أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الاولـىالطبعةالثانيةاختر الطبعة

Monday 3rd September,2001 العدد:10567الطبعة الثـالثة الأثنين 15 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

في كلمتها أمام المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية بدوربان
المملكة تؤكد التزامها بالمقاصد والأهداف النبيلة للحفاظ على حقوق الإنسان
الأمير تركي بن محمد: على كافة الدول أن تتكاتف للقضاء على التمييز العنصري
* دوربان واس:
أكدت المملكة العربية السعودية حرصها على الاسهام في انجاح المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الاجانب والتعصب المتصلب ذلك المنعقد حاليا بمدينة دوربان بجمهورية جنوب أفريقيا.
وقال صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية ورئيس ادارة المنظمات الدولية في كلمة المملكة التي القاها أمس أمام المؤتمر ان حكومة المملكة ملتزمة بالمقاصد والاهداف النبيلة الداعية الى الحفاظ على حقوق الانسان وتطويرها بما في ذلك مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الاجانب وذلك وفق المبادئ والقيم الاسلامية التي تؤمن بها والتي تدعو الى الحفاظ على حقوق الانسان وكرامته وجعلت منه أكرم مخلوق على وجه الارض.
وأضاف أن المملكة أظهرت حرصها واهتمامها بدعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لدعم التعاون الدولي المتعلق بقضايا حقوق الانسان بسعيها للانضمام لعدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بهذه المسائل خصوصا ما يتعلق بمحاربة العنصرية و أشار سموه الى تقديم مجموعة الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي الى المؤتمر بورقة تهدف من خلالها التوصل الى توافق في الرأي في قضية الشرق الاوسط وأوضح أن مؤتمرا بمثل هذه الاهمية موضوعه الاساسي العنصرية لا يمكن أن يتجاهل الممارسات العنصرية اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت سمو الأمير تركي الى أن التعنت الاسرائيلي وعدم احترامها لحقوق المدنيين من الشعب الفلسطيني بما يتفق مع اتفاقية جنيف الرابعة وكافة المواثيق والقرارات الدولية ما هو الا امعان في تقنين الاعمال العنصرية والتمييزية داخل مؤسستها التشريعية.
وفيما يلي نص كلمة المملكة..
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
السادة أصحاب الفخامة والمعالي... رؤساء وأعضاء الوفود الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني في مستهل أعمال مؤتمرنا هذا أن أتقدم لمعاليكم باسم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية عن خالص التهنئة لترؤسكم هذا التجمع الفريد من نوعه والعميق في دلالته حيث تشارك دول العالم في هذه القمة التاريخية التي تناقش قضايا العنصرية والتمييز العنصري بأوجهها المختلفة وتطرح الحلول لمكافحة هذه الظاهرة التي لازمت المجتمعات البشرية منذ القدم.. ووفد بلادي يؤيد كافة المساعي التي بذلت وتبذل من أجل انجاح هذا المؤتمر والتوصل الى نتائج تعكس تطلعات أجيالنا القادمة.
ان استضافة جمهورية جنوب أفريقيا لهذا المؤتمر برئاسة فخامة الرئيس ثمبو مبيكي تعكس مدى احترام وتقدير المجتمع الدولي لاهمية ومكانة بلدكم الصديق على الساحة الدولية وانني على ثقة بأن رئاستكم ستسهم في دفع جهودنا جميعا نحو تحقيق الاهداف التي نتطلع لبلوغها في ظل الظروف الدولية الدقيقة التي نجتازها.
وأود أن أنتهز هذه المناسبة لاقدم الشكر الجزيل لمعالي الامين العام للامم المتحدة السيد كوفي عنان والسيدة ماري روبنسون المفوض السامي لحقوق الانسان على جهودهما المشكورة للتمهيد والاعداد لعقد هذا المؤتمر العالمي الذي يلقي الضوء على قضية مهمة من قضايا حقوق الانسان.
السيد الرئيس
ان المملكة العربية السعودية بحكم أيمانها بمبادئ التعاون والتعامل الدوليين ومكانتها الروحية لدى مسلمي العالم حريصة كل الحرص على الاسهام في انجاح هذه المناسبة التاريخية التي تعلق عليها بلداننا وشعوبنا الكثير من الامال والطموحات.
وتلتزم حكومة المملكة العربية السعودية بالمقاصد والاهداف النبيلة الداعية الى الحفاظ على حقوق الانسان وتطويرها بما في ذلك مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الاجانب والتعصب المتصل بذلك ويأتي ذلك وفق المبادئ والقيم الاسلامية التي تؤمن بها والتي تدعو الى الحفاظ على حقوق الانسان وكرامته وجعلت منه أكرم مخلوق على وجه الارض.. وفي هذا السياق تعتبر الشريعة الاسلامية والتي يدين بها أكثر من بليون ومائتي مليون نسمة من الاديان التي ساهمت وتساهم في اثراء مفاهيم حقوق الانسان بما في ذلك ما يتصل بالعنصرية والتمييز العنصري وذلك من خلال ما تضمنته من قيم سامية ومبادئ أخلاقية كريمة وأسس متكاملة ونظام شامل لحياة الانسان.. كل هذه القيم والمبادئ الاسلامية تحث على احترام الانسان والحفاظ على حقوقه بغض النظر عن انتماءاته أو معتقداته وتنهي وتنبذ النعرات العرقية والقبلية والاقليمية التي من شأنها أن تؤدي الى ممارسات عنصرية ضد الآخرين.
لقد أظهرت المملكة العربية السعودية حرصا واهتماما بدعم الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لدعم التعاون الدولي المتعلق بقضايا حقوق الانسان وسعت للانضمام لعدد من الاتفاقيات الدولية المعنية بهذه المسائل خصوصا ما يتعلق بمحاربة التمييز.. فقد صادقت المملكة على معاهدة جنيف «1926» الخاصة بمنع الرق كما صادقت على الاتفاقية رقم «100» لعام 1951م الصادرة عن منظمة العمل الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الاجر وعلى الاتفاقية رقم 101 لعام 1958م الصادرة عن منظمة العمل الدولية بشأن منع التمييز في الاستخدام والمهنة.. ومن بين الصكوك التي وقعت عليها المملكة والمتعلقة بمحاربة التمييز الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وكذلك اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
السيد الرئيس ان حكومة بلادي تنظر الى هذا المؤتمر وما سيسفر عنه من نتائج بأهمية قصوى باعتباره نقلة نوعية ومهمة في جهود الامم المتحدة في مكافحة العنصرية بكافة أشكالها وتتويجا للعمل الدؤوب الذي اضطلعت به كافة الاجهزة الدولية ذات العلاقة في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.. ومن الطبيعي الآن أن يقع على عاتق المجتمع الدولي ادراك جميع الآثار المترتبة على التمييز.. وعلى كافة الدول أن تتكاتف من أجل القضاء عليه.. ويتحتم علينا أن نلتزم بمسؤوليتنا أمام الاجيال القادمة في مقاومة جميع الايدلوجيات القائمة على أساس الاستعلاء والتعصب العنصريين.. وتبرز في هذا الخصوص مظاهر التمييز التي للاسف سببت وما زالت تسبب مآسي عانت منها البشرية وما زالت تعاني منها حتى وقتنا الحاضر.
ان من الاهمية بمكان لوفد المملكة العربية السعودية التأكيد على ضرورة أن يركز المؤتمر على موضوعه الاساسي وهو محاربة العنصرية بكافة أشكالها ضمن الاطار والمفهوم المتعارف عليه في الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري «المادة 1» وأن محاولة تشتيت اهتمامات المؤتمر من خلال ادخال مفاهيم جديدة لا تتفق مع قيمنا ومفاهيمنا جميعا الحضارية لن تخدم الهدف الاساس لهذا المؤتمر وستؤدي الى خلل في المفاهيم قد تنعكس سلبا على الخطوات المتوقع القيام بها للقضاء على ظاهرة التمييزالعنصري وهي القضية الاساسية التي يجب أن تتكاتف الجهود الدولية للقضاء عليها.
وبهذه المناسبة يود وفد بلادي أن يشيد بالجهود التي بذلت للتحضير لهذا المؤتمر بغرض التوصل الى صيغة توافقية للوثيقة الختامية تعكس اهتمامات المجتمع الدولي ورغبته الصادقة في انجاح هذا المؤتمر.
وفي هذا السياق كانت اسهامات المجموعتين العربية والاسلامية والمرونة التي تحلت بها في المفاوضات التي جرت من اجل اعداد هذه الوثيقة الختامية بما يتفق مع توجهاتنا جميعا ويلبي مطالبنا بشكل متوازن ومقبول للجميع.
السيد الرئيس
لقد تقدمت مجموعة الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامى الى هذا المؤتمر بورقة تهدف من خلالها التوصل الى توافق في الرأي في مسالة ذات اهمية بالغة وهى قضية الشرق الاوسط.. فمؤتمر بمثل هذه الاهمية موضوعه الأساسي العنصرية لا يمكن ان يتجاهل الممارسات العنصرية اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ان سياسة التمييز العنصرية ضد الفلسطينيين تظهر من خلال سائر الممارسات والاجراءات والقوانين وفي جميع الميادين بدءا من قانون العودة الذي اعتمدته الحكومة الاسرائيلية عام 1950م والذي بموجبه حرم المواطن الفلسطيني من حق المواطنة وما تلاه من قوانين شملت قطاعات مثل العمل والتعليم والخدمات الاجتماعية وانتهاء بما نشهده اليوم من عقوبات جماعيةوتعذيب وقتل وتشريد للشعب الفلسطيني.
ويكفي الاشارة الى ان التعنت الإسرائيلي وعدم احترام اسرائيل لحقوق المدنيين من الشعب الفلسطيني بما يتفق مع اتفاقية جنيف الرابعة وكافة المواثيق والقرارات الدولية ما هو الا امعان في تقنين الاعمال العنصرية والتمييزية داخل مؤسساتها التشريعية.
وهنا لا يفوتني السيد الرئيس ان اشيد بالدور المتميز الذي تقوم به حكومة جنوب افريقيا بقيادة المشاورات الخاصة بهذه المسألة المهمة والحساسة ونتمنى على الآخرين ان يتحلوا بالمرونة اللازمة وان يعملوا من خلال مسؤولياتهم امام المجتمع الدولي لاعطاء هذه المسألة ما تستحقه من اهتمام وانصاف وعدل.
السيد الرئيس
يشاطر وفد بلادي تطلعاتكم بضرورة توصل هذا المؤتمر الى وثيقة ختاميةتحظى بتوافق الآراء وتعكس شواغل واهتمامات كافة المجموعات الاقليمية وعلى وجه الخصوص المجموعة الافريقية التي عانت شعوبها من ممارسات عنصرية وتمييزية لسنوات طويلة.. فلا يمكننا ان نتحدث عن الماضي دون الخوض في الحاضر من اجل مستقبل مشرق يحقق الهدف المنشود في القضاء على هذه الظاهرة من خلال ايجاد قوانين وتشريعات تحول دون تنامي هذه الظاهرة العنصرية والتمييز في مجالات العمل والخدمات الاجتماعية وأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة.
ان حكومة بلادي تتطلع الى ان يتوصل المؤتمر الى استراتيجية عملية تكون اساسا لمكافحة العنصرية والقضاء على كافة اشكالها من خلال اعتماد سياسات تعليمية وتثقيفية تدعو الى نبذ الافكار العنصرية وتحث على المساواة والعدالة والتسامح وتشجع على التعاون الوطني والاقليمي والدولي للقضاء على هذه الظاهرة السلبية وتساهم في تحقيق الاستقرار والسلام الدوليين.
السيد الرئيس..
ان المملكة العربية السعودية تشعر بقلق بالغ للمظاهر المتفشية في بعض المجتمعات والتي تهدف الى التمييز العنصري ضد المعتقدات الدينية وخاصة الاسلامية منها.. وكذلك محاولة الربط بين الاسلام وبعض الظواهر السلبية مثل الارهاب والتعصب متناسين ان الاسلام يدعو الى نبذ الارهاب والتعصب ويحث على التسامح والتعاون والتكاتف.
ان كافة هذه المحاولات في حقيقة الأمر اعمال تمييزية ضد الاسلام كدين وضد معتنقيه كبشر ولا بد من معالجتها والحد من التطاول والافتراء على الاديان السماوية التي جاءت هداية للبشرية خاصة وان هذه الجهات التي تعمل على تشويه صورة الاسلام والمسلمين انما تخدم اهدافا وغايات سياسية لا تتفق مع روح التعاون والتسامح والحوار الحضاري الذي نسعى جميعا الى ان يكون من سمات وروح التعاون والتعامل الدوليين.
وتأسيسا على ماسبق فان حكومة المملكة العربية السعودية يحدوها الامل في ان يخرج هذا المؤتمر بنتائج ايجابية للقضاء على هذة الظاهر السلبية.
السيد الرئيس..
في الختام اكرر شكر وتقدير وفد بلادي للجهود الكبيرة والمثمرة التي قامت وتقوم بها حكومة جمهورية جنوب افريقيا الصديقة والعاملين في هذا المؤتمر والتي سيكون لها الاثر الكبير على نجاح فعاليات مؤتمرنا هذا.. متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.
وشكرا...

أعلـىالصفحةرجوع





[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved