أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th September,2001 العدد:10571الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

أطفال يأكلون لحم والدتهم!!
لست من عشاق الإنترنت ولكنني اتعامل معه بين الحين والآخر للحصول على بعض المعلومات.. استوقفتني رسالة وصلت عبر الايميل سوف اكتبها كما جاءت.. لعل فيها عبرة لمن يعتبر.
الموديلات الجذابة، والمجوهرات البراقة، وبروتوكولات الرشاقة.. هذه هي مفردات اهتمامات النساء اللاتي فقدن حلاوة الايمان فهن لا يفكرن الا في اشباع رغباتهن واذا تحدثن سمعت من حديثهن ما يثير فيك العجب من كثرة اسرافهن وتفاهة اهتماماتهن وسذاجة تفكيرهن، فهذه تشتري فستانا بخمسين الف ريال لليلة الواحدة وأخرى تتقيأ الطعام الذي تأكله حفاظا على رشاقتها، والثالثة تقضي سحابة نهارها في الاعتناء بأظافرها، ورابعة عندها فريق من الخدم يطوفون بكل صغيرة وكبيرة ويقومون بتدبير شؤون البيت لان صاحبته مشغولة بجمال بشرتها وتصفيف شعرها.
وفي المقابل هناك فئة من النساء المسلمات لا تجد احداهن قوت يومها بل ربما سمعت من سوء حالها ما يبكي العيون ويدمي القلوب، وعلى سبيل المثال، الاخت الصومالية التي فرت مع زوجها واطفالها هربا من القتل والمرض والجوع الذي اهلك الالاف من المسلمين في الصومال، خرجت الاسرة مهاجرة الى الحدود الكينية فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار.
اما الاب فقد هلك في الطريق!! جوعا مؤثرا زوجته وأطفاله بما بقي معهم من حنطة يسفونها كلما اوشكوا على الهلاك، وتابعت المرأة طريقها نحو كينيا بعد ان تركت رفيق دربها الوفي ملقى على الارض لانها عجزت عن حفر قبر له بقواها المنهكة، وفي اليوم التالي اثرت هي الاخرى اطفالها بما بقي من الزاد فماتت جوعا تاركة اطفالها لا يدرون الى اين يسيرون وفي اي فج يسلكون في هذه الا رض القاحلة المقفرة الا من الثعابين والعقارب التي فرت هي الاخرى من جحورها بعد ان اشرفت على الهلاك من الجدب والقحط.
جلس الصبية عند رأس امهم ينتظرون أجلهم حتى انتهى ما معهم من زاد، فما وجدوا الا جسد امهم يأكلون منه لعله يخفف عنهم ما يجدون من الم الجوع والمخمصة..وكان قدر الله عز وجل ان عثر بعض الدعاة العاملين في الاغاثة على الاطفال ودفنوا جسد الام بعد ان اكل اطفالها شيئا من لحمها.
انه وان كان الموت واحدا مهما تعددت اسبابه، الا ان موت المسلم جوعا امر ستسأل عنه اولئك النسوة اللاتي انفقت عشرات الالاف من الدولارات في عمليات سحب الدهون واذابة الشحوم وتزين الاجساد في الوقت الذي يموت فيه المسلمون من الجوع في الصومال وغيرها «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم».
ولتعتبروا يا أولي الألباب
هيفاء الشلهوب - الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved