أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th September,2001 العدد:10570الطبعةالاولـي الخميس 18 ,جمادى الآخرة 1422

نادى السيارات

معظم أسباب تعب القيادة في السيارات العصرية يعود إلى أجسامنا وأذهاننا ، ، ، لا إلى المقعد
* كم مرة نزلت من السيارة لتغلق الباب بيد، وتسند خاصرتك باليد الاخرى، ولو لثوان معدودة؟ وما سر نجاح صناعة السيارات في اعفاء السائقين من عشرات المتاعب التي واجهتهم حتى زمن قريب، وفشلها في ازالة آلام الظهر والعنق والتشنج بعد القيادة الطويلة؟
لا شك ان المقاعد تحسنت عما كانت عليه في الماضي، لا سيما مع استغلالها المتزايد لنتائج الابحاث الطبية والاختبارات الداخلية والخارجية، ومع تحسن جودة انظمة التعليق واسطوانات التخميد والاطارات التي غالبا ما نميل الى نسيان ادوارها في راحتنا الاجمالية، لكن، ما سر بقاء الالم والتشنج على الرغم من كل ذلك؟
في الحقيقة، كيف يكون الامر خلاف ذلك؟ فتلك الابحاث والاختبارات والتطويرات تجري على نصف مكونات معادلة واحدة، ، ، تشكل اجسامنا نصفها الآخر! وهو النصف الذي يتوقف علينا نحن، لا على آلات المصانع، نصف معادلة الراحة والتعب، والاسترخاء والتشنج، في اجسامنا نحن، وفي اذهاننا،
فزيادة خيارات وضعيات مقعدي السائق والراكب الامامي، وحتى في المقاعد الخلفية لبعض السيارات، تضع المرء امام مسؤوليته في حسن اختيار وضعية جلوسه في معزل عن نوع السيارة وقطاعها، ولو اتاحت السيارات النفيسة اجمالا مجالا اوسع لتثبيت الجالس في اي من مقاعدها،
اكثر من ذلك، قد يجلس المرء في أكثر مقاعد السيارات راحة، وفي انسب وضعيات ضبط المقعد تبعا لادق الحسابات، ثم ينزل من سيارته مرهقا وكأنه عائد من رحلة باص طويلة، فوضعيتنا الذهنية تتحكم ايضا بجسمنا، من خلال الجهاز العصبي الرابط بينهما، أليس التشنج مثلاً بسبب انطلاق متأخر الى موعد حساس جداً (أو الى المطار أو امتحان)، خير وسيلة للوصول في أسوأ أوضاع الاستعداد الجسدي والنفسي لهذا الموعد؟
فمهما تطورت الآلة ومنتوجاتها، يبقى للانسان، صانعها والمستفيد منها في آن، دوره الاساسي في حسن تهيئة نفسه والآلة معا لاستغلال الاخيرة على اكمل وجه،
وضعيات الجلوس
بين الجيد منها والسيئ
في غالب الاحيان، تعود مشكلة آلام الظهر الى وضعية الجلوس أكثر مما تعود الى المقعد، باستثناء قلة من السيارات التي صُمِّمت مقاعدها على نحو سيئ، أو في حالات عدم ملاءمة مقعد سيارة صغيرة جدا لقامة طويلة وبدينة مثلاً،
فكثيرون لا يجدون سبيلهم الى استغلال وفرة مقابض ضبط المقعد والمقود للحصول على الوضعية الانسب لاجسامهم، مع ان وفرة هذه المقابض مصممة اصلا لتمكينهم من ذلك تحديداً،
لذلك تبدأ الرحلة الصحيحة بضبط الوضعية الملائمة لأجسامنا (مع التحقق من وضعيات المرايا الثلاث) قبل الانطلاق، وليس على الطريق،
وينصح الاطباء بالجلوس «تماماً» في المقعد، أي بإحكام التقاء المؤخرة بالزاوية بين قعدة المقعد وظهره، على الا تقل الزاوية (بين طراحة المقعد وظهره) عن 90 درجة، مع إمكان توسيع الزاوية بعض الشيء حسب استحسان الاشخاص،
ومن الاخطاء الشائعة جلوس السائق قريبا جدا من المقود، او بعيدا عنه، فالافضل ضبط مسافة المقعد قبل الانطلاق، بـ:
1 - وضع اليدين في أعلى المقود و2 - التأكد من أن المرفقين ليسا مشدودين تماماً، بل مطويين بعض الشيء (من دون مبالغة) بينما 3 - تستريح الكتفان جيداً إزاء ظهر المقعد،
فالجلوس قريباً جداً من المقود يؤثر سلباً على مرونة الساعدين واليدين في المنعطفات والمناورات السريعة او الفجائية، كما يشكِّل خطرا على السائق في حال وقوع حادث (بسبب قرب الرأس والصدر من المقود)، اضافة الى تسببه في آلام الظهر احيانا كثيرة، طبعا، هذا لا يبلغ حد تمدد السائق وراء مقوده وكأنه يتشمس على الشاطىء!
ولأن الصانعين يسعون دائماً إلى ضبط المقاييس حسب معدلات معينة لطول القامة لدى الرجال، يعاني بعضٌ من شدة طول قامته أو قصرها، علما بأن «الذنب» ليس ذنبه ان ابتعد عن المعدلات، بل هو ذنب الاعتبارات العامة المفروضة على المصممين والصانعين لارضاء الغالبية، لكن تعدد امكانات تعديل وضعيات المقود (والحزام) والمقعد في معظم السيارات، اضافة حتى الى امكانات تعديل وضعيات الدواسات Power adjustable pedals في بعض السيارات خفف الكثير من تلك السلبيات (بما في ذلك مخاطر وضعيات الجلوس السيئة عند وقوع حادث)،

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved