أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

لافتة
الراقص القصصي والطبال
عبدالحفيظ الشمري
«الراقصة والطبال» عنوان قصة طويلة تحولت إلى فيلم شهير الا أنها ظلت قصة يستعيد أي قارئ ومشاهد تفاصيلها بين فينة وأخرى، الا أن ما جعلني استعيدها هو مسرحية هزلية لكاتب هزيل يظن أن الإبداع والأدب والشهرة لا تأتي إلا بهذه الطريقة التي توحي بقزميته كلما حاول أن يكون مع «الكبار» حسب قوله.
القاص الراقص ينتحل شخصية «فيفي عبده» ليمارس قراءاته السردية الركيكة بصحبة طبال نقدي متهالك يأخذه معه لكل أمسية معدة بترتيب خاص أعني «بواسطة» فلان.. وعلان.. فمشروع الناقد الخاص ربما يحقق له بعض المشاعر الزائفة التي تغدق من أسنها، وسخامها الشيء الكثير.
القاص الخالي من كل المواهب إلا موهبة حمل «الناقد الطبال» معه في كل جلسة ليشيد بمواهبه، وجزالة معانيه، وقوة ضعفه التي لا تكشف في هذا الزمن الرخيص.. وحدها الليالي والأيام هي التي ستعري هذا «البكش» الابداعي وتفضح ضحالته وخواءه لأن الأمر في مشهدنا الثقافي والأدبي بلا أساتذة أقوياء، وتلاميذ نجباء.
أذكر أن أمر الطبال النقدي قد توارى قبل أعوام عندما غادر النقد المستورد إلى غير رجعة.. لكن هذا اللون القصصي المتهالك يحاول العودة من جديد على يد بعض الموهومين والمرضى بداء الشهرة، والتألق والبحث عن مكانة آمنة عن أماكنهم التي خرجوا منها.
النشاط المنبري أصبح ومنذ أعوام أسيراً لهذه التيارات المتباينة والتي تديرها شخصيات متقزمة لا تستحي أن تفعل مثل هذا الأمر.. بل إن الأدهى من ذلك فضيحة الكتابات النقدية المشيدة فقط به وبرواياته البائسة على لسان ابن خالته وابن عمته في بعض الصحف والمجلات التي أخذ يغزوها بالحيلة، والتقرب والواسطة ولا سيما أن المادة المعدة عنه معلبة وجاهزة للتقديم.
أذكر أن ضابطاً شاعراً قد أرسل لنا ديوانه مع رجل يشبه أخانا طبال القاص المتهالك.. فما كان من «الرجل المرْسَل» من قبل شاعرنا الا أن انهال بالمديح والاشادة بقدرات هذا الشاعر يطلب منا في آخر ديباجة حديثه أن نجري حواراً معه، أو نرتب له أمسية شعرية على طريقة قاصنا «الخالي» فما كان منا «نحن أهل اللجنة الثقافية» الا أن استجوبناه على طريقته ليوجز لنا القول: هو قال لي هكذا.. وإن أردتم زيارته فهو ينتظركم في القسم بعد الظهر..
لا أدري.. ولا أملك الاجابة المقنعة عن حال هذه الثقافة التي أصابها الدوار والترنح حتى أصبحت كسيحة لا تستطيع مجاراة هذا الرقص الابداعي والتطبيل المدوي من دف أخرق في كل أمسية هنا وهناك..

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved