أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 5th September,2001 العدد:10569الطبعةالاولـي الاربعاء 17 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

جهود تحرج الغاطين في سبات الإجازة
مدرسة الحي ليست الأقدر على إكمال دور الأب
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد:
خالجني شعور الفرح والسرور واطمأنت نفسي وهدأ بالي وتلاشت مخاوفي ليحل محلها شعور الرضى كل ذلك لمسته في كل دقيقة بل منذ اللحظة التي دلفت فيها قدماي نحو مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالبكيرية مصطحباً ابني بعد ان اتخذت قراري بتقييده ضمن طلابها المستجدين بعد طول تردد وتسويف لازمني حتى لحظة اتخاذ القرار، ولا تعجب عزيزي القارئ من ذلك فمن أحق بالبحث عن المربي والاستاذ الفاضل والقدوة الحسنة من الأب لابنه ومن الوالد لفلذة كبده أما سر شعور الفرح وطمأنينة النفس والسرور الذي عاد بالاطمئنان على نفسي فهو حسن تدبر الأمور وتقدير المقادير من قبل القائمين على المدرسة حتى جاء يوم العودة ليعيد الحيوية ويبث روحاً جديدة في الطالب ليستقبل معها عامه الجديد بجد وافر واجتهاد متكامل بعد ان نجحت مدرسته في إبعاده عن الروتين المدرسي مع ساعة العودة الأولى لمقعد الدراسة كانت البداية تتمثل في علم لا إله إلا الله محمد رسول الله خفاقاً تلوح به أيدي مجموعة من الطلاب عند بوابة المدرسة مما رسم في ذهن ولي الأمر قبل ابنه كنه ما هو مقبل عليه وماهية المطلوب منه ليعمل على ترسيخه في ذهن ابنه جنباً إلى جنب مع المدرسة ليكملا سوياً العملية التعليمية والتربوية تحت مظلة راية التوحيد. لمست انعكاس أول ثمار هذا العمل وقتها كنت أهم بإيقاف مركبتي أمام البوابة حين وجدت ابني يستعجلني عملية الوقوف حتى يقف عن كثب على هذا المنظر البديع الذي حاز إعجابه وأخذ يمني نفسه لحمل راية التوحيد أسوة ببقية الطلاب وبهذا نجحت المدرسة في كسب الطالب ورضاه قبل ان يضع قدمه بداخلها أما ما كان داخل جدران المدرسة فهو يجسد الوعي التام لمدير المدرسة ووكيلها وبقية جهاز التدريس وحسن تفهمهم للرسالة التي حملتها كواهلهم ويكفي ان أعكس للقارئ الابتسامة التي كانت مشرقة على الجميع ولطف التعامل والتواضع الجم فالكل يعمل كما لو كان يدار بواسطة (الريموت) ما شاء الله تبارك الله الأمر الذي سهل معه اندماج المستجدين من الطلاب مع جو المدرسة واختفت حالة (الكسل) على بقية الطلاب وبدأ جلياً إقبالهم على العام الجديد بهمة طالب العلم وكفاحه.. ومن هنا كانت الرغبة التي تولدت لدى ابني وهو يجيب معلمه عما إذا كان يرغب في مرافقتي أو البقاء بالمدرسة حين حان وقت الانصراف فكان ان اختار البقاء مجسداً شعور الرضى الذي كان عليه وبقية زملائه عن كل ما وجدوه من حفاوة وحسن استقبال.. إني حين أسطر هذه الكلمات بحق هذه الكوكبة من ينابيع التربية والتعليم الصافية من الشوائب والكدر والتي وجدتها كما كان يحكى لي عنها قبل ان أقف بنفسي على كنه العمل الذي تؤديه والجهود التي تبذلها في سبيل العلم وطلابه وقبل ان اختم بمرئية حول هذا العمل الجبار أحب ان أشير إلى ان الارتياح انعكس على فضولي فوجدتني ومن غير سابق إنذار أجوب المدرسة متنقلاً بين مرافقها حتى بلغت مكتبة المدرسة والتي كانت بحق تمثل صورة رائعة وأخاذة بهيئتها لما يجب ان تكون عليه مكتبة المدرسة فالتنظيم رائع زاد من روعته توفر العديد من المراجع ذات القيمة العلمية والعائد النفعي الكبير على المعلم والطالب وبحق فما لمسته وشاهدته داخل المكتبة يجعلها نسيج وحدها ولاسيما في ظل عدم وجود الاهتمام الكافي بالمكتبات ليس من المعنيين بها بالمدارس فحسب بل ومن المسؤولين بالإدارات التعليمية ووزارة المعارف كما لو ان تعيين أمين للمكتبة يفي وحده ليجعل منها نوراً يستضيء به طالب العلم دون توفر العناية والاهتمام الكامل بالرقي بمستوى خدماتها بما يغري ويحفز على الإقبال عليها بكل همة ورغبة جامحة..
دعاني لتسطير هذه الكلمات حالة الإكراه وفرض مدرسة بذاتها على بعض الآباء وجعلها خياراً وحيداً أمامهم ليحطوا بها ركاب أبنائهم دون أخذ أي اعتبارات لوضع المدرسة وملاءمة جوها وصلاحية معلميها وأهليتهم الكاملة إذ لا يكفي القرب من المنزل ليكون سبباً لإكراه أب على تسجيل ابنه لمدرسة تفتقد لكثير من الجوانب التي تصب في الجو المدرسي بما يعود على الطالب بالنفع المطلوب فبعض المدارس تفتقر الحس التربوي وهو أمر ليس من السهولة إغفاله أو تجاهله وبالتالي فإن من حق كل أب أن يسعى ويبحث عن مصلحة ابنه أياً كانت مرحلته الابتدائية أو المتوسطة وحتى الثانوية ولا بأس من التخلي عن هذا الحق حين تكون عملية القبول مبنية على الأهلية والكفاءة التي يتسم بها الطالب في سيرته الذاتية وبروزه العلمي أما مبرر (الحي) فهو حيف وظلم بحق أب سهر وتعب وبذل من وقته وماله وجهده وصحته الكثير في سبيل تنشئة ابنه وتربيته ليجد نفسه عاجزاً عن إكمال مشواره هذا باختيار المدرسة التي تتسم بالجدية المشهودة والكفاءة المطلوبة للأخذ بيد الابن وإكمال البناء الذي بدأه الأب فهل من إعادة نظر في بعض القرارات التي لا تصب في مصلحة الطالب؟ أتمنى ولو على سبيل التكريم لجهود الأب وقيامه بدوره الكامل في تنشئة الابن وإعداده ليكون لبنة صالحة ويداً بانية تسهم في تصعيد شأن الوطن ورقيه..
والله من وراء القصد
عبدالله بن ناصر بن محمد الخزيم
البكيرية/ مدرسة عمر بن عبدالعزيز

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved