أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 2nd September,2001 العدد:10566الطبعةالاولـي الأحد 14 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

لن نقبل العزاء، ، !!
عادل أبو هاشم
جريمة جديدة ترتكب في مدينة البيرة، وتتابع فصولها في رفح وبيت جالا وغزة والخليل وسلفيت ودير البلح ونابلس ورام الله وخان يونس والقدس، وفي جميع مخيمات وقرى ومدن فلسطين ضمن مسلسل الإرهاب المنظم والمستمر من قبل الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ، !!
جريمة جديدة تقوم بها عصابات القتلة، ، !
واغتيال آخر قامت به «دولة المافيا»، ، !!
ومرثية أخرى نكتبها على صفحات الحزن اليومي الفلسطيني، ، !!
وعلى الطريق الى الوطن الكبير سقط الزعيم والقائد والرمز المناضل أبو علي مصطفى شهيداً داخل الوطن الذي فرض عليه، ، !!
لم ينتظر القاتل هذه المرة عشرين عاماً ليعلن مسؤوليته على القتل كما فعل في اغتيال القيادات والكوادر الفلسطينية السابقة في بيروت وتونس وأثينا وقبرص، ولكنه خرج مبتهجاً ليعلن في اليوم نفسه أنه القاتل، ، !!
وانتظرنا من العالم المتحضر الذي كان قبل أيام قليلة يردد كلمات الاستنكار والإدانة لعملية البطل عز الدين المصري في القدس المحتلة، أن يصدر ولو استنكارا واحدا أو كلمة إدانة في وسائل إعلامه يستنكر فيه اغتيال أبو علي مصطفى، ، !!
ونتساءل بمرارة: هل يجرؤ أحد في الكيان الصهيوني على الإقدام على هذه الجريمة البشعة لولا الغطاء السياسي والإعلامي الذي اكتسبه هذا الكيان من قمة الهرم السياسي الأمريكي المتمثلة بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي جعل من نفسه ناطقاً لوزارة الحرب الإسرائيلية محملا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مسؤولية أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، ، ؟!
لم تختلف نهاية أبو علي مصطفى عن بدايته إلا بمدى ما تختلف مراحل تطور مأساة الإنسان الفلسطيني، ، !!
ولا تتصل نهاية أبو علي مصطفى ببدايته إلا بمدى ما تتصل حلقات هذه المراحل، ، !!
من هنا لا تكون هذه النهاية قفزة أو تحولاً وإنما هي تسلسل طبيعي بكل ما تحمله هذه الكلمة من مآس، ، !!
لقد اختار أبو علي مصطفى بين التساقط، ، أو السقوط شهيداً، ، !!
وقد اختار، ، !!
لن تجدي الكلمات في رثائه، ، !!
ولن يجدي الحرف في التعزية، ، !! ولن تجدي العبارات الحزينة في الإسهاب في فلسفة استشهاده، ، !!
عندما اختار أبو علي مصطفى طريق النضال فقد اختار طريق الشهادة، ، !
ولأننا أمة من الشهداء، وشعب الشهداء، وكل فلسطيني هو مشروع شهيد، ،
علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند الإسرائيلين، ، !!
على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو، ، !!
أطفالنا، ، نساؤنا، ، شبابنا، ، شيوخنا، ، قادتنا، ، !!
حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة، ، !!
فلنتحول إلى قنابل بشرية تنفجر في عمق هذا العدو لنثبت له أن دماءنا ليست رخيصة وأن دماء أبو علي مصطفى وجميع الشهداء لن تذهب هدراً، ، !!
وإذا كانت حكومة العدو الإسرائيلي قد قررت فتح أبواب جهنم على شعبنا، فإن نيران جهنم لن يكتوي بها شعبنا وأطفالنا ونساؤنا فقط بل سيكتوي بها أطفالهم ونساؤهم وجنودهم، ، !!
وإذا كان قاتل الأطفال والنساء مجرم الحرب شارون قد أعلن بأنه سيفتح بيت عزاء في كل بيت فلسطيني، فإننا نعلن أننا لن نقبل العزاء في الشهيد أبو علي مصطفى، ولن نقبل العزاء في جميع شهدائنا، ، !!
عزاؤنا هو في الثأر لشهدائنا من قتلتهم، ، !!
عزاؤنا في دحر العدو عن أرضنا الغاصبة، ، !!
عزاؤنا في أن لا تذهب دماء أبو علي مصطفى جميع الشهداء هدراً، ، !!
عزاؤنا في مجابهة عدونا الأبدي والأزلي متكاتفين متحدين، لأن أهدافنا واحدة حتى ولو اختلفت السبل، ، !!
وليكن دم الشهيد أبو علي مصطفى ودماء الشهداء أرضية للحوار للوصول للوحدة الوطنية الفلسطينية،
إن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج أحوج ما يكون الآن إلى الوحدة الوطنية لمجابهة أعباء المرحلة القادمة،
فمنذ انطلاق انتفاضة الأقصى الحالية تشكلت حالة من التوحد الفلسطيني وان كان في أبسط مفاهيمه عبر ما سمي بلجنة المتابعة العليا والقوى الوطنية والإسلامية، ومع تصعيد حكومة العدو لحرب الإبادة لكل ما هو فلسطيني ظهرت الدعوات لقيام حكومة طوارئ وطنية تقوم بمهام المرحلة القادمة،
لقد تحدث الكثيرون عن الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولكن هذا الحديث في كثير من الحالات «كلام حق يراد به باطل»، فالوحدة الوطنية ضرورة استراتيجية نابعة من حاجة هذا الشعب الذي مازال معظم أراضية مغتصبة، ومقدساته تتعرض للتهويد، وشعبه يتعرض يومياً للقتل والاعتقال والتدمير،
إن الوحدة الوطنية هي التي تفرض على الشعب الوقوف صفاً متراصاً أكثر من أي وقت مضي، وتغليب المصلحة العليا على كل الاهتمامات والقضايا الجانبية، ولا يجب أن يكون الحديث عن الوحدة الوطنية وكأنه مرهون بردود الفعل العفوية على المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا البطل، ولكن يجب أن يكون الحديث والعمل من أجل هذه الوحدة نابعاً من قرار محدد وواضح يسعى كل الفلسطينيين من أجل تحقيقه كفعل وليس كردة فعل،
المطلوب قيام حكومة«وحدة وطنية» ذات صلاحيات حقيقية، من أولوياتها التمسك بخيار المقاومة كخيار وحيد لتحقيق الحقوق الفلسطينية، وان برنامج المقاومة الذي يقوم على أساس حقنا التاريخي في فلسطين هوالبرنامج الوحيد القادر على الوصول للأهداف الفلسطينية في ظل حرب الإلغاء والإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني،
ونتمنى أن يكون الحوار الفلسطيني الفلسطيني والذي شكلت له السلطة لجنة للاتصال بقيادات التنظيمات، نتمنى أن يكون هذا الحوار جدِّياً وليس لمجرد امتصاص حالة جماهيرية أخذت بالانتشار في الشارع الفلسطيني،
إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي التي ستقوي شوكتنا وستعزز صفوفنا ونحن نجابه عدوا واضحاً ومحددا هدفه الأساسي القضاء على الإنسان الفلسطيني في كل مكان، ، !
* كاتب وصحفي فلسطيني الرياض
aabuhashim@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved