أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

مقـالات

مركاز
(الصابونة)
حسين علي حسين
الذي نعرفه ان الصابونة وجدت لكي تزيل الأوساخ من البدن، لكن على المستوى العام فإن هذه الصابونة قد توحي بالعديد من الدلالات، ومن ذلك مارواه لي صديق يعمل في أحد المرافق، فقد تقدم لرئيسه بطلب خارج دوام يستعين بنقوده على مواجهة بعض الظروف التي يمر بها، وقد ضحك رئيسه في وجهه وقال له بطيب خاطر أبشر! روح للموظف فلان وستجد عنده ماتريد، وقد ذهب الموظف فرحاً مستبشراً إلى الموظف المختص، وعندما وقف أمامه رن جرس الهاتف، وكان على الطرف الآخر الرئيس يوجه ذلك الموظف، بصوت يشع بالسخرية قائلاً: اسمع! إذا جاك الموظف فلان يطلب خارج دوام.. اديله صابونة!، والصدفة البحتة هي التي جعلت هذا الموظف الغلبان، يسمع هذه الكلمات، ولم يكن يعرف الطريقة التي يتصرف بها، حتى قال له الموظف المختص: الحمد لله يا ابني سمعت بإذنك.. روح الله يسهل عليك!!
وهناك عبارة أخرى تعادل «اديله صابونة» وهي عبارة «إذا جاك فلان زحلقه» بمعنى اصرفه، أو اعتذر له، أو تخلص منه، وهذه العبارة لا تستقيم دائماً إلا إذا كان هناك طالب ومطلوب وهو الرئيس، ومنفذ لتعليمات وتوجيهات المطلوب (الرئيس) ولأن هذا الرئيس يريد ان تظل صورته لامعة ونظيفة، أمام موظفيه، فانه يلجأ إلى تصدير شخص آخر يقال له في الحجاز «منديل الزفر» والزفر بطبيعة الحال هو الرئيس الذي يكذب ويكذب ويتحمل من تحته نتيجة كذبه، حتى وجدت شريحة مكروهة من الموظفين في المراكز الوسطى، وسِموا بالتعقيد والروتين وعرقلة الانتاج، ولا أحد يعلم ان هؤلاء هم مجرد صدى أو منفذ لتعليمات الرئيس، الذي لايريد مواجهة المراجعين أو الموظفين، بما يريدونه منه، فيحولهم لمن لديه القدرة، طائعاً أو مجبراً، على الرفض، أو رفض ماكان مجاباً من الرئيس!وهناك رؤساء إدارات عندما يقدم لهم طلب بترقية أو علاوة أو تخليص مصلحة، يشرحون على المعاملة بكثير من الإيجابية، التي تدخل الأمل والفرحة مع صاحب المعاملة، لكنه حالما يخرج باتجاه من ينفذ شرح المدير، يجد التوجيهات الهاتفية قد سبقته على عجل، وهي غالبا ضد المكتوب، وغالبا ماتهدف إلى الزحلقة أو اديله صابونة! وبعض هؤلاء لسبب خفي لا يلجأون للهاتف أو التعليمات المباشرة، لكن التوقيع هو الفيصل، فهناك توقيع صحيح وتوقيع يؤدي إلى «الزحلقة أو الصابونة» إننا الآن في عصر الشفافة، ومع ذلك مازال هناك من يزحلقون خلق الله بنثر رذاذ الصابون في طرقهم والمحظوظ هو الذي يجد أمامه رئيساً أو مديراً لم يصل إليه خبر الصابونة وقانا الله عواقب زحلقتها!!
للتواصل:
فاكس 4533173


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved