أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

مؤتمر ديربان العالمي ضد العنصرية
عبدالله بن ثاني *
تشهد مدينة ديربان في جنوب افريقيا هذه الأيام عقد الدورة الثالثة للمؤتمر العالمي ضد العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب وعلى مدى تسعة أيام ابتداء من 31 اب/اغسطس وحتى 8 ايلول/سبتمبر عام 2001م على رأس عدد من المؤتمرات العالمية التي تعقدها هيئة الأمم المتحدة حول البيئة وحقوق الإنسان والسكان والقضايا الاجتماعية والمرأة.
والمؤتمر يأتي في مرحلة تحول عالمي في ظل العولمة وسيادة القطب الواحد تحت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يسعى إلى ان يكون لهيئة الأمم المتحدة أثر ذو فاعلية أكثر في مواجهة القضايا العالمية. والعنصرية أخطر تلك القضايا الإنسانية لأنها تنطلق من معتقد تمييزي صادر من متسلط ضد ضعيف اعتماداً على تفسير ايديولوجي لمرجعية العرق واللون والطائفة، وقد أدركت الشعوب المتمدنة تهديدها للإنسان المسؤول الأول عن التفوق الحضاري وعمليات التحديث وتغيير أطر الفكر الاجتماعي وانطلاقاً من أهمية ذلك صدر الإعلان العالمي للقضاء على كل صور التمييز العنصري في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 1963م مؤكداً عدم جواز التفريق بين البشر على أساس اللون والعنصر واللغة والدين والأصل، وجريمة ممارسة التمييز العنصري عبر التشريع والحكم والإدارة.
ان العدالة والحرية قد انتصرتا في جنوب افريقيا وسقطت العنصرية بعد خروج مانديلا من السجن عام 1991م وعلى عكس ذلك تزاد توهجا في إسرائيل التي أصدر المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته أكثر من قرار يقضي بأنها عنصرية، ومن ذلك قرار مطول للجمعية العامة بالأمم المتحدة يحمل الرقم 3379 عام 1975م والذي ينص على ان الصهيونية صورة من صور التمييز العنصري، فهبت المنظمات اليهودية ومؤيدوها لالغاء هذا القرار ضمن حملة تزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية بكل اسف، والغي هذا القرار في كانون اول/ديسمبر عام 1991م.
وهل نسي العالم الغربي ان اوروبا قبل عهد الاصلاح الديني في القرن 16 كانت تعد اليهود مارقين ومسؤولين عن قتل المسيح عليه السلام؟ ولكن المبادئ البروتستانية التي وضعتها حركة الاصلاح أدت إلى بعث اليهود روحيا وقوميا عن طريق ترويج فكرة ان اليهود أمة مفضلة وفلسطين وطن قومي لهم كمقدمة لعودة المسيح المنتظر، وأصبحت الطقوس اليهودية جزءاً من طقوس الكنيسة البروتستانية التي تدين بها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل ذلك تدافع الولايات المتحدة الأمريكية عن موقفهم المجرم إزاء الشعب الفلسطيني، وتحاول بكل أدوات الضغط ألا يكون بيان ديربان مشتملاً على ادانة للصهيونية بأي شكل وتحت أي توقيع.
إن الموقف الأمريكي سلبي من الانتفاضة والحق المشروع لشعب تمارس ضده كل أشكال العنصرية وعد مقاومته من أعمال العنف والتطرف والارهاب متجاهلا عن قصد مبرأ من اي انتماء انساني كل الممارسات وأساليب القمع والتصفية والابادة التي تستخدمها إسرائيل والمنظمات الصهيونية ضد مواطني فئات معينة من الشعب الفلسطيني، أو ضد مواطني القرى والأحياء منذ فرض قانون العقوبات الجماعية على قوانين الطوارئ التي وضعتها سلطات الانتداب البريطاني قبل عام 1948م لمواجهة المقاومة الفلسطينية ضد الوجود الاستعماري، ولم يقتصر الأمر على حظر التجول ومنع الخروج من البيوت، بل تجاوز الأمر إلى فرض الحظر على المستلزمات الأولية كالماء والطعام وحليب الأطفال والحصول على الدواء، واقتحام البيوت بطرق استفزازية، واعتقال الشباب بحجة التحقيق، واغلاق المحلات التجارية بالشمع الأحمر. وزادت وتيرة ارهاب المستوطنين ضد الشعب الأصلي بعد وصول الليكود بزعامة المجرم مناحيم بيغن إلى الحكم عام 1977م وبلغ التمييز العنصري ضد العرب على يد الحركات الصهيونية مبلغاً كبيراً مثل حركة كاخ التي انشأها الحاخام مئير كاهانا في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر الستينات والتي تهدف إلى طرد العرب من أراضيهم حتى ولو كان ذلك عن طريق أبشع اساليب العنف الفورية ضدهم، وللأسف أيضاً ان المجرم كاهانا كان عميلاً للاستخبارات الأمريكية التي تمد حركته بالمال الأمريكي لتحقيق نشاطاتها. وحركة غوش ايمونيم للحاخام تسني يهوداكوك والحاخام موشية ليفنغر، والتي يمولها كبار رجال الأعمال والصناعة والبنوك في أوروبا وأمريكا، وحركة هتحيا وتسومت التي نشأت عقب اتفاق كامب ديفيد لانها عدته تنازلاً إسرائيلياً بالإضافة إلى حركات سرية وعصابات ارهابية تستهدف الأماكن المقدسة والقتل والتفجير وخاصة الحرم الشريف بساحاته ومسجديه الأقصى وقبة الصخرة والعمل على ازالة المسجد الأقصي وتشييد الهيكل الثالث على انقاضه وطرد العرب جميعاً من فلسطين.
فلماذا يغمض العالم وهيئته الأممية عينيه عن ممارسات العدو الصهيوني ويستكثر عد الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية ولو كان على الورق وأمام وسائل الإعلام وخلف الميكروفونات حول طاولة مستديرة، ولا يستكثرها ما يجري في الواقع على يد إسرائيل في الأراضي العربية.
ان تمسك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع حسب قرارات الهيئات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة ومنظمة حقوق الإنسان لا يعد في عرف المنصفين تطرفا وارهابا، وكان يجب ان تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية سياسة عادلة بحكم مسؤوليتها عن النظام العالمي والعولمة في ظل سيادة القطب الواحد، إلا انها وبكل أسف لم تقدم حلاً سياسياً لأزمة الشرق الأوسط.
بل انها ترى ان انتفاضة شعب مظلوم تمثل عائقاً أمام العودة إلى طاولة المفاوضات وتشترط وقفها وازالة أسباب اندلاعها قبل العودة، في حين انها ترى مشروعية الاغتيالات لقادة الشعب الفلسطيني وترفض قرار مجلس الأمن الداعي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تتناول جرائم الاحتلال الصهيوني، وتستبدلها بلجنة ميتشل عضو الكونجرس الأمريكي لتقصي الحقائق، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجاوزه إلى استخدام إسرائيل الأسلحة الأمريكية كالطائرات ومروحيات الاباتشي والصواريخ الذكية وقذائف اليورانيوم المنضب ضد قادة الانتفاضة ومراكز السلطة في تحد سافر للقانون الأمريكي الذي يحرم استخدام الأسلحة الأمريكية في عمليات التطهير والتصفية والقمع ضد الشعوب دون استئذان مسبق منها.
ومن المقرف والمؤلم في آن واحد ان ترفض الولايات المتحدة الأمريكية صياغة البيان الختامي لمؤتمر ديربان إذا كان يشير بطريق مباشر أو غير مباشر إلى مساواة الصهيونية بالعنصرية، إذ جاء على لسان ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبل عقد المؤتمر قائلا: هناك سلسلة كاملة من الاشارات إلى حكومة واحدة معينة، وإلى دولة واحدة معينة وإلى سياساتها تصفها بأنها عنصرية.. فما جدوى مؤتمر ينعقد حول قضية دولية، ولكنه في النهاية لا يتحدث إلا عن دولة واحدة. وتتأكد أهمية هذا المؤتمر في حضور أكثر من عشرين رئيس دولة و15 ألف مندوب وحضور 150 بلداً لبحث الوسائل التي تقضي على العنصرية ودراسة الفرص القضائية لضحاياها من مهاجرين وشعوب عانت من تجارة الرقيق والعبودية والاستعمار والتمييز العنصري على أيدي الغزاة السارقين لثروات الشعوب، وما تعرض له الأفارقة السود في الفترة ما بين القرن السادس عشر والقرن العشرين على ايدي التجار الأوروبيين والأمريكيين عندما كانت سفنهم تجوب البحار مزدحمة بالرقيق ثم معاملتهم بطرق وحشية وقذرة، ثم يأتي الموقف الأمريكي بعد كل ذلك مؤيداً لعنصرية إسرائيل ومؤكداً التصور الحقيقي للفكر الغربي تجاه ما يسمونه لجنة حقوق الإنسان بمنطق براجماتي ليكون أداة ضغط على تلك الشعوب والحكومات التي تعارض المصلحة الأمريكية دون نظر إلى خصوصية تلك المجمعات ودون نظر إلى ميثاق الأمم الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، ودون نظر إلى حرية الشعوب حرية في اختيار نظامها ودينها وطريقة حياتها، ولا عجب ان يكون هذا الدفاع عن الصهيونية في البيت الأبيض، لأن ريتشارد تشيني النائب الحالي للرئيس الأمريكي جورج بوش أيد العنصرية في جنوب افريقيا قبل سقوطها، وأصر على بقاء المناضل نيلسون مانديلا في السجن عندما كان عضواً في الكونجرس قبل سنوات، كما انه تزعم اجهاض قرار في الكونجرس خاص بفرض عقوبات على النظام العنصري في بريتوريا، وساند الديكتاتور النيجيري السابق ساني اباتشا بسبب تقديمه تسهيلات لشركة هيلبترون الأمريكية التي يرأس إدارتها تشيني نفسه.
إن المسؤولية تزداد على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية في ظل احتضانها تمثال الحرية ومبنى هيئة الأمم المتحدة وانطلاق المبادرة الأولى لحقوق الإنسان على يد رئيسها ويلسون عام 1914م والميثاق العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م ولا تغفر لها العدالة والإنسانية وأيام التاريخ هذا الموقف الظالم من حلفائها العرب في دعمها للصهيونية والتطرف والارهاب والتهجير والقمع، ويشهد على ذلك وثائقهم التي أكدت أساليبهم ومن ذلك وثيقة حصل عليها د. بني موريس من صحيفة جيروز اليم بوست في تركة هارون كوهين عضو حزب مبام، وكان عنوانها حركة الهجرة لعرب أرض إسرائيل وفلسطين، خلال الفترة من 1/12/1947م إلى 1/6/1984م، وقد جاء فيها 11 سبباً في هجرة 70% من العرب بسبب تأثير العمليات العسكرية اليهودية في سحق القرى والمدن العربية «الها غاناه والمنظمتين المنشقتين ليحيى وارغون، وجاء فيها انه ليلة إعلان الأمم المتحدة تقسيم فلسطين في 29/11/1937م كان يوجد في المنطقة المخصص للدولة العبرية 342 الف عربي، في 219 قرية عربية ومدن حيفا وطبرية وصفد وبيسان وفي 1/7/1948م خرج من فلسطين 239 الف عربي وخلت 180 قرية وثلاث مدن من سكانها العرب وواجه العرب اخطر التحديات بعد مصادقة الكنيسة على قانون استملاك الأملاك في 10 اذار/مارس 1953م ونهب اليهود أراضي الفلاحين بذريعة الأمن وواصلت السلطات الإسرائيلية مصادرة المزيد من الأراضي بعد حرب 1973م واقامة المزيد من المستعمرات عليها.
ومما يؤكد الاهتمام العالمي بالمؤتمر الإعداد الكبير الذي تولته المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وباهتمام شخصي من المفوضة السيدة ماري روبنسون التي حملت الفكرة منذ بداية عملها عام 1997م، واصدرت مع مانديلا في تشرين الأول/اكتوبر عام 2000 وبمساعدة ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا وتوقيع 74 رئيسا وشخصية عالمية بيانا مهما ضد انتهاكات حقوق الإنسان وويلات العنصرية وتطور الاهتمام إلى تنسيق المجموعات الاقليمية مع المفوضية السامية لنجاح المؤتمر فالمجموعة الأوروبية عقدت اجتماعاً في ستراسبورغ بفرنسا في تشرين الأول/اكتوبر 2000م تحت شعار «الكل مختلف، الكل متساو» ناقشوا فيه المواثيق الإنسانية الدولية، وعقد منتدى المنظمات غير الحكومية الأوروبية ضد العنصرية اجتماعاً في 10/10/2000 في ستراسبورغ أيضاً أعلن فيه قلقه من نجاح بعض الأحزاب العنصرية التي تسعى إلى التطهير العرقي في أوروبا في الانتخابات، وأكدت موقفها من قضايا التمييز العنصري ضد المهاجرين وسياسة الحد من الهجرة وحماية اللاجئين وقرارات منظمة العمل الدولية، وتعويض ضحايا العنف. ومع الأسف ركزوا على تعرض اليهود للاضطهاد ووقائع الهولوكوست ومعاقبة المسؤولين عن تلك المذابح المزعومة دون نظر إلى ما يفعله اليهود الآن بشعب فلسطين.
وأما مجموعات أمريكا الوسطى والجنوبية فقد عقدت في المكسيك اجتماعات ناقشت فيها العنصرية في «تشرين الثاني/نوفمبر 2000م» وفي سنتياغو في كانون الأول/ديسمبر 2000م وأكدت وجود تمييز عنصري في أمريكا الجنوبية وهي موروثة من الاستعمار والاسترقاق والهجرات المتتابعة خلال 5 قرون والمطالبة بتعويض الشعوب عما ألحق بها من ضرر بسبب العنصرية وان العولمة وصور الليبرالية الجديدة وهيمنة الشركات المتعددة الجنسية انما هي من العنصرية التي يجب ان تعالج عالمياً.
وأما المجموعات الآسيوية فقد أجمعت الهيئات الحكومية وغير الحكومية على خطر العنصرية وآثار الاستعمار وسوء وضع الطوائف التي يزيد عددها على 240 مليون نسمة في الهند ونيبال واليابان وغيرها وناقشوا مشاكل الفقر وسوء التعليم والبطالة واحتكار الاقليات والشركات المهيمنة والاضطاد السياسي وأكدوا ان علاج هذه السلبيات يكون عن طريق الايمان المطلق بالقرارات الدولية ومساواة المهاجرين بالمواطنين، وقد عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان اجتماعها في عمان شباط/فبراير 2001م، وركزت على الصهيونية وممارساتها غير المشروعة ضد الفلسطينيين وطالبت بإحياء قرار الجمعية العامة رقم 3379 عام 1975م والالتزام باتفاقية جنيف الرابعة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وطالب بحل مشاكل الطائفية في العالم العربي، والنظر بعين العدالة تجاه ما يخص العمالة المهاجرة والغاء نظام الكفيل، وحل مشاكل البدون الذين لا يحملون جنسية في بعض البلاد العربية.
وأما المجموعة الافريقية فقد عقدت منظمة الوحدة الافريقية بالتنسيق مع اللجنة الاقتصادية لافريقيا في أديس ابابا «تشرين الأول/اكتوبر عام 2000م وأكدوا أيضاً ذلك في اجتماع الوزراء الافارقة في داكار في 20 كانون الثاني/يناير عام 2001م ونصوا على آثار الاستعمار السيئة واستغلال الثروات والنزاع القبلي، وتجارة الرقيق ومشاكل الحدود والحملات ضد المهاجرين واللاجئين المضطهدين في أوروبا وأمريكا ومشاكل الفقر والمديونية التي أثقلت القارة السوداء، والدعوة إلى نشر الديمقراطية ووأد الانقلابات العسكرية التي زادت من مشاكل الإنسان الافريقي وطالبوا بتعويض عن تجارة الرقيق.
وتم افتتاح المؤتمر يوم الجمعة، وبلغت ضغوط الولايات المتحدة حداً لا يوصف من أجل تبرئة إسرائيل والصهيونية من ممارسة العنصرية على الرغم من مشاركة الولايات المتحدة الضعيفة، ولوحت واشنطن بتقديم مساعدات للدول الفقيرة اذا ما دعمت وجهة نظرها في تبرئة الصهيونية من العنصرية، والأدهى من ذلك ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أشار في كلمته الافتتاحية إلى معاناة الشعب الفلسطيني قائلاً ان الأذى الذي يلحق بهم لا تبرره مجازر الهولوكوست متجاهلا ان القضية التي ذكرها منذ نصف قرن تقريبا في حين ان الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لابادة أكثر قساوة على يد أولئك اليهود الشذاذ ولم يجرؤ الأمين العام على ادانة تلك العنصرية بل انه حشد عطفاً دوليا على الممارسات الإسرائيلية بطريق غير مباشر عن طريق تذكير العالم بما جرى لهم في الهولوكوست، وتفاجئنا السيدة ماري روبنسون بإعلان يهوديتها أمام الجميع قبيل انعقاد المؤتمر بيوم فيا عجبي!! من عالم يحارب العنصرية بأولئك العنصريين.
والله من وراء القصد.
* رأس الخيمة
abdullahthani@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved