أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

نوافذ
الخاتم
أميمة الخميس
تظل رواية «خاتم» للأديبة السعودية «رجاء عالم» الصادرة عن المركز الثقافي العربي عام (2001م)، رواية خاصة ومختلفة، ومصدر هذه الخصوصية والاختلاف يبرز من خلال مستويين الاول يتعلق بتجربة الاديبة نفسها التي اختارت فيه هيكلا فنيا للرواية يختلف نوعا ما عن تجاربها السابقة، ويبدو اكثر اقترابا من الحبكة الروائية المتماسكة الاحداث والشخوص والتسلسل الخاضع للتوالي الزمني، الذي يرصد لنا حياة الأبطال منذ الولادة في بيت العم نصيب الى النهاية المأساوية التي انتهوا اليها.
اما المستوى الآخر فهو النافذة الجذابة التي فتحتها رجاء عالم على فترة زمنية غامضة ودامسة في تاريخ «مكة المكرمة» وأهلها من خلال بلورة سحرية مجلوة بلغة رجاء عالم المغدقة.
والرواية تدور حول التاجر «نصيب» الذي يتاجر بالرقيق، ويقطن في منزل غرائبي فوق احد جبال مكة، والمنزل متعدد الطوابق، وبما انه بيت العجائب فلا بد ان طابقه الأخير يكون الرقم سبعة، حيث تقطن ابنته الصغرى «خاتم» التي اتت بعد ست أخوات وشوق كبير لصبي يخلد اسم الأب، بينما القبو قد افرد للرقيق ومن ضمنهم هلال، وسند «ابن نصيب بالرضاعة»، وهما من أبرز شخصيات الرواية.
وبنقش دقيق متقن يشبه المنمنمات الشرقية شقت الروائية الشرنقة التي كانت تطوق ذلك المكان الذي كان يصدر بشرا اسطوريين فقط..!! لتخبرنا حكايات وتفاصيل البشر الغارقين في صراعهم مع قدرهم واشكاليتهم الوجودية، خاتم التي نضت عنها رداء الاناث واقتحمت الكون متدرعة بملابس الذكور وتلمست لها العود والموسيقى كترياق تستعيد من خلاله روحها المسروقة، وسند الذي يختلط مع الاحجار الكريمة في حالة من الوجد والتبتل يستجلي لغاتها السرية المنبثقة عن وميضها، وهلال الذي اختار ان يصارع الكون الذي خضب بشرته بالاسود من خلال حالة عنف متفجرة، وسكينة ام خاتم ولوعة الرحم المعطوب المبتور الذي لا ينتج الا اناثا..!! وشخصيات اخرى مثل «زرياب والدانة» من كان يقع في خاطره وجودهما في ذلك المكان الذي كان مجللا دائما بالنورانية والقداسة..؟؟ حتى التقطتهما الرواية المنمنمة الدقيقة الصنع لتخبرنا بأن الطبيعة البشرية تتحدى جميع القداسات ليظل المصير البشري هو الحقيقة الوحيدة التي لا تندمل.
رواية الخاتم مشغولة ومنسوجة بدقة وعناية، ولكن الزخرف اللوني واللغوي كثير ومبهر، وكثير ما يختطف القارئ ويقطعه عن الارتباط الحميم والسري بينه وبين الاحداث والشخوص، فيفاجأ بأنه غارق في نوافير طيفية، مع قلم يحذق اللعبة ويتقن تفاصيله.. وتظل رواية رجاء عالم الخاتم رواية خاصة ومتميزة.
e.mail.omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved