أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 7th September,2001 العدد:10571الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

في اجتماعات الدورة الـ «116» لوزراء الخارجية العرب
معالجة الخلل الإستراتيجي في معادلة الصراع العربي/الإسرائيلي
بحث القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها
* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد:
تعقد يوم الأحد القادم بالقاهرة أعمال الدورة 116 لمجلس جامعة الدول العربية، وهو الاجتماع الثاني لوزراء الخارجية العرب في أقل من شهر لبحث الوضع المتفجر في الأراضي المحتلة وانعكاساته الخطيرة على أمن واستقرار الشرق الأوسط،
يسعى الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب الى معالجة الخلل الاستراتيجي الأخير الذي تشهده معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، ويأتي في صدارة هذا الخلل السباق العلمي بين العرب وإسرائيل، والذي حسمت مواقعه الأولى لصالح إسرائيل التي تتربع حالياً على عرش هذا السباق بعد تفريغ المنطقة العربية من العلماء وتهجيرهم الى أوروبا وأمريكا بصورة باتت تهدد الأمن القومي للدول العربية،
وعلى الرغم من أن التطوير الذي شاب جدول أعمال مجلس الجامعة العربية في دورته الجديدة قد أدى الى اسقاط وترحيل عدد من ملفات الصراع، إلا أنه تم الاستعاضة عن ملف السباق العلمي في الجدول الجديد ببند «إنشاء منظمة عربية للتكنولوجيا والمعلومات» على أمل ان تستقطب هذه المنظمة علماء المهجر وتسهل عملية إعادة توطينهم في البلدان العربية،
وكانت بعثات الجامعة العربية في الخارج قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء الانقلاب الأخير في السباق العلمي بين إسرائيل والدول العربية، طلبت بعثات الجامعة في تقرير هام تلقته الأمانة العامة للجامعة العربية، عرض هذا الملف على مجلس وزراء الخارجية العرب خلال انعقاده بالقاهرة في شهر مارس الماضي، لوضع استراتيجية عربية جديدة لمواجهة الخطر الإسرائيلي الجديد المتمثل في نقل علماء الغرب وتوطينهم في الدولة العبرية، في الوقت الذي تزداد فيه ظاهرة هجرة العلماء العرب للخارج،
حذر التقرير من المخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية المترتبة على هذا الانقلاب الذي أحدثته اسرائيل في السنوات الأخيرة مستغلة انشغال العرب في مشكلات السلام التي لا تنتهي،
تفيد تقارير بعثات الجامعة العربية ان اسرائيل سعت الى تحقيق التفوق في مجال العلم والتكنولوجيا على الدول العربية، وذلك لخدمة العقيدة الأمنية الإسرائيلية، وتنوه هذه التقارير الى ان اسرائيل تأتي في المرتبة 24 بين الدول المتقدمة، كما انها في المرتبة الثانية في العالم، بعد الولايات المتحدة، من حيث معاهد الأبحاث والقدرات العلمية، وفي المرتبة الثانية بعد ألمانيا في عدد المهندسين، قياساً الى عدد السكان، وفي المرتبة الرابعة بعد اليابان والولايات المتحدة وفنلندا من حيث استيعاب التطورات التكنولوجية،
وتحقيقاً لهذا الهدف الذي تضعه اسرائيل نصب عينيها منذ انطلاق عملية السلام بالشرق الأوسط، وكسر طوق العزلة الدولية الذي ظلت تعاني منه لعقود عديدة، تنبه تقارير الجامعة العربية الى ان صادرات إسرائيل التكنولوجية أحرزت تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة إذا زادت هذه الصادرات في عام 1999 بنسبة 6% وبلغت 55، 8 مليارات دولار كما زادت صادرات الصناعات الالكترونية المدنية بنسبة 5، 10% على ما كانت عليه عام 1998 وبلغت ستة مليارات دولار، وتشكل الصادرات المدنية نحو 48% من مجمل الصادرات في هذا النوع،
وفي هذا الصدد أجرت بعثات الجامعة العربية في الخارج مطابقة عملية لما ورد في تقرير العلم في العالم، ، الصادر عن اليونسكو الذي حدد ثلاثة أنماط من المؤشرات المستخدمة للدلالة على التقدم التقني وهي: الانفاق على البحث والتطوير والنشر العلمي وبراءات الاختراع، وتطبيق هذه القياسات الدولية على الواقع في إسرائيل، ثم التوصل إلى عدد من الحقائق الهامة تقرر عرضها على مجلس وزراء الخارجية العرب،
تشير هذه الحقائق إلى أن الانفاق في اسرائيل على البحث والتطور التقني يتراوح ما بين 2% إلى 6، 2% من اجمالي الانفاق المحلي، وهي نسبة عالية إذا قيست مع السويد «3، 3%» وسويسرا واليابان 7، 2% وفي كل من فرنسا والدانمارك والولايات المتحدة بين 2% و6، 3% وما يراوح بين 5، 0% إلى 9، 1% في بقية الدول المتقدمة، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه انفاق الدول العربية على البحث والتطوير 2، 0% أي سبع المتوسط العالي البالغ 4، 1% وهي النسبة الأقل في العالم،
وفي مجال براءات الاختراع، يشير تقرير اليونسكو إلى أن اسرائيل تحتل المرتبة الرابعة في براءات الاختراع الأوروبية والأمريكية حيث سجل مكتب العلامات التجارية الأمريكي لاسرائيل 577 علامة بواقع 102 علامة لكل مليون من السكان، فيما سجل لدول الشرق الأوسط علامة فقط، أي عشر علامة تقريباً لكل مليون نسمة من السكان،
وبمقارنة عدد العاملين من حقل البحث العلمي إلى عدد السكان تشير بعض الدوائر إلى أن اسرائيل تتبوأ المكانة الأولى بنسبة 7، 11 عالماً لكل عشرة آلاف نسمة، ومن بعدها انجلترا بنسبة 4، 8 لكل عشرة آلاف نسمة، واليابان 8، 2 فيما يتدنى عدد العاملين في البحث العلمي بالدول العربية بالنسبة إلى عدد السكان إلى 3، 0 في الألف، أي أقل من نصف المتوسط العالمي 8، 0 في الألف أو من عشر مستوى اسرائيل 8، 3 من الألف من السكان،
والسبب الرئيسي في هذه الكارثة العلمية كما تصرح التقارير الأخيرة التي تلقتها الجامعة العربية، هو أن اسرائيل تحسن الاستفادة من التكنولوجيا والعقول العلمية الوافدة إليها، فيما لا تزال الدول العربية تعاني مشكلة خطيرة بتصاعد معدلات هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب الذي يحتضن حالياً 450 ألف عربي من حملة الشهادات العليا، وهذه الهجرة المتواصلة التي تشمل العلماء، تعرض الأمة العربية لخسارة كبيرة يزيد حجمها على 200 مليار دولار، وبخلاف هذا الوضع المأساوي لا يوجد حتى الآن مركز تكنولوجي على المستوى القومي العربي يعنى بالبحث والتطوير التقني،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved