أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 8th September,2001 العدد:10572الطبعةالاولـي السبت 20 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

القهر يدفع الشباب الفلسطيني للاستشهاد
* نابلس (الضفة الغربية) (أ ف ب) :
يؤكد مسؤولون في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس ان عددا كبيرا من الشباب يتطوعون للانضمام الى صفوف «الاستشهاديين» بصورة تفوق قدرة هاتين الحركتين على استيعابهم والا لوقعت ثلاث «عمليات استشهادية» كل يوم في اسرائيل.
ويقول «ابو محمد» المسؤول في الجناح السياسي لحركة الجهاد الاسلامي ان «العمليات الاستشهادية اصبحت ظاهرة وعدوى بين الشبان الساعين الى تقديم رد عنيف على مستوى العنف الاسرائيلي الذي يمارس يوميا عليهم وعلى اهلهم».
ويضيف «كلما زاد الضغط على الشعب الفلسطيني زاد عدد المقبلين على الاستشهاد والحركة عاجزة عن استيعاب المتطوعين للاستشهاد».
ويقول «ابو نمر»، احد مسؤولي حماس ان الحركة «ازدادت شعبيتها في الاونة الاخيرة والشارع اكثر قناعة بالعمليات الاستشهادية». وتبنت حماس والجهاد الاسلامي معظم العمليات الاستشهادية وكان اخرها عملية نفذت في شارع الانبياء في القدس الغربية الثلاثاء واسفرت عن اصابة 13 شخصا بجروح ومقتل الانتحاري الفلسطيني.
واكد المسؤول في حماس ان «الحركة لا تقوم بغسل دماغ احد ودخول الجنة هو احد المحفزات ولكن الاستشهادي لا يقتل من اجل القتل، انه يدافع عن وطنه ويعتقد انها الطريق الاسرع لتحريره».
وعلى القول بأن العمليات الاستشهادية تتنافى مع تعاليم الدين الاسلامي التي تنص على عدم قتل المدنيين العزل، علق ابو محمد «لا يوجد تكافؤ عسكري بيننا وبين الاسرائيليين وقتل المدنيين جاء كرد على قتل المدنيين الفلسطينيين لفرض توازن الرعب وهذه استراتيجية مؤقتة».
واكد «نحن على استعداد للتوقيع على اتفاق بعدم ضرب المدنيين اذا تعهد الاسرائيليون بعدم ضرب المدنيين الفلسطينيين موضحا ان لدى الاستشهاديين تعليمات بعدم مس الاطفال وان يستهدفوا اساسا الجنود».
وشدد على ان حركة الجهاد الاسلامي ليست مغلقة امام المسيحيين وان نظامها الداخلي ينص على استيعابهم دونما الحاجة الى اعتناق الاسلام.
ومع ان الاباء يرتاحون لفكرة ارتياد ابنائهم المساجد للصلاة وعدم التسكع في الشوارع او اقتراف الرذيلة فان معظمهم فوجىء بأنه اصبح ابا «لاستشهادي».
ومعظم الاستشهاديين كانوا في العشرينات اي ممن ولدوا بعد الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 وكانت اعمارهم لا تتجاوز 15 عاما خلال الانتفاضة الاولى (1987 - 1993).
وقال حسين الطويل وهو من حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقا) والذي نفذ ابنه عملية في اذار/مارس الماضي في التلة الفرنسية في القدس ان «العملية الاستشهادية ظاهرة سياسية باتت تعبر عن اعلى مرحلة ثورية لدى الانسان الفلسطيني المقهور بعد اكثر من 34 عاما من الاحتلال».
واضاف : نحن كسياسيين جربنا اليسار لأنه كان يعبر عن حالة ثورية تلبي طموحاتنا الوطنية». وقال «ابني نشأ في كنف عائلة وطنية وكان يبحث عن اطار يعبر فيه عن رفضه للاحتلال ويرد بقوة على العنف الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني فوجد نفسه في حركة حماس».
ونفى الطويل ما يقال بأن الحركات الاسلامية تقوم بغسل دماغ الشبان لدفعهم على تنفيذ عمليات استشهادية قائلاً «ان منفذي العمليات الاستشهادية ليسوا انعزاليين او يعانون من مشكلات اجتماعية». واضاف «ابني كان يتمتع بشخصية قوية وكان من المتفوقين في كل شيء وحصل على درجة شرف في تحصيله العلمي وما اقدم عليه كان عن قناعة كبيرة بأنه يساهم في تحرير وطنه».
وسخر حسين الطويل مجددا من كلمة «غسيل دماغ» متسائلاً «عندما نفذت عملية مطعم سبارو للبيتزا في القدس الغربية وزع الناس الحلوى فى نابلس وفي اماكن اخرى، فهل غلست حماس دماغهم ايضاً».
ويقف الاسرائيليون عاجزين عن وقف العمليات الاستشهادية فقبل قيام السلطة الفلسطينية كانت اسرائيل تلجأ الى هدم بيوت عائلات منفذي العمليات الا ان ذلك لم يردع الاستشهاديين وتقوم اسرائيل الان باتخاذ اجراءات صارمة وتشدد الاغلاقات وتضرب منشآت السلطة الفلسطينية او تلجأ الى اغتيال نشطاء التنظيمات الفلسطينية.
وتنادي اصوات من اليمين المتطرف الاسرائيلي باللجوء الى اساليب تمس صميم المعتقد الاسلامي كما فعل وزير السياحة رحفعام زئيفي عندما دعا في مقال نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية في 16 اب/اغسطس إلى لف جثمان الاستشادي بجلد خنزير كي يدنسه ويقفل باب الجنة امامه وبذلك يرتدع الاخرون عن حذو حذوه. كما فعل الانجليز في اماكن اخرى، الا انه يضيف ان «المشكلة في ان الخنزير دنس كذلك بالنسبة لليهود».
وذهب زئيفي ابعدمن ذلك وطالب بمعاقبة عائلات منفذي عمليات التفجيز وحتى الذين يؤبنونهم ويدفنوهم.
ولكن اجراءت القمع الاسرائيلي لا تؤدي سوى الى تأجيج غضب الفلسطينيين من جميع الاعمار. ويقول تاجر مسيحي خمسيني من القدس، بعد ان ارهقته الساعات الطويلة التي يستغرقها اجتياز الحواجز العسكرية والمخاطر التي يتعرض لها كل يوم «اذا استمر الامر هكذا سأجد نفسي يوما من الايام احد افراد حركة حماس الانتحاريين».

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved