أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 10th September,2001 العدد:10574الطبعةالاولـي الأثنين 22 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
صحفيون.. وعملاء..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
حينما نتحدث عن خطر العملاء في الأرض الفلسطينية المحتلة وما يرتكبونه من آثام أقلّها المشاركة في جرائم اغتيال القيادات الفلسطينية، فإنما ننبِّه إلى ما يمكن ان يتسبب فيه هؤلاء العملاء من تدمير العديد من الركائز الفلسطينية والمسلَّمات القومية، إذ لم يعد الخطر على هؤلاء الذي لاينتسبون لفلسطين، إلاّ بالهوية.. والهوية هنا ليس بالورقة او الوثيقة، بل التسمي بالفلسطيني، او الفلسطينية، فهؤلاء المحسوبون على الشعب الفلسطيني وإن تربوا وترعرعوا في أحضان الصهيونة، تنعكس أعمالهم على الفلسطينيين جميعاً، بالإضافة الى ذلك واستغلالاً لفلسطينيتهم، فإن هؤلاء العملاء يخترقون العديد من المواقع المحصنة التي لايستطيع الإسرائيليون حتى المستعربون منهم الوصول اليها، وإن كان بعض الاسرائيليين ونتيجة «تساهل» بعض المحطات الفضائية قد تمكنوا من الظهور على شاشات تلك المحطات وعرضوا وجهة النظر الاسرائيلية في حوارات مع صحفيين ومثقفين عرب كإحدى صور التطبيع الا انهم أي الاسرائيليون لم يتمكنوا حتى الآن «ولا ندري من سيفتح لهم الباب مستقبلاً» ليكونوا مراسلين للصحف العربية او كتّاباً لها ينقلون الأحداث ويكتبون وجهات النظر الاسرائيلية يغلفونها بورق «سلوفان عربي»، ولكي تتجاوز اسرائيل هذه المعضلة بالنسبة لمخابراتها فقد أوكلت المهمة للعملاء الفلسطينيين.. فمثلما يوجد عملاء يرشدون قتلة القادة الفلسطينيين ويخربون الأمن الوطني الفلسطيني، أوكل لفئة من العملاء امتهنت العمل الصحفي لتخريب الفكر، وتدمير الأمن الفكري الفلسطيني.. وبما أن اسرائيل تحاول التأثير على مراسلي وكالات الأنباء و المحطات الفضائية، فإنها وعن طريق العملاء الصحفيين تقدم الاخبار والأحداث والقصص الصحفية برؤية اسرائيلية.. ولكن بقلم فلسطيني، ولأن الصحف العربية تعتقد ان مراسلها في فلسطين، فلسطيني دماً وفكراً وانتماءً، فإنها تحتفي بتلك الاخبار والتحقيقات والآراء دون ان يساور الشك لمن ينشر الاخبار أنها طُبخت وصيغت في مكاتب الموساد الاسرائيلي، ولقد اكتشفت إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن ان مراسلتها في فلسطين المحتلة «ت س» والمقيمة في رام الله والتي تراسل صحيفة خليجية ايضا، كانت قد كشفت تفاصيل زيارة مسؤول عربي لإسرائيل لايمكن ان يعرف التفاصيل التي ذكرتها إلا من له مصدر وثيق ومطلع في مخابرات اسرائيل يريد ان يعرف العرب اصدقاء اسرائيل من «الكبار»..!!
قصة الصحفية التي أثارت ردوداً وتعليقات عديدة دفعت الصحيفة اللندنية الى الاتصال بزميلتهم في رام الله لمعرفة تفاصيل اكثر عن الواقعة.. فكانت الصدمة، ان المراسلة التي يُفترض ان تكون مقيمة بين اهلها في رام الله.. هاربة لدى «أبناء عمها» في تل ابيب هي وزوجها، ولما كانت الرسائل الصحفية تتم عن طريق «الجوال» فلم تكن الصحيفة تعرف ان الهاتف الثابت في البيت المهجور لم يستعمل منذ اربعة شهور.. أي منذ هروب الصحفية العميلة..
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved