أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd September,2001 العدد:10566الطبعةالاولـي الأحد 14 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

عيون «ساهرة»..لوطن يسكن كل العيون..!
حماد بن حامد السالمي
.. بعد «بُعدٍ» اختياري ناف على الخمسة عشر يوماً هجرت خلالها الكتابة والقراءة والصحافة، والتلفزة والاذاعة والهاتف، وابتعدت حتى عن المكان والزمان، والوجوه التي اعرفها وتعرفني، عدت مرة اخرى الى الركض من جديد، والى الاستسلام طواعية الى «سلطة» القراءة والكتابة، والى «جبروت» تلك الاجهزة العجيبة: التي تلاحق المرء في قيامه ومنامه،وحضوره وغيابه.
.. ثم رحت بعد العودة، افتش في الجرائد والصحائف التي فاتني الاطلاع عليها.. افتش بشوق وحنان، مبعثه العلاقة الحميمة التي تشد الكاتب الى الصفحات التي الف مطالعتها كل صباح، والى الوجوه التي تعود عليها من خلال الزوايا اليومية.
.. عشت متعة حقيقية في التقليب والتفتيش والبحث.
.. قرأت اخباراً سارة كثيرة عن الوطن والاهل، وقفت على كثير منها، وانا استعيد قراءة ما فاتني، لكن اسرها واسعدها، ما نشرته الصحف صبيحة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر جمادى الاولى المنصرم، الموافق لليوم الرابع عشر من شهر اغسطس الماضي، وفيه تفاصيل مثيرة عن انجاز امني جديد، يتحقق بهمة ابناء الوطن الاوفياء، من رجال الامن كافة، ومن عناصر المباحث العامة خاصة، فقد تمكنت «العيون الساهرة» على امن الوطن، والحريصة على امان المواطنين، من القبض على الجناة الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، مقابل دراهم معدودة اخذوها، مستهينين بارواح الابرياء، متساهلين في احترام نظم وقوانين البلد الاسلامي الكبير الذي منحهم فرصة العمل والتكسب على ارضه، انطلاقاً من مبدأ الثقة الذي يفترض انه يربط بين الوافد والمقيم، متناسين او مستهترين بالاحكام الشرعية الصريحة، التي تطبقها المملكة على ارضها، فلا تفرق فيها، بين سعودي او مقيم في حد من حدود الله.
.. لقد شعرت بغبطة كبيرة وانا اقرأ بيان سمو الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حول هذا الانجاز، فقد جاء في غاية البلاغة والتوضيح والايجاز، ليس فيه مبالغة او تهويل، وانما تنوير وربط بين بدايات القضية وخواتمها، وتأكيد على النهج القويم الذي تنهجه هذه البلاد، في محاربة الفساد، والضرب على ايدي المفسدين بأيد من حديد.
.. هولاء الثلاثة اذن: «باتريك لي، وكرستوفر كوتل، ولز ووكر»، هم الجناة المأجورون، الذين نفذوا التفجيرات او «الفرقعات» الثلاثة في كل من اسواق العزيزية بالخبر، و«اليورمارشيه» ومكتبة جرير بالرياض، وذلك ايام «19 91421ه و15101421ه 20121421ه»، ثم يتوصل رجال المباحث العامة اليهم بعد فترة وجيزة، فشكراً لحراس الامن، على يقظتهم وفطنتهم، ونصرتهم للحق، وانتصارهم للحقيقة.
.. ان من المسلم به انه لا يوجد على وجه الارض ماهو اغلى من الشعور بالامان والاحساس بالامن، ولو اردنا البحث عن اسباب تقود الى السعادة الحقيقية للمرء، فان الشعور بالامن يأتي في المقدمة، وهذا هو بالضبط الاحساس العام الذي رأيت ان الناس تعيشه بعد الكشف عن ملابسات هذه الجرائم الثلاث، وتقديم الارهابيين الثلاثة ليدلوا باعترافاتهم علناً امام الناس كافة.
.. ان انجازاً امنياً مثل هذا الذي تم على ايدي «حراس الامن»، في بلادنا، لا يكتسب اهميته من سرعة الوصول الى الجناة فحسب، لكنه ينطوي على اهمية عظمى، هي بحجم الغموض الذي احاط بالتفجيرات الثلاثة، فرغم ان الاسلوب في التنفيذ يكاد يكون واحداً، الا ان ادوات التنفيذ وامكنة العمليات وازمنتها، تزيد من التعمية والغموض في هذه الجرائم، التي بدت وكأن لا رابط بينها، اضافة الى صعوبة التوصل الى الايدي الفاعلة، فالجناة الثلاثة مثلما رأينا، هم من جنسية واحدة «بريطانية»، واساليب الارهاب التي عرفها العالم فيما سبق، عادة ما ترتبط بجنسيات غير هذه الجنسيات، وعملية الخبر وحدها، كانت عقدة بكل ما تعنيه الكلمة، فهي تمت من قبل جان يسكن الرياض، وهو الذي غادر الموقع لحظة الانفجار مباشرة عائداً الى الرياض، وبهذا.. استطيع القول، بان فك هذه الرموز الغامضة بين الخبر والرياض في اشهر قليلة، هو عمل بطولي يحسب لاخوتنا في جهاز المباحث العامة، وفي قطاع وزارة الداخلية، فشكراً لكم يا ايها الابطال الاقوياء الامناء الاوفياء.
.. ان ثقتنا في وزارة الداخلية، وفي كافة عناصرها العسكرية والمدنية، تتزايد مع مرور الايام، وتتعزز بما يتحقق على ايديهم من انجازات ونجاحات على تراب الوطن، فسمو وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز، هو الرجل الذي ينبغي ان يشاد بحنكته وحكمته واتزانه، وما تسير عليه وزارةالداخلية، من سياسة علمية مبرمجة، تدريبية وتأهيلية لكافة عناصرها من شباب هذا الوطن، في الكليات والمعاهد والمراكز المختلفة، امر يبعث على الرضا والاطمئنان والجهود الجبارة التي ينهض بها سمو وزير الداخلية، وسمو نائبه الامير احمد بن عبدالعزيز، وسمو مساعده للشئون الامنية الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، جهود كبيرة معروفة مشكورة، وهي تؤتي ثمارها في كل ميدان امني، وآخر هذه الثمارالمفرحة، ما رأينا وشاهدنا من التوصل الى الجناة الارهابيين، الذين نفذوا مخططات اسيادهم في تفجيرات الخبر والرياض.
.. ان في وزارة الداخلية اليوم من رجال الامن عسكريين او مدنيين، ما يبعث على الفخر، ويستحق الاشادة، ومن هؤلاء الرجال العاملين بصمت ودأب واخلاص، رجل حمل امانة الكلمة الى جانب امانة الامن، وهو زميلنا الصحافي الاستاذ مقبول بن فرج الجهني، الذي قضى ثلث قرن من العمل الامني والصحافي، فقد عرفته منذ اواخر الثمانينات الهجرية، وهو يومها مراسلاً بجريدة الندوة، ثم جريدة المدينة، الى جانب عمله الاداري الامني في امارة منطقة مكة المكرمة، وبعد سنوات طويلة هنا، ينتقل الى مقر وزارة الداخلية بالرياض، ليمارس مهامه الامنية الكبيرة، بكل ما عرف عنه، من نبل ، وخلق كريم، وهمة واخلاص واقتدار، وهذا نموذج واحد فقط، من مدرسة الامير نايف بن عبدالعزيز الامنية في وزارة الداخلية، حيث يتربى الشباب، ويتعلم الرجال حب وطنهم، والتضحية من اجل امن وسعادة مواطنيهم.
اللهم احم بلادنا من كل سوء، واحرسها من كل غواية، وجنبها كيد الكائدين، وانصر قادتها وشعبها الوفي.
assahm2001@maktoob.com
fax 027361552

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved