أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th September,2001 العدد:10574الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,جمادى الآخرة 1422

محليــات

يارا
الملاّس الالكتروني
عبدالله بن بخيت
رغم ان الأمر فيه بعض التشاؤم الا أني ما زلت مقتنعاً ان الامور اذا سارت على ما هي عليه فسوف يأتي اليوم الذي تزدهر فيه الاحقاد والعياذ بالله، أو أن يفقد مجتمعنا كثيراً من حيائه الفطري.
في كل مرة أكون فيها ضيفاً في حفلة كبيرة «زواج مثلاً» أشعر أن هناك أحقاداً تتنامى بين الناس كما تتشكل عنصرية جديدة يمكن ان أسميها عنصرية التباسي.
في الماضي البعيد كان التقليط على «صواني» ضخمة، كل صينية تستوعب ما لا يقل عن عشرة ركاب ومهما علا شأن الضيف لا يمانع ان يجلس منزوياً او منعوياً طالما ان يده الكريمة تستطيع ان تصل الى متن الخروف وإلى اطرافه المكتنزة.
وأتذكر أن لحمة الرقبة يؤجل التعامل معها حتى نهاية كل اشكال لحم الخروف بما في ذلك الرأس والكرشة والكبد ومشتقات المعلاق المختلفة. كانت لحمة الرقبة تعامل على أساس أنها دعم لجوستي لمن كتب الله لهم بطوناً أوسع قليلاً من أقرانهم المعازيم، وبالتالي كانت الناس تعبر عن رضاها وسعادتها بعد كل عزيمة. وأي نقد للعزيمة ينصب فقط على الطباخ وطريقة الطبخ أي على المسائل الفنية دون المساس بالمسائل الاخلاقية والايتيكيتية، أما اليوم ومع التطور الكبير الذي أصاب مجتمعنا وخاصة في طريقة التقليط، فقد نشأت مشاكل جديدة لم تكن في الحسبان.
عندما انتقلت اليابان في القرن الماضي، على سبيل المثال، من مجتمع عسكري محارب إلى مجتمع مدني صناعي أفرز ذلك التقدم مجموعة كبيرة من المشاكل الاجتماعية. وكذلك عندما انتقلت انجلترا من مجتمع اقطاعي الى مجتمع صناعي حدثت مشاكل لا حصر لها. وهذه حال التحولات الكبرى التي تصيب الشعوب الراكضة نحو التقدم ولا يمكن ان نستثني مجتمعنا من ذلك، فالتحول من مجتمع صواني الى مجتمع تباسي سراويسي لا بد ان يصاحبه مجموعة من المشاكل المختلفة التي لا يمكن ان يتنبأ بها المخططون. فالانتقال من الأكل على صينية ضخمة تستوعب أكثر من عشرة ركاب دفعة واحدة إلى الأكل على سرويس صغير يعد مجازفة كبرى وقفزة في المجهول شكلت منعطفاً كبيراً في تاريخ التقليط الانساني. وأهم المشاكل التي ألاحظها في معظم العزائم والتي أرجو من الإخوة المسؤولين في وزارة التخطيط التنبه لها جيداً هي عملية توزيع اللحم على السراويس بطريقة عادلة تكفل للجميع شبعاً متوازناً. كلنا يعرف التنافس الكبير في عدد الخرفان التي تقدم في العزائم لتصل في بعض الأحيان إلى ثلاثين خروفاً. وهذه يعني بلغة الأرقام ثلاثين رقبة أي ثلاثين سرويساً عليه لحمة رقبة. وإذا قلنا إن كل سرويس يجلس عليه ثلاثة معازيم «اقل تقدير» فهذا يعني ان تسعين ضيفاً كريماً سوف يكون نصيبهم من العزيمة لحمة رقبة. وأظن أن هذا حرمان غير مبرر قد يولد مع الزمن أحقاداً اجتماعية نحن بغنى عنها ولا شك ان كلاً منا لاحظ أن هناك بعض المعازيم لا يجلس على السرويس أكثر من دقيقة أو دقيتين ثم يقفز صارخاً بكل قهر «أكرمكم الله». ولن تلومه، لأنك إذا ألقيت نظرة على السرويس الذي كان يجلس عليه ستعرف أنه تورط وجلس على سرويس تعتليه لحمة رقبة أو مصير مربوط، إذاً ما الحل؟ ما الذي يجب ان يعمله الإخوة في وزارة التخطيط لحل هذه المعضلة الحضارية الكبرى؟.
في رأيي المتواضع الحل يكمن في الملاس الالكتروني.
تشاهدون في المطارت سيراً متحركاً تلف عليه الشنط. وفكرة هذا السير متوفرة أيضاً في المصانع الحديثة حيث تتحرك القطعة المراد تصنيعها على خط انتاج فتتولاها مجموعة من الروبوتات تزودها ببقية قطعها حتى تكتمل. كل روبوت يضع قطعة معينة وفي النهاية تكون القطعة جاهزة للاستخدام وهذا الطريقة تطبق على كل الصناعات الحديثة من الطائرات حتى الجوالات وطالما أنه ليس لدينا نيّة الاتجاه نحو التصنيع الحقيقي فلماذا لا نستفيد من هذه الفكرة في مسألة النكب والتقليط.
والأمر بسيط جداً، يتحرك البلم على سير دقيق فيمر من أمام الملاس الأول وهو ملاس نكب الرز وبعد ان يتزود بالرز يتحرك الى ملاس البهارات «الزبيب والصنوبر إلخ» وبعد البهارات يصل التبسي الى الملاس الرئيسي الذي يغرف اللحم، وبالطبع يكون هذا الملاس مبرمجاً بشكل دقيق ليأخذ قطعاً متنوعة من جميع أجزاء الخروف بشكل متوازن ويضعها على التبسي بحيث تتساوى كل التباسي في معتلياتها من اللحم.
ويمكن جعل التباسي أيضاً الكترونية تتوافق مع حاجات وشهوات المعازيم. ولكن هذا يتطلب ان يكون لدى كل مواطن «كود» معين للعزائم يتضمن أهم المعلومات عن عادات المرء في الأكل. مثل نوع اللحمة التي يحب وهل يحب ان يخلط السلطة بالملعقة أم من عادته يكب صحن السلطة كله على دربة «يحب المطرسة» أو هل بطنه حار، الى آخر المعلومات الهامة. وقبل ان توجه الدعوة للناس يطلب المضيف من كل المعازيم المحتملين إحضار بطاقات اكوادهم معهم ويكون الدخول الى صالة الطعام يمر من على بوابة مربوط بها جهاز مثل جهاز صراف، يمرر الضيف بطاقته الممغنطة فيها فيستقبل الملاس المعلومات الواردة إليه من البطاقة ويرسلها على الفور الى التباسي ويحدد على ضوئها المكان المناسب للضيف، عندها تظهر على الشاشة أمام المدخل معلوما ت توجه الضيف إلى أنسب مكان يجلس عليه مثلاً (عبدالله بن بخيت سماط 3 تبسي 8 حافة 2) الأستاذ راشد الحمدان سماط 2 تبسي 4 حافة 4) (الأستاذ سعد المهدي سماط 12 تبسي 8 حافة 2) وهكذا يتوزع الضيوف..
وهذا الكود يكون سريّاً لا يستطيع أن يقرأه سوى الكمبيوتر المربوط بالملاليس والتباسي. ويكون أيضاً مربوطاً بالكمبيوتر المركزي في وزارة التخطيط.
عندئذ ننضم الى منظمة التجارة العالمية كشركاء. منهم التكنولوجيا ومنا الملاليس والتباسي.
والله يحيكم على قل الكلافة
yara4me@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved