أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
(الدور بين المسرح وواقع الحياة22)
فهد الحوشاني
وصلنا في المقال السابق الى هيئة الرجل الذي يقوم «بدور» الموظف في حالة كونه منافقاً فعندما يصل إلى طاولة المدير يبدأ رأسه بالانحناء وتبدأ ساقاه بالالتصاق ويحاول رسم ابتسامة ويبدأ ايضا «لزمة» مختلفة عن لزمات ادواره الاخرى مثل« حاضر طال عمرك، امرك ابشر..» واذا كانت شخصية المدير تتطلب منه ان يكون كبير الآذان أي سميعاً فان ذلك الموظف ربما قام بدور النمام اذا كان لديه الاستعداد فان هذا الدور غير الرئيسي المتداخل مع دوره كموظف له متطلبات خاصة لايتقنها المرءالا بعد تدريب شاق واستعداد نفسي على ان يكون لديه من الدناءه مقدار كاف يؤهله للقيام بهذا الدور ويجعل المدير مقتنعاً بقدراته!.
تلك هي اهم الادوار الا ان المرء في يومه وليلته يمر بعدة ادوار اخرى مثل دوره كابن وللرجل دوره كسائق لاسرته يقوم بايصالهم للاسواق والاقرباء وقصور الافراح وعند ايصالهم لقصور الافراح ربما يتطلب منه هذا الدور منه ان يقضي معظم وقته جالساً على كبوت السيارة أو يتحدث مع السائقين الهنود او الاندونيسيين ليقوم بتمضية الوقت المخصص لهذا الدور.. هذا وربما ينهي الاب علاقته بدور السائق عندما يقوم بتكليف «دوبلير» يقوم بتنفيذ هذا الدور بديلاً عنه حيث يقوم باستقدامه غالباً من شرق آسيا الا ان بعض الآباء تعجبهم لعبة«الدوبلير» فيقوم بإعطاء السائق عدة ادوار من ادواره اضافة الى دوره كسائق! وهناك ادوار كثيرة مثل دوره كأخ وكعم او خال أو نسيب الخ ولكل منها واجبات ومتطلبات وتلك الادوار سواء منها الثانوي او الرئيسي تقوم بإشباع عاطفي ونفسي لدى الشخص ومتى مانجح في اداء دوره يكون ذلك اضافة الى رصيده ومستواه الاجتماعي وبلاشك ان معظم تلك الادوار تقوم باستهلاك طاقة الانسان وحيويته نظراً لمتطلباتها الرسمية وواجباتها كما تقوم احياناً بالضغط على جهازه العصبي عند عجزه عن الوفاء بمتطلبات تلك الادوار وتكون ربما احد اسباب تلك الامراض النفسية والنفسية الجسمية التي بدأت تتكاثر هذه الايام نظراً لكثرة الادوار وتعقدها واحياناً تضادها وصعوبة اتقانها لأن بعضها ادوار«مركبة» يفشل في القيام بها الكثير من الناس.
وفي الجانب الآخر تكون هناك ادوار تجلب السعادة والراحة النفسية متى ما أحب الانسان دوره وكان حجم الدور يتوافق مع قدراته واستعداده الجسمي والنفسي، ان الانسان بلا دور اسري أو اجتماعي يؤديه يصبح كشخصية مسرحية مكتوبة على ورق لذلك فالانسان العاطل غير النافع لمجتمعه يمثل تلك الشخصية التي خطها الكاتب وبقيت حبيسة النص ملقاة على الرف.
لذلك فانه من الضروري آن يكون للانسان دور يقوم به في هذه الحياة ويبقى تنفيذه امانة يتحملها الشخص واتقان الانسان لادواره الاسرية والاجتماعية والوظيفية مطلب ديني ووطني واجتماعي.
وبمثل مايواجه الممثل على المسرح بالتحية من الجمهور عند نجاحه واتقانه لدوره المسرحي فإن الانسان ايضاً يواجه بالتقدير والاحترام متى ما أدى دوره الاسري او الوظيفي او الاجتماعي بالشكل الصحيح مما يؤدي الى سعادته في الدنيا والآخرة بمشيئة الله.
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved