أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st September,2001 العدد:10565الطبعةالاولـي السبت 13 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

القدوة الحسنة.. وأثرها على التربية
عزيزتي الجزيرة:
لا ريب أن وسائل النصح وطرق الارشاد كثيرة ومتجددة في نفس الوقت فما يفيد منها مع أشخاص ربما لا يتناسب مع آخرين وهذا من الحكم والأبعاد التربوية التي جاء بها ديننا الحنيف وأقر التعامل معها.. وما ذاك إلا لاختلاف البشر في عقائدهم وتفاوتهم في قضايا عدة سواء الطرق المنهجية منها أو السلوكية.. فضلاً عن عوامل أخرى لا تقل أهمية عن تلك كعامل السن وتفاوت الزمان وتأثير المكان.. واعتبار ما سبق في غاية الأهمية لإدراك نتائج طيبة يسعى المربون والمصلحون على وجه العموم لتحقيقها والحصول عليها.. ولعل من أهم الوسائل المؤثرة في الدعوة والتربية وما يندرج تحتهما من طرق التعليم ووسائل الاقناع تلك الوسيلة الكبرى والنافعة العظمى مع يسرها وسهولتها التي ربما لا تحتاج إلى كثير نصب وعناء بقدر ما تحتاج إلى نية صادقة وعمل دؤوب وتلكم هي الأسوة الحسنة أو القدوة المثلى.. ولا عجب في ذلك فالنفس بطبيعتها وسجيتها البشرية تألف وتعايش البيئة المحيطة وتتأثر بها حسب المنهج أو الطريقة السائدة فيها فالقوة أياً كانت سواء ايجابية أم سلبية لابد أن تؤثر في الآخرين بل إن تأثيرها سيكون قوياً وفاعلاً ولن تدرك تلك الآثار الطيبة للقدوة الحسنة إلا بعد أن يتسم صاحبها بالمصداقية مع نفسه ومع الآخرين.. حيث إن الازدواجية في النصح والارشاد ربما خيبت الآمال وهدمت البناء.
فهل يصح شرعا أو يفترض عقلا بمن يأمر بالخير وينهي عن الشر ان يعرض صفحاً عنه الامتثال رغبة عن الخير وزهداً فيه فذلك من بوادر السفه وعلامات الضلال فلقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون» فذم الله أولئك الصنف من الناس على صنيعهم ذلك ولفت أنظارهم إلى الخطأ الفادح في حقهم كيف يأمرون بالخير ويحرمون أنفسهم من شرف الانتماء لذلك. هذا وإن كان الخطاب لأهل الكتاب والمنافقين إلا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وإنه لمن المؤسف حقاً أن ترى البعض من المربين والمعلمين أو غيرهم من ذوي القدوة في التعامل من يتناقض مع نفسه حيث يأمر بخلاف ما يفعل ويرتكب ما ينهى عنه ويقوم بالتحذير منه. ومن غير شك فلن يحظى بالالتزام الأمثل من تلك الفئات المستهدفة، لذا فإن الواجب على المربي أن ينظر بعين التأمل والاعتبار بأن يكون صادقاً مع نفسه ومدركاً لكل خطوة يخطوها أو فكرة يتبناها مع سعة الأفق وبعد النظر كي يصل إلى مبتغاه ويحقق مناه، من التربية الحسنة والتوجيه السليم.
خالد بن عائض البشري
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved