أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

نهارات أخرى
قوالب الثلج!
فاطمة العتيبي
** تمتلئ الفضائيات بالبرامج التافهة وتعبئ أوقات الكثيرين بالتفاهة والفضاوة..
والبحلقة في كل شيء وأي شيء عدا أن يكون شيئا ذا قيمة..
فماتت في أدمغة الكثيرين آلاف الخلايا وأصيب تفكير كثير من الناس بالشلل التام إزاء انفجارات متوالية في عروق أدمغتهم الفكرية إثر ارتفاع الضغط العالي المدروس والمقنن في هذه الفضائيات الفارغة..
وبإمكانك وسط الفراغ و الفضاوة والسماجة والاستهتار بك أن تجد مذيعة «تبربس» برجليها «المعصقلتين» في وسط «ترعة» فندقية..
وأن تسأل ضيفتها عن مشاعرها تجاه الانتفاضة الفلسطينية فتقول الثانية المسؤولة التي لاتقل عن سماجة الأولى إلا أنها تقل عنها والحق يقال «بالعصقلة»..
ترد أنها قلباً وقالباً مع الانتفاضة ثم تنتفض المسكينة من برودة التكييف المركزي أعلاها وبرودة ماء الترعة أسفلها..
فتصفق لها المذيعة كم أنت رائعة دنتِ تنتفضي لما تتحدثي عن الانتفاضة يا الله شو متفاعلة!!
** وتتابع البرامج إياها في الجبال والغابات والأسواق وعلى سطوح المنازل..
كلها تقول لك..
اتصل تربح.. سماع صوتنا ودولاراتنا..
ويتتابع القوم من كل فج وهج لسماع الصوت وكسب الدولارات وبين كل سؤال له عشرة خيارات تسأل المذيعة ماذا تقول للانتفاضة؟
وحول المسابح وفي الملاعب..
وفي وسط ضجيج الغناء واللهو والرقص..
هناك مذيعة تقفز في الخلف تحاول ان تصطاد الكاميرا..
لتسأل الضاجين.. اللاهين.. الراقصين.. السابحين.. شو بدكم تقولو للانتفاضة..
ووسط العصيرات المبردة التي تسبح فيها مكعبات الثلج.. تجيب الأصوات..
نحن معهم قلباً وقالباً..
ثم تعلو شاشات الفضائيات مؤشرات نشرات الأخبار..
لتنقل صور الأطفال الباكين..
والأمهات المولولات..
والشباب الذين تركض بهم جنائزهم نحو المقابر.. والدماء المنسكبة على الأرصفة ثم وبلا مقدمات تنتقل الصورة سريعاً الى حيث الوجوه المنشغلة برقصها ومسابحها وكؤوس ثلجها والتي هي ولاريب مع الانتفاضة قلباً وقالباً..
فالله المستعان يا أمة العرب!!
fatmaalotaibi@syna.com
26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved