أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

تيجان على رؤوس المرضى!!
(1)
للزمن عوامل تعرية.. وللناس وجوه وأقنعة.. وللإنسان رب يعطيه ويعوضه.. هذا بعض مما تعلمته!!
أهم من أي شيء عرفته!!.. كل المحطات سريعة مثل البرق.. عنيدة مثل الظلام.. مهاجرة مثل الطيور.. إلا هذه ليست ككل المحطات!!..
(2)
أي من اللحظات العصيبة حد الهلاك.. المنهكة حد العجز.. المضنية حد الخمول والإعياء..
تقتل الإنسان؟؟؟.. وأي منها تصنع جذوة الإبداع لدى الإنسان؟؟.. تشعل بداخله فتيل البوح..
تكتب اسمه بحروف من النار بدلاً من المداد!!.. وأي يدٍ خفية تمتد فتحرك بواعث كامنة داخل حدود الإنسان؟؟ فيتمثل به الإنسان غير كل إنسان!!!..
(3)
(الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى).. هل جربت أن تتوغل في جذور هذه المقولة؟؟
تستشعر لحظات الغوص فيها؟؟ تتيقن الحقيقة فيه من عدمها؟؟؟.. وإلى أي مدى وصلت؟؟ وأين انتهيت؟؟.. أسئلة تتقاطر تبحث عمن يروي لباب شغافها.. ينير بصيرتها قبل بصرها.. يهمس فيقول:
مجحف هو من صاغها.. إمعة هو من رددها وقالها.. التاج ليس حكراً على الأصحاء دون المرضى!!
وإن يكن للأصحاء تاج.. فللمرضى تيجان!!..
ذلك لأنه للمريض خصوصية التكفير والتطهير.. تأوهات تعلو وأوزار تنخفض حد الاندثار.. أقنعة تتساقط أمامه فتنكشف الحقائق.. ويتضح ثمة فارق بسيط.. يخلط الصادق بالمتملق.. عنه من يسأل.. عليه يشمت ويعذل..
أليس.. (الصديق وقت الضيق) تلك الحكمة التي صاغها الأولون من صميم واقع ومرارة تجربة!!..
(4)
المؤرخ الأمريكي (فرانسيس باركمان) كان لايستطيع أن يكتب أكثر من خمس دقائق دون أن يستريح خمس دقائق أخرى.. وكان بصره ضعيفاً ومعدته مضطربة.. بل كانت كل أعضاء جسمه معتلة كما قال طبيبه الخاص..ومع ذلك استطاع أن يؤلف عشرين مجلداً ضخماً تُعد من المراجع التاريخية الهامة.. أيضاً الكاتب المعروف (بوجين أونيل) ظل خاملاً لا هدف له في الحياة حتى بلغ الخامسة والعشرين فأصيب بمرض خطير اضطره إلى الإقامة بأحد المستشفيات فترة من الزمن وفي فراش المرض كتب مسرحياته الأولى التي مهدت له الطريق إلى مابلغه من مكانة كبيرة في عالم المسرح فيما بعد!!!..
فإذا كانت الصحة تاجاً على رؤوس الأصحاء فالمرض قد يضع على رأس المريض أكثر من تاج.. أجر عظيم من ربٍ غفور، وهو تاج الطهور. أو عطاء ومواهب متعددة وهو تاج العبقرية، وكلها منحٌ من رب العالمين.
ألم أقل لكم.. للإنسان ربٌّ يعطيه ويعوضه.
البندري العتيبي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved