أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st September,2001 العدد:10565الطبعةالاولـي السبت 13 ,جمادى الآخرة 1422

الاقتصادية

دور السياحة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
دكتور ياسين الكحلي*
تلعب السياحة دوراً هاماً في اقتصاديات الدول وتحتل مكانا مرموقا واهتماما عالميا من جانب الحكومات والخبراء حيث الاصرار على ان الدولة التي اخذت في تطوير وتنمية القطاع السياحي فيها تأخذ طريقها نحو التنمية الاقتصادية وتحسين الهيكل الاقتصادي ويظهر الأثر الاقتصادي للسياحة في زيادة الايرادات السياحية من النقد الاجنبي مما يعطي الدفعة اللازمة للتنمية بتوفير اكبر قدر من العملات الاجنبية التي ينفقها السائحون خلال مدة اقامتهم على مختلف الخدمات والسلع السياحية وغير السياحية كما أن هذا الانفاق السياحي يحقق أثرا مضاعفا إذا أعيد إنفاقه عددا من المرات على تحسين السلع والخدمات مما يؤدي الى مضاعفة هذا الدخل ولا تقتصر الفائدة التي تعود على الاقتصاد القومي من النشاط السياحي الجاري بل ان الانفاق السياحي الاستثماري يساهم في تنمية عدد من القطاعات التي تغذي قطاع السياحة بما يحتاجه من سلع وخدمات، كما يمكن للحكومة التحكم في مساهمة السياحة في الايرادات الحكومية بالقدر الذي تحتاجه متمثلاً في اشكال ضريبية مباشرة وغير مباشرة على الارباح التجارية والصناعية والجمركية.
وفي مجال ايجاد فرص العمل المتعددة فان الانشطة السياحية تحقق عمالة وطنية مباشرة تتمثل في العاملين في شركات السياحة والفنادق والشقق المفروشة والمحال السياحية والمرشدين السياحيين وعمالة وطنية غير مباشرة تحققها القطاعات الأخرى مثل قطاع الزراعة والصناعات الغذائية وقطاع البناء والتشييد.
وللسياحة المحلية للمواطنين سواء كانوا سعوديين او مقيمين اهمية كبرى إذ ترتبط بمعرفة الافراد لتراث البلد وحضارته وبذلك يزداد الوعي الثقافي والفكري الذي يؤدي بالتالي الى زيادة القدرة على العمل والانتاج تبعا لما يتاح للفرد من الراحة والاستمتاع باجازته و من هنا يتضح انه يجب على الدولة ان توفر للافراد فرصة السياحة المحلية كأحد العوامل الرئيسية لدفع عجلة التنمية السياحية.
ودائما ما تترك السياحة اثارها على مختلف نواحي الحياة في المجتمع الذي يتجه بقوته ونشاطه الى التنمية السياحية وتعتبر الآثار الاجتماعية للسياحة واضحة جداً تظهر آثارها بقوة على جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة مثل الطابع العام للمجتمع وبعض الظواهر الاجتماعية والعادات والتقاليد الموجهة لسلوك الافراد ومن اهم العوامل لحدوث هذه الآثار هو التداخل بين المواطنين والسائحين خاصة من لهم علاقة مباشرة مع السائحين مثل العاملين بشركات السياحة والفنادق والارشاد السياحي ولهذه الطوائف من العاملين مواصفات خاصة تمكنهم من أداء مهارتهم بكفاءة تامة كما تؤثر السياحة على المجتمع الدولي بالاسهام في إفشاء جو من السلام والامن العالمي مما يخفض من حدة التوتر الدولي ويعمل على زيادة روح المودة والتفاهم العالمي بين المجتمعات والشعوب المختلفة.
وعلينا كبلد اسلامي يتمتع بتقاليد وقيم اجتماعية ألا نغفل الآثار السلبية للسياحة على المجتمع حيث يمكن ان تساعد على زيادة انهيار التقاليد والمثل والقيم الاجتماعية عندما تختلط عدة ثقافات فيما بينها مع المجتمع المحلي مما يولد انعكاسات خطيرة وضارة على القاعدة العريضة لشعبنا العربي ولذلك علينا ان نكون مدركين لمدى خطورة هذه التأثيرات ونضعها تحت الدراسة الجادة والمراقبة المستمرة لضمان تنفيذ نتائج هذه الدراسات بما يضمن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للسياحة على المجتمع السعودي.
وللسياحة في الناحية الثقافية دور لايمكن اغفاله من تعريف المواطنين والسائحين بتراث المملكة وحضارتها و التعريف بالبيئة مما يؤدي الى ادراك الشخصية القومية للمملكة العربية السعودية وبالتالي زيادة الانتماء للوطن من جانب مواطنيه واعطاء صورة دقيقة عن المملكة وسكانها والمعلومات الصحيحة عن البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية التي سيواجهها السائحون وهذا مما لاشك فيه ان الحكومة ممثلة في الهيئة العليا للسياحة تضعه ضمن استراتيجيتها للتنمية السياحية بنفس مستوى الحفاظ على البيئة ومن اهم مجالات الحفاظ على البيئة هي الحفاظ عليها من التلوث والحفاظ على البيئة الطبيعية وتنظيم العمران والطابع العمراني للمملكة.
وللسياحة اهمية كبيرة بالنسبة للمملكة العربية السعودية حيث تعد احد المصادر الرئيسية للنقد الاجنبي بعد عائدات البترول ولذلك هدفت المملكة لتنظيم خطة وطنية شاملة لتنشيط حركة السياحة اليها وزيادة فاعلية آثارها الاقتصادية المرغوبة من زيادة الايدي العاملة الوطنية وارتفاع الدخل الحقيقي للفرد السعودي ودفع عجلة التنمية وقد وهب الله المملكة مقومات وامكانات تجعلها دولة سياحية من الطراز الأول واستغلال مقومات الجذب السياحي التاريخية والدينية والطبيعية والاحداث السياسية والاجتماعية والرياضية مثل حضور المؤتمرات والالعاب الرياضية وتوقيع الاتفاقات والمعاهدات وارتباط ذلك بمعرفة الاساليب الحديثة والقيم الحضارية والاجتماعية للشعب السعودي وبذا تكون المعرفة والاطلاع هي الحافز والدافع على السفر والسياحة الى المملكة.
* أستاذ السياحة والفنادق معهد الادارة العامة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved