أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 6th September,2001 العدد:10570الطبعةالاولـي الخميس 18 ,جمادى الآخرة 1422

تحقيقات

المشاركات في لقاء واقع التعليم المهني للفتاة يتحدثن لـ «الجزيرة »:
الأميرة الجوهرة بنت فهد: متطلبات العصر تدعو لهذا النوع من التخصص
د. ليلى القاسم: التعليم المهني للفتاة جزء لايتجزأ من مشروعها الحضاري في نهضتنا الشاملة
* لقاء وسيلة محمود الحلبي
المرأة نصف المجتمع وتساهم وبجدارة في التنمية الاقتصادية للبلاد، وقد جاهدت المرأة في التعليم للوصول الى أعلى الدرجات فهناك من اتجهت الى التعليم العام والجامعي، وهناك من اتجهت الى التعليم المهني والتقني الذي يمثل تقدما في التنمية الاقتصادية ويزيد من مساهمة المرأة في التنمية، ونظراً لعدم وجود اماكن كافية في الجامعات فقد توجه العديد من الطالبات لهذا النوع من التعليم.. وقد استضافت المملكة مؤخراً لقاء واقع التعليم الفني والمهني للفتاة في الدول العربية وعلى هامش هذا اللقاء كان ل«الجزيرة» هذه اللقاءات التي بدأناها مع سمو الاميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوكالة كليات البنات حيث تحدثت عن دور الرئاسة العامة لتعليم البنات في توجيه الفتاة للتعليم الفني:
جهود الرئاسة
فقالت : من الأدوار الهامة للرئاسة العامة لتعليم البنات في توجيه الفتاة للتعليم المهني الارشاد والتوجيه للطالبات في مراحل التعليم الأولى «الابتدائي والمتوسط» على ضرورة ان تكتسب الفتاة حرفة معينة تتناسب مع طبيعتها كفتاة، وتشجيع المهارات المتميزة لدى الفتيات في مراحل التعليم المختلفة واعداد دورات لمستويات تعليمية مختلفة لخدمة فتيات المجتمع وتدريبهن على المهن النسوية ومنح مكافأة شهرية مقدارها «400» ريال خلال فترة التدريب.
وعن تطلعات سموها حول ما اضاف لقاء التعليم المهني للفتاة الذي عقد مؤخراًًَ بالمملكة قالت سموها:
لاشك ان هذا اللقاء كان له اهمية كبيرة في الوقوف على تجارب الآخرين بخصوص هذه النوعية من التعليم، وبالتالي يمكننا الاستفادة من تجاربهم باقتراح بعض انواع تخصصات التعليم المهني والتقني التي اثبتت نجاحها وعادت على دولهم بالفائدة، مع الاخذ في الاعتبار ما تتمتع به المملكة من تطبيق شرع الله والمحافظة على مقتضيات الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد الامر الذي يتطلب منا ضرورة اخذ الحذر عند اقتراح تخصصات التعليم المهني والتقني للفتاة السعودية ودراسة سبل تحقيق المواءمة بين التعليم الثانوي والتعليم المهني للفتاة واحتياجات سوق العمل حتى نتمكن من سعودة وظائف الفتيات التي تشغلها غير السعوديات.
وعن العوائق التي تحد من التعليم المهني في المباني وعجز التجهيزات وضعف الموارد والخطط المستقبلية لوضع حلول لمثل هذه المشكلات والعوائق قالت:
لاشك ان متطلبات العصر تحتم ضرورة ان يشمل التعليم المهني للفتاة التخصصات المهنية التي يتطلبها سوق العمل والتي اهمها صيانة الاجهزة الالكترونية، صيانة الاجهزة الكهربائية والمنزلية والمكتبية، الخياطة الصناعية، الصناعات الغذائية، الصناعات النسيجية، الفنون التطبيقية، التدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة ولكبار السن، وطبيعي ان مثل هذه التخصصات تحتاج اجهزة ومعامل وتجهيزات ومباني لا تستطيع الدولة بمفردها القيام بها وبالتالي لابد من مساهمة القطاع الخاص للنهوض بمثل هذا النوع من التعليم لاسيما وان سوق العمل ايضا في حاجة الى التعليم التقني للفتاة.
المرأة ليست معزولة
من جانبها اكدت د. ليلى بنت عبدالعزيز القاسم من كلية التربية للبنات بالرياض، ان تعليم المرأة العام و المهني يساعد الامة على العمل والاحتفاظ بالهوية والشخصية في عالم كوني جديد تداعت فيه الثقافات المختلفة ذلك فان تعليم المرأة مطالب بان يعين الامة في كفاحها من اجل التكامل والتنمية يقودها الى هذا الهدف بالحرية المنضبطة دينياً واخلاقياً فالمرأة ليست منعزلة في النظام الاجتماعي، وفي حياتنا الاجتماعية وبالتالي فان تعليمها المهني يجب ان يكون جزءاً لا يتجزأ من مشروع حضاري يمثِّل النهضة الشاملة فلا معنى لنظام تعليم متميز إلا اذا كان نتاجه البشري سيجد مجالات العمل والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تستثمر فيها مخرجات متميزة ولذلك فان استثمار الامة لابد ان يكون في تعليم ابنائها كي يكونوا قادرين على التواصل مع الماضي المجيد وعلى مواجهة مشكلات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل والتيقن من ان تحقيق الانسان لذاته يتوقف على حسن ادائه لرسالته التي خلقه الله من اجلها ولا اظن ان الفتيات كلهن يتجهن للجامعات هذه الايام.
كوادر مؤهلة
من جانب آخر اوضحت الدكتورة حصة المالك رئيسة قسم السكن وادارة المنزل في كليةالتربية والاقتصاد المنزلي ان الكلية افتتحت عام 1411ه وتعنى بتخريج الكوادر المؤهلة من المعلمات التربويات اللاتي يتمكنن من مواجهة الحياة العلمية التطبيقية المعاصرة بما فيها التقنيات الحديثة في مجالات الاقتصاد المنزلي المختلفة بالاضافة الى العمل بالتدريس في مرحلتي التعليم العام، في عام 1413ه اصبحت الأقسام التعليمية فيها تشمل التغذية وعلوم الاطعمة، قسم التربية الفنية، قسم الملابس والنسيج، وفي عام 1421ه استحدث قسم السكن وادارة المنزل والذي يفتتح لاول مرة في الكليات التابعة لرئاسة تعليم البنات بالرياض.
وهذا القسم يدرِّس الطالبة كل مايتعلق بالسكن من ناحية تصميم السكن وتجميله «اي كل مايتعلق بالديكور» وكل مايتعلق بالامومة والطفولة وادارة المنزل والمشروعات بصفة عامة.
ويوجد بهذا القسم «250» طالبة، والخريجة مؤهلة للعمل في المجال الخاص وادارة مؤسسة تجارية، ادارة وتجهيز الحفلات، ادارة المشاريع النسائية المختلفة، مستشفيات، مدارس، دار مسنين، دار رعاية ايتام، بنك، مصنع.
اما د. فاطمة الخريجي مديرة التوجيه التربوي للتعليم الخاص فطالبت بالاهتمام بالمجال المهني للمعوقين وفتح مخرجات وظيفية لهم وقالت ان معظم الفئات الخاصة لاتستطيع التعليم الجامعي او المواصلة فيه لمعوقات متعددة ووجود مثل هذه المراكز المهنية هو البديل المناسب لها واعدادها مهنياً ليتلاءم وحالها بقصد فتح مجال العمل الشريف امامها واستعدادها بالاعتماد على الذات في توفير حياة اقتصادية سليمة صحيحة تشعرها بالمساهمة في نهضة الوطن بالجوانب التي تستطيع القيام بها، كما تساهم في فتح مجال الدمج الوظيفي امام هذه الفئة لتصبح جزءاً لاينفصل من المجتمع العام.
واكدت على ضرورة دراسة مجال التدريب المهني بعد دراسة احتياجات السوق ليتم على ضوئه وضع برامج تدريبية تتناسب مع حاجة المجتمع وقدرات هذه الفئات الخاصة.
معهد المدينة المنورة
فايزة السيد مديرة المعهد المهني الثانوي بالمدينة المنورة قالت: ان المعهد أسس قبل 6 سنوات ويهدف الى تعليم الفتاة وتربيتها التربية الاسلامية وتأهيلها مهنياً لتقوم برسالتها وتكون ربة بيت ناجحة وزوجة مثالية، وأماً صالحة اضافة الى تزويدها بالمهارات التي تجعل منها مواطنة منتجة عاملة تشارك في التنمية وادارة المشروعات النسائية الصغيرة والكبيرة.
واضافت انه في العام الاول كان عدد الطالبات 161 طالبة ثم ازداد العدد حتى وصل هذا العام 323 طالبة.
واكدت ان المعهد يمنح الطالبة شهادة اتمام الدراسة الثانوية المهنية عند تخرجها ومكافأة شهرية خلال فترة الدراسة، ويمكنها مواصلة الدراسة في الكليات والجامعات وفق التخصص والمساهمة في رفع اقتصاديات الاسرة من خلال المشاريع والمشاركة في التنمية الاقتصادية والصناعية.
نسرين الايوبي مشرفة تربوية بادارة الاشراف التربوي المهني اشارت الى ان خاصية الابداع والفنون ليست قصراً على جنس معين «فالنساء شقائق الرجال» مردود المرأة في المجتمع الاسلامي عظيم ولايقل عن الرجل ولكن بما يلائم فطرتها وبما لايتعارض مع تعاليم الشريعة الاسلامية، باعتبارها مورداً بشرياً هاماً من موارد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد عملت المرأة في كثير من المجالات سواء في التعليم او الادارة او الطب وكانت الفنانة والاديبة والشاعرة واتوقع لها المزيد من الفرص للمشاركة الحقيقية والفعالة لخدمة جميع برامج التعليم المهني والتقني، اضافة الى دورها البارز في تربية الاجيال وصنع حضارة الوطن.
رأي في أبحاث المؤتمر
الاستاذة عبير محمد حسن الصواف مشرفة تربوية مهنية المنطقة الشرقية لها رأي في الابحاث المقدمة في هذا المؤتمر الاول من نوعه للفتاة؟
قالت: ان الابحاث كافية وجيدة وجديرة بالنقاش وكنت اتمنى ان يكون وقت المناقشة اكبر وذلك لحل المشاكل والصعوبات التي واجهتنا بالتجارب التي قدمت من قبل المشاركات، وان فائدة اللقاء رائعة من حيث تبادل الافكار والخبرات وقد طبق عندنا اول مرة في هذا المؤتمر وأكدت ان لدى الفتاة السعودية مهارات مميزة لا ينقصها سوى احتضانها في التخصص ملابس ونسيج وتدبير منزلي وهذا يؤهل الطالبة لأداء مهنة معينة لديها والخريجات موجودات ونهاية هذا العام سيكون تخريج اول دفعة للمعاهد الثانوية المهنية بالدمام، ولدعم التعليم المهني قالت:
لابد من فتح مصانع للنساء تحتضن الخريجات حسب التخصص، وانني اتمنى ان اجد جميع مصانع النسيج بيد النساء لان المرأة ذواقة وهذا مجالها، فالرجل يدعم مادياً والمرأة تعمل واتمنى ان يكون هناك تنسيق لزيارات ميدانية للطالبات لزيارة المصانع لمعرفة طريقة العمل واسلوبه داخل المصنع في خط سير الانتاج لتعرف كيف تتعامل مع القطعة بشكل واضح وتمنت ان يفتح لهن فروع لقسم الاقتصاد المنزلي في الجامعات في المنطقة الشرقية لتستوعب الخريجات.
تجارب الدول العربية.
فمن تونس أوضحت الاستاذة سهام حسن زنوده مديرة الاعلام والتوجيه المهني والاتصال بوزارة التكوين المهني والتشغيل، ان علاقة المرأة التونسية بهذا النوع من التعليم قديمة وقوية وفي عام 1993م صدر قانون توجيهي للتعليم المهني يؤكد انه احد مكونات التعليم الوطني في البلاد وتوجه هذا النوع من التعليم لازدهار اقتصاد البلد وهناك 275 مركزاً مهنياً عمومياً و214 مركزاً خاصاً وهذا يدل على جدية التعليم المهني والتقني في تونس لمشاركة المرأة في النهضة الاقتصادية للبلاد.
ومن لبنان قالت المهندسة منيرة رجب خريجة الاعلام فرع الصحافة وهي مدرسة في التعليم المهني والتقني في معهد البقاع المهني قالت: ان الفتاة العربية اللبنانية تقبل الان على التعليم المهني بكثرة وخاصة بعدما تحول مجتمعنا من مجتمع متكافل الى نظام غير متكافل واننا نعيش ازمة اقتصادية كبيرة، لذلك اتجهت الفتاة اللبنانية إلى هذا النوع من التعليم الذي تتخرج منه بتخصص يؤهلها للانطلاق الى سوق العمل فكل الفروع مفتوحة امامها وعليها الاختيار فقط لما يناسبها، واكدت ان هناك العديد من الوسائل التي اعتمدتها الوزارة لتشجيع الدراسة المهنية بشكل عام.
الاستاذة آمال سعيد سالم من جيبوتي العربية تحدثت عن تجربة جيبوتي في هذا النوع من التعليم فقالت:في جيبوتي العاصمة يوجد معهدان للبنين والبنات ومعهد تابع للاتحاد النسائي الجيبوتي.
وانه في عام 1993م نشأت الثانوية الصناعية والتجارية بنات + بنين بعد التعليم العام.
وعن تجربة السودان: قالت الاستاذة رجاء حسين مرعي ان التعليم الفني بالسودان بدأ عام 1901م ويتبع وزارة العمل وفي عام 1962م اصبح يتبع لوزارة التربية والتعليم باشراف المعهد الفني التابع للجامعة، واوضحت ان هناك مدرسة ام درمان الفنية والمحتوية على المدرسة النسوية بقسميها الفني والتجاري وفي عام 1992م بدأ المسار التجاري التعليمي وتعتبر تجربة تعليم الفتاة الفني والتقني ناجحة بالسودان.
وتحدثت عن تجربة مصر العربية الاستاذة جليلة محمود اسماعيل وهي موجهة ثانوي بوزارة التربية والتعليم حيث اكدت على اعداد المعلم وتطوير المناهج والاهتمام بالتعليم التقني والفني، وان وجود مشروعات صغيرة ساهمت في الدخل القومي، وان سياسة التعليم الفني في مصر تقوم على اساس احتياجات التنمية ومتطلبات سوق العمل.
وعن تجربة ليبيا تحدثت الاستاذة عواطف البشتي مدير مكتب التعليم التقني بالمركز الوطني لتخطيط التعليم والتدريب حيث اوضحت ان النظام التعليمي والمهني يبدأ في ليبيا بعد المرحلة الاعدادية وذلك لاستيعاب المتسربين من المرحلة الاعدادية وهناك 400 مركز منها 300 للفتيات لان التكوين الاساسي للفتاة هو فتح المجال امام ربات البيوت لتعليم الحرف من اجل المشاركة بالتنمية والنهوض بالمرأة في منزلها.
وعن تجربة الجزائر: اكدت الاستاذة زكية القاسمي الحسني رئيسة مكتب التقويم والاحصاء بمديرية التخطيط بوزارة التربية الوطنية ان تجربة الجزائر في هذا النوع من التعليم تحتوي جوانب تطبيقية ونظرية حيث يضم التعليم الثانوي التقني 6 شعب أشغال عمومية، الكترونيات، ميكانيكا، كيمياء، تقنية الحاسوب، ومدة التعليم العام الثانوي والتكنولوجي والتقني 3 سنوات ويرتبط التعليم التقني بالعام الشامل ونسبة البنات في التعليم التقني مرتفعة جداً.
وعن تجربة اليمن تحدثت للجزيرة الاستاذة مريم علوي حيث قالت:
ان التعليم المهني والتقني للمرأة اصبح له من الزمن 3 سنوات حيث تدرس الفتاة بعد الثانوية العامة والمتوسطة مدة ثلاث سنوات.. اما اذا كانت ملتحقة وهي في التعليم الاساسي الابتدائي فتدرس 5 سنوات فقط.
وعن تجربة الاردن اوضحت الاستاذة ضحى الحديدي رئيسة قسم الاقتصاد المنزلي بان تجربة الاردن في هذا المجال قديمة نوعا ما فبعد مؤتمر التطوير التربوي الذي انعقد عام 1987م قامت وزارة التربية خاصة والمؤسسات الاخرى بشكل عام بالتركيز على التعليم المهني من حيث الكمية والنوعية حيث ان السلم التعليمي في الاردن اصبح تعليماً ثانوياً شاملاً اي ان هناك قاعدة عريضة من الثقافة العامة المشتركة يشترك فيها طلبة المهني والاكاديمي اضافة للمواد المهنية النظرية والعملية حيث تتخرج الطالبة وتلتحق بالكليات او الجامعات. وبعد.. هذه لقاءات هادفة مع عدد م السيدات من الدول العربية ومن المملكة العربية السعودية واللواتي يساهمن بفعالية كاملة في التعليم المهني والتقني للمرأة هذا النوع من التعليم الذي يبدأ بالانفتاح يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام..
اذا لابد من تعزيز مشاركة المرأة في خطط ومشروعات التنمية وتمكينها من التجاوب مع متطلبات التقدم في ميادين العلم والتقنية ومعالجة الصعوبات، التي تعترضها.. لذلك لابد من تبني سياسة اعلامية تثقيفية لهذا النوع من التعليم، وضرورة تنويع مجالات التخصص فيه، وضرورة توفير الخدمات المساندة للمرأة العاملة وخاصة رياض الاطفال وضرورة عقد لقاءات دورية لتبادل الخبرات.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved