أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 9th September,2001 العدد:10573الطبعةالاولـي الأحد 21 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
عنصرية العولمة
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع ما تظهره الاحداث واللقاءات التي تشهدها المحافل الدولية من تنافض فيما يطرحه الغرب من مبادئ وأخلاقيات وسلوكيات ومع ما تتخذه الحكومات الغربية من مواقف يتأكد من جديد أن الغربيين عموماً مازالوا يتعاملون بتعالٍ وينظرون بدونية لا يمكن أن يخفوها لكل القضايا والمواضيع التي تتناول مصالح واهتمامات الدول الاخرى وبالذات الدول والمجتمعات الافريقية والآسيوية والعربية.
وإذا كانت الدول العربية تعاني من انحياز غربي صارخ للأطروحات الاسرائيلية وكون الغرب يتبنى سياسية الاسرائيلين والذي يتحمل مسؤولية ما يعانية الفلسطينيون من معاناة لوقوف الدول الغربية إلى جانب الكيان الاسرائيلي ودعمه بالمال والسلاح والدفاع عن باطله في المؤتمرات السياسية والمحافل الدولية الى الحد الذي جعل الدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي امريكا وبريطانيا وفرنسا قد وضعوا «الفيتو» في خدمة اسرائيل لمنع المجتمع الدولي من إجبارها على الانصياع للشرعية الدولية.
نقول إذا كان الغرب قد قبل ان يكون في خدمة إسرائيل تكفيراً لعقد الذنب التي ضخها اليهود لدى الغرب، فإن التعامل بعجرفة وتعالٍ مع القوميات والدول الافريقية والآسيوية الاخرى مبعثه الماضي البغيض للغرب تجاه هذه القوميات والمجتمعات، فبالإضافة الى الاستعمار واستعباد الأفارقة من خلال انتهاج اسلوب الرق وخطفهم من ارضهم ونقلهم بالسفن مربطين كالحيوانات وفي آسيا فرض استبعاد من نوع آخر في الدول الاستعمارية التي استعمرت شبه القارة الهندية، ومناطق الصين، وجنوب وشرق آسيا، طبقت نظام السخرة ونهب ثروات تلك البلدان، كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحق العرب والافارقه والآسيويين لا تجد حتى كلمة اعتذار او تأسف بل يمارس الغربيون كل المناورات السياسية حتى لا يعترفوا بما ارتكبوه من جرائم بحق الشعوب.. وهذا ما نشهده في مؤتمر مكافحة العنصرية الذي اختتم في دوربان بجنوب افريقيا بإيقاظ ضمائر كل الامم والشعوب.. الا الغرب الذي يعذبه ضميره لاضطهاد مزعوم لليهود.. ونكران وقح لما ارتكب ضد العرب والافارقه والآسيويين.
ألا يُعدُّ هذا عنصرية متوافقة مع العصر الجديد عصر العولمة مما يجعلنا نطلق عليها عنصرية العولمة..؟
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved