أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th September,2001 العدد:10574الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,جمادى الآخرة 1422

وطن ومواطن

تسبب في إزهاق الأرواح
ضرورة ازدواج شريان الحياة طريق الشمال (التابلاين) المشهور
شدني لكتابة هذا الموضوع وقوع عدة حوادث مؤلمة ومفجعة خلال الاسابيع الماضية.
ها هو الطريق المعروف باسم «طريق التابلاين» بشمال المملكة او حصاد الارواح او طريق الموت او الطريق الدولي كما يسميه المواطنون والاجانب الذي يسلكونه وهم في طريقهم الى دولة الاردن وسوريا ولبنان وتركيا واوربا ودول مجلس الخليج العربي.
هذا (الدولي) ليس له من سمات الوجاهة التي يوحي بها اسمه شيء يذكر فهو قديم يعود الى الزمن البعيد شهد بدايات تصدير النفط السعودي الخام الى شواطىء البحر الابيض المتوسط وحتى انشاؤه كان للحاجة وليس بالتخطيط المسبق في ذلك الزمن البعيد جرى تعبيد الطريق بشكل غير منظم وذلك لخدمة اعمال صيانة انبوب النفط ولكن عموم الناس في المنطقة امتطوا سياراتهم واستخدموا هذا الطريق الى جانب سيارات شركة التابلاين ولم يجدوا طريقاً اخربديلا عنه ونظرا لما يسببه منذ سنوات من مآسي وفواجع تحل بعابريه سواء اكانوا مواطنين او عابرين لهذا الطريق ولعل اخر تلك المآسي المتلاحقة هو ما حدث في الاسابيع الماضية وبشكل متكرر ومفجع يوميا والذي شاهده اهالي المنطقة وسمع عنه في طيات الصحف المحلية التي غطت الحدث اول بأول عن حوادث هذا الطريق ناهيك عن الحوادث المتعددة والتي وقعت خلال هذا الصيف في مواقع متفرقة من ذلك الطريق الذي اصبح كابوسا مزعجا لعموم المسافرين ولعلي لا ابالغ اذا قلت انني قد فقدت عدة اناس وعائلات نعرفهم اشد المعرفة وتربطني بهم صلة القرابة قد لقوا حتفهم على نفس الطريق والذي تحدث الاهالي عنه في الكثير من الصحف المحلية والتي قام بها نخبة من الصحفيين من جميع الصحف بالمنطقة تكلموا عن مآسيهم الشخصية ومعاناتهم عن هذا الطريق ورغم تعاطف اكثر من مسؤول لحل هذه المشكلة ولكن لم نر شيئا يذكر وقد يلفت نظر كل عابر لهذا الطريق كثرة هياكل المركبات المتناثرة على جانبي الطريق او عند مراكز الشرطة اين المسؤول (الشهم) حتى يوقف هذا النزيف الجائر على سالكي هذا الطريق الهام ويوقف الفتك بأرواح الابرياء المسافرين وانتشار اشلائهم على جنبات هذا الطريق.
وبقدر ما احدثه هذا الطريق من تنمية وتنشيط للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المنطقة وبقدر ما ادى من خدمة للنقل بين مناطق المملكة المختلفة والنقل بين دول الخليج العربي والدول الواقعة شمال المملكة فقد احدث ايضاً تعاسات كثيرة في حياة الناس اجمعين بسبب الحوادث المأساوية التي تقع عليه بشكل مستمر بسبب ضيقه وتعرجاته وعدم استوائه.
والمحرج في الامر هو ان الكثير ممن يسلكونه هم من الاجانب الذين لا يعرفون عن طرق المملكة الاخرى اي شيء سوى انها قد تكون نسخة بالكربون من هذا الطريق الذي لا يمثل في الحقيقة النهضة التي شهدتها شبكة الطرق في مملكتنا الحبيبة وفي الآونة الاخيرة على سبيل المثال وقعت عدة حوادث مفجعة كان ضحاياها من غير السعوديين وبالجملة وآخرها تصادم (الكرانك) وجها لوجه وقد ذكر هذا الحادث في الصحف اليومية.
وقد تكررت هذه الحوادث بشكل يومي وخصوصاً في الجزء الواقع غربي محافظة رفحاء حتى منطقة عرعر والذي يبلغ طوله حوالي (290) كيلو متر على وجه التحديد وهي الوصلة التي يجب ان تعطى الاهتمام والعناية بها علما ان حياة جميع المواطنين غالية لدى الدولة وغالية جدا. الا أن وقوع حوادث لغير السعوديين وخصوصا اثناء مرور سيارات (الترانزيت) في هذا الطريق الدولي قد يعطي انطباعا غير مرغوب فيه من الناحية الاعلامية مما يحتم اخذ هذا الامر في الاعتبار.
ولقد ظلت الصحافة المحلية تسلط الضوء بشدة على مشاكل هذا الطريق القديم وحاجته الماسة الى الاصلاح على مدى سنوات طويلة.
كما ان الاهالي في المنطقة الشمالية ينتظرون تنفيذه فوراً وبسرعة فائقة وبدون تأخير لأننا لا ندري مصير من يكون من ضحايا هذا الطريق في الايام القادمة.
حماد بن رهيمان الرويان
محافظة رفحاء

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved