثر الكبير في التعريف بثقافة بلدنا العظيم، المملكة العربية السعودية، وهي البلد الغني بتراث حضاري وثقافي ينتشر في كل بقعة من أرضنا الطيبة وهو ما يعبر عنه وكيل الوزارة المساعد للآثار والمتاحف عن الغبطة والسرور الذي لا يوصف بهذا التبرع الذي يشجع مسيرة البحث الاثري وعلى وجه الخصوص تعريف ابناء الوطن بتراث بلادهم وآثارها من صناعات قديمة ونقوش وكتابات إسلامية وعمارة وفنون.
ويضيف الدكتور سعد الراشد: بأن الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف تقدمت بمشروع للمجلس الأعلى للآثار يتضمن إصدار ثلاثة عشر مؤلفا بعدد مناطق المملكة، بحيث يخصص كل مؤلف لواحدة من مناطق المملكة يشتمل على معلومات جغرافية وتاريخية وتوثيق بالصورة والرسم لإبراز الآثار الباقية فيها. وقد أوصى المجلس في جلسته ال«44» المنعقدة مساء الثلاثاء 1 شوال 1416ه الموافق 5 مارس 1996م بالموافقة على هذا المشروع، وقد تم تشكيل لجنة علمية لكل كتاب مكونة من أساتذة جامعيين متخصصين ومن منسوبي الآثار ومن المهتمين بالتراث والحضارة من أبناء المملكة.
وبعد:
إن تبرع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز جاء نتيجة لادراكه بأهمية الآثار ولكون هذا المشروع يغطي جميع مناطق المملكة. ويذكر ان الوكالة المساعدة للآثار مقبلة على خطوات تنظيمية في كافة النواحي الإدارية والفنية والبحثية بدعم وتشجيع ومتابعة من معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، وزير المعارف ورئيس المجلس الأعلى للآثار الذي يؤكد دائما على ان وزارة المعارف معنية بإبراز تراث المملكة وحضارتها ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل عربيا ودوليا فهنيئا لنا وللمسؤولين بوكالة الآثار والمتاحف بهذه المكرمة الثقافية الرائدة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved