أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st September,2001 العدد:10565الطبعةالاولـي السبت 13 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

المرأة كما كتب عنها الأمير ممدوح بن عبدالعزيز
من أكبر الأدلة على رقي العرب في الأزمنة الماضية ارتقاء نسائهم فقد كان للمرأة عندهم رأي وإرادة، وكانت صاحبة انفة وحزم، فنبغت منهن في الأدب والشعر والتجارة لاسيما في أوائل الإسلام على إثر ما حصل من النهضة في النفوس وتطهير في القلوب والعقول برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من رب العالمين، فاشتهرت جماعة منهن بمراتب رفيعة تضرب بها الأمثال وأكثرها في المدينة المنورة مقر الخلافة الإسلامية في ذلك العهد.
فاللواتي اشتهرن عديدات منهن على سبيل المثال لا الحصر خديجة بنت خويلد والخنساء التي حرضت أولادها على الثبات في واقعة القادسية، فلما بلغها انهم قتلوا في سبيل الله قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وكان لها شأن في الشعر والأدب، في زماننا الحالي ارتقت المرأة إلى أعلى درجات العلم في شتى المجالات وبخاصة في الطب والتعليم.
أسوق هذه المقدمة رداً على المقال القيم الذي كتبه صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز في صحيفة «الجزيرة» العدد «10558» بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1422ه عن المرأة.
وفي هذا المقال سبح سموه سباحة القادر المقتدر فأنصف المرأة، الخالة، العمة، الاخت، الزوجة والابنة انصاف العادل الذي لا يهاب في الحق لومة لائم فالأم والخالة منبع الحنان والعطف والاخت الشقيقة العطوفة الحنونة والزوجة هي التي تربي وتهيئ أبناء وبنات اليوم للمستقبل والابنة هي ام المستقبل وكما قيل «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق».
وأجاب سموه في هذا المقال على تساؤلات المخلصين الذين يتساءلون كيف تنهار الأمم بفساد المرأة، ورد أيضاً على تساؤلات المخلصين، ولقد خاطب سموه في مقاله العقول، هذه القوة التي أودعها الرحمن في المرء بما يفرق به بين الحق والباطل، ويميز الخطأ من الصواب.
والعقل هو الذي يزيد بصاحبه الحسنات ودرء السيئات ويعرف به عن رذائل الأعمال ويرغبه في صنع المعروف ويبعده عما يكسبه عاراً ويورثه الندامة، وكما قال الشاعر:


إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه

صحيح ان المرأة الفاضلة هي صمام الأمان في الحياة وبدونها فإن الحياة تفسد وتنحل ولكن المرأة في المجتمع السعودي ترعرعت وتربت تربية فاضلة في مجتمع فاضل في غالبيته وتختلف اختلافاً جذرياً عن المرأة المسلمة في كثير من البلاد الأخرى، اختلافاً يجعلنا نفتخر بأنها تعيش تحت ظل حكومة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تحلل الحلال وتحرم الحرام.
وخير ما نجازي به الأم والخالة والاخت والعمة والزوجة، هو ان يسهل المسؤولون والقائمون على أمر هذه البلاد بقدر ما يستطيعون امر زواج اولادهن وبناتهن، ويزيلوا هذه العادات الوافدة من بذخ وترف وتفاخر، تصرف فيها الألوف المؤلفة من الأموال في ليلة الزواج الواحدة، وهذه التصرفات من القادرين والمقتدرين، هي تحريض صريح للرجال وبخاصة للشباب غير القادرين عن العزوف ومجرد التفكير في القدوم على الزواج محلياً، الأمر الذي يجعل هذه الأم المخلصة وهذه الخالة الوفية وهذه العمة الفاضلة تنام قلقة تربط ليلها بنهارها، وتعيش متحسرة على قطار الزواج الذي يمر من أمام ابنتها بفضل أفعال غير مسؤولة من بعض أبناء هذا المجتمع السعودي نفسه، وتتباعد المسافات وتضيق الفرص وتزداد نسبة العنوسة يوماً بعد يوم لدى الشابات اللاتي تربين تربية فاضلة كريمة وهن حفيدات من رفعن راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الشكر أجزله لصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز على هذا المقال القيم ويأذن لي سموه ان أناشد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية حفظهم الله بأن يصعبوا بقدر المستطاع، ويا ليته يلغى إذن الحصول على زواج الرجال وبخاصة للشباب من خارج هذا المجتمع السعودي الفاضل حتى يحافظوا على هذا النسل ونكون بذلك كافأنا الأمهات والخالات والعمات والأخوات مكافأة هي أقل مما يستحقون من الجميع.
د. إدريس أبوهاشم
ص.ب 126335 جدة 21352

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved