أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

كل سبت
أين وكيف تتوالد الأفكار؟
عبدالله الصالح الرشيد
(1)
الأفكار العامة والرؤى المختلفة في شؤون الحياة وشجونها هي كالشعر خطرات ومشاعر وإلهام تأتي للإنسان في أية لحظة ومناسبة وبدون ترتيب أو موعد مسبق.. وكما أن الشاعر يبادر الى كتابة ما تجود به قريحته على الورق مباشرة أو على آلة تسجيل، فكذلك الكاتب وصاحب الرأي والأفكار تجده أحيانا يوقف سيارته على جنبات الطريق ويبادر الى تسجيل خطراته وأفكاره برؤوس أقلام بصورة عاجلة يعود إليها فيما بعد، بالإضافة والتفصيل، وهذا ما لمسته حقيقة واقعة فيما مضى من تجاربي المتواضعة.. وأستطيع أن أقول أن كثيرا من الأفكار والخواطر تأتي عفوية وفي أي وقت، فمثلا عندما أكون في طريق طويل أجدها صراحة تسرح وتمرح وتتكاثر وتطل بأعناقها الى درجة تجعلني أعاجل في الامساك بأعنتها وإظهار القلم لتقييدها والعودة إليها، وغالبا ما أجد الحلول لها في تلك اللحظات.. و عندما يتعذر لسبب ما تسجيلها أو تجاهلها فهي لابد أن تتبخر أو تتراجع ويطويها النسيان ويصعب استعادتها، وإذا تم تذكرها فيما بعد فهي ستظهر بصورة مغايرة تقريبا للصورة الأولى.. وتأتي الأفكار أحيانا في المناسبات أو عندما يكون الإنسان في مجلس عامر تتلاقح وتتوالد فيه الأفكار نتيجة الحوار والنقاش، حتى إشارات المرور لها دورها في توالد الأفكار والخواطر عندما يطول اجتيازها فتجد الإنسان يدير الطرف من حوله فيلتقط بذاكرته ما يحيط به من مواقف ومشاهد هي غالبا عن قضايا وهموم اجتماعية وتجده يتخيل الحلول من أجل تقويمها من واقع مشاهدته، وخلاصة ذلك كله أن كل إنسان في الحياة يستطيع أن يعبر عن مشاعره وأفكاره، ولكن كل بطريقته الخاصة وبأسلوبه الذي يرتاح إليه حسب تأهيله ومقدار موهبته واهتمامه، ومعنى ذلك أن الناس عامة يملكون الأفكار والمشاعر ولكنهم يختلفون أو يتباينون فقط في الأسلوب وطريقة الإخراج.. ولله في خلقه شؤون..
(2)
متعاقد مسؤول عن السعودة «التوظيف»
شر البلية ما يضحك ويؤلم أيضا .. من يصدق أن كثيرا من رؤساء الشركات والمؤسسات التي يتبجح أصحابها في المناسبات والمقابلات والمجالس أن لديهم اهتماما بالسعودة ويرحبون بابن البلد، إن هؤلاء إنما يخدعون أنفسهم، فهل نصدق مثلا أو نرجو خيرا من رئيس شركة أو مؤسسة مدير مكتبه متعاقد ومدير الموظفين لديه متعاقد ومدير المبيعات والمشتريات متعاقد وأكثر من 90% من العاملين لديه من جنسيات مختلفة من غير أبناء الوطن.. والأدهى والأمر من ذلك أن الجهات المختصة عن التوظيف والسعودة تدفع ببعض الشباب السعودي المتحمس المؤهل العاطل الى بعض الشركات والمؤسسات والمكاتب الغارقة بكثرة الوافدين ، فيجدون أن الذي يستقبلهم وافد، والذي يجري معهم المقابلة الشخصية (التعجيزية) أيضا وافد رغم أن الوظائف هامشية ومؤقتة في العطلة الصيفية.. فإلى متى الضحك على الذقون كما يقال..؟ وإلى متى الاستخفاف بمشاعر شبابنا وتحقير طموحاتهم وعدم الثقة بهم؟ وإلى متى الاستهانة بالتعليمات والأنظمة؟ وأين المتابعة والمراقبة والتطبيق الجاد والفعال؟ وهل ستظل السعودة ظاهرة صوتية جوفاء نرددها فقط في المناسبات والمقابلات وعند طلب القروض والتسهيلات وغيرها.. سنظل نردد معا كلمة (إلى متى) ونحن نعيش هذه المشاعر المؤلمة والصور المخجلة تبرز وتتكرر في مسرح حياتنا اليومية والتي تقوم بأدوارها بكل جرأة تلك الفئة العاقة بحق الوطن والمواطنين والتي استمرأت التردد والتأجيل وهل يستقيم الظل والعود أعوج.. والله الهادي...


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved