أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

مع استهلال العام الدراسي
مشاهد حيّة في مسرح النشاط المدرسي
في البدء أحسبني محقاً حينما أعتقد بأن النشاط المدرسي واجهة مضيئة ومرآة صافية تنعكس عليها قدرات الطالب وتتجلى مهاراته.. بل إنه ميدان رحب يسهم في بناء شخصية الجيل وغرس قيمه وتنمية خبراته..
النشاط المدرسي هو المساحة المزروعة بالعطاء يتنفس الطالب في فضائها بعيداً عن صخب الحصص وضغط المناهج وروتين البرنامج المدرسي الرتيب والمعتاد.. أجزم أن المناشط المدرسية قناة تربوية فاعلة تمنح الطالب ألواناً من السلوك المشرف.
وحينما نتفق بأن تلك المناشط ضرورة تربوية ومطلب معرفي ونبض مسافر في أعماق النشء فإنه ليس ثمة حرج في تلمس هموم هذا القطاع الوزاري الهام الذي بات هاجساً جميلاً يلامس أذهان القائمين بالتربية والتعليم..
عفواً.. اعذروني حينما أستحث الخطى وأمعن في قراءة الأبعاد موغلاً في ثنايا تلك البرامج وتقويم شيء من فعاليات النشاط .. متحرياً «المصلحة التعليمية» إذ إن المجاملة لا مكان لها في «ربوع التربية».. فتلك المشاهد حرصت على أن تكون حية.. ناطقة.. ومصورة فهلا منحتموني شيئاً من الانصات:
المشهد الأول:
تحية من الأعماق لمدير التعليم بمنطقة القصيم الأستاذ صالح بن عبدالله التويجري الذي فتح المجال وأشرع أبواب النشاط ووقف مع رواده ليقوموا بدورهم المنشود.. أجدني أقف وقفة تقدير كرائد نشاط لهذا الدعم المعتاد من أبي أحمد وفقه الله الذي أعطى الضوء الأخضر لقوافل النشاط ومنحها بوابة العبور.
المشهد الثاني:
جميل أن يتم «تفعيل» الأنشطة في المجتمع المدرسي لتسهم في اثراء فكر الطالب وتشكيل شخصيته غير أن «التركيز» و«التقنين» و«التوازن» عناصر مطلوبة في التعامل مع برامج النشاط الذي قد يستحيل إلى دائرة فراغ ومساحة ضائعة منفلتة من السياق المدرسي لتغدو وقتاً مستقطعاً لتمرير الوقت.. لا أكثر.. لذا لا بد من اختزال حشود البرامج وركام التعاميم وأكوام النشرات حتى لا يظل رائد النشاط في لهاث دائم خلف فلول الأوراق.. وتحت هاجس «التعبئة»!!
وحقيقة كم هو جميل أن يذيب حماس رائد النشاط هذا الصقيع الذي يبدو في خطى فئة من المعلمين اعتادوا التذمر والشكوى من كل صفحة يطلب منهم قراءتها في سجل النشاط.. ولا سيما أصحاب الأنصبة القليلة..
المشهد الثالث:
متى يتم منح «رواد النشاط» خصوصية مدرسية واستقلالية إدارية من خلال إعطائهم «حركة نقل» خاصة بهم أسوة بغيرهم ليتنقل رواد النشاط بين المدارس من خلال «هوية» النشاط.. فالحركة اعتراف بالمجال.
المشهد الرابع:
«يعطى النشاط للمعلم الأقل نصاباً من الحصص» ما أسوأ هذا المعيار الذي يلغي عنصر الكفاءة والمقدرة.. وبخاصة أن وزارة المعارف تبذل جهوداً ملموسة لإعداد رائد النشاط الفاعل ولكن ربما خذله النصاب!! ليظل النشاط مرتحلاً بين عدة معلمين!!
المشهد الخامس:
بالتأكيد ليس من الملائم أن يتجلى النشاط كلون من ألوان الترف ومنزع جمالي من خلال لوحات وصحف ومجلات تملأ ميدان المدرسة بعيداً عن قيم تربوية وحاجات نفسية تلبيها برامج النشاط للطلاب..
المشهد السادس:
حقاً ينالك العجب من تعاميم النشاط المتواصلة وبرامجه الزاحفة ليصبح مجرد ممارسة كتابية تحمل مضامين مثالية يصعب تطبيقها في الاطار المدرسي لتظل حاضرة في «الملفات المسترخية» ركض على ظهور الورق فقط.. وتقارير لبرامج «لم تنفذ» ليقدمها «رائد النشاط» كتتويج حافل في ختام العام الدراسي!!
المشهد السابع:
مؤلم أن يجد رائد النشاط نفسه على ضفاف الخذلان وعدم تعاون الزملاء في المدرسة وكأنه «يستجدي» مشاركتهم.. الفهم الخاطئ لدى بعض المعلمين أن رائد النشاط هو «المكلف» بكل شيء يتصل بالنشاط دون أن يدركوا أنه مطالب بوضع الخطط وتنظيم الأعمال وتوزيع المسؤوليات والاشراف على البرامج.. أعتقد أن «سلبية» فئة من المعلمين جعلت كثيراً من المتحمسين يحجمون عن «ريادة النشاط» وخصوصاً أن بعض مديري المدارس لا يميزون بين من يعمل ويبذل في النشاط ومن لا يعمل كتخفيض حصة أو اثنتين واعطاء الحصص الأخيرة للمتكاسل وأيضاً اعفاء الباذلين من حصص الانتظار.. وتكتمل «المهزلة» حينما تطالع درجة تقويم الأداء الوظيفي الباذل «100 درجة» والخامل «98».. عفواً ممنوع الاندهاش.. في مجتمع مديري «الغفلة»!! أحسبهم قلة ولله الحمد..
المشهد الثامن:
هو مشهد خارج النص.. فالذي أعرفه أن الوزارة خصصت نسبة كبيرة «40%» من دخل المقاصف المدرسية للانفاق على برامج النشاط.. إلا أن بعض مديري المدارس يتهربون من تطبيق هذا المبدأ.. وقد يهدرون ريع المقصف في شراء أثاث لمكتب المدير أو ستائر لغرفة الوكيل!!
ليت وزارة المعارف تعالج هذه النقطة بالتحقق من «ميزانية المقاصف» ومخاطبة إدارات التعليم لمتابعة مديري المدارس ووضع «أوراق وكشوف مستقلة» يوقع فيها رواد النشاط بالاستلام.. حتى لا يصاب رواد النشاط بالاحباط.. عذراً على تلك المكاشفة لكنني أتحدث من عمق الميدان ملامساً أذهان رواد النشاط وقارئاً هواجسهم وآمالهم في تأمين مورد مالي يدعم أعمال النشاط.
المشهد التاسع:
«التجديد» «الابتكار» «الحماس» «الواقعية» «الدعم»: مفردات هامة في منظومة النشاط.. ثم ان «تفريغ» رواد النشاط حل ناجح لتفعيل برامجه.. وفي الصف الأول الثانوي المزدحم بالمقررات المدرسية يفرغ رائد النشاط عندما تبلغ فصول هذا الصف ستة.. ووضع للنشاط «حصتان» لهذا الصف سميتا ب«المجالات»..
أجد أن حصة واحدة كافية لتنفيذ أي برنامج.. فالحصة الثانية أصبحت كحصة انتظار.
المشهد العاشر: «خاص لوزارة المعارف»:
اتجاه صائب أن تقوم وزارة المعارف بوضع «دورة فصلية لرواد النشاط» في بعض الجامعات أو كليات المعلمين.. لكنني دهشت لوجود أسماء بعض المشرفين التربويين في قائمة المرشحين!! أليس الأولى أن تعطى تلك الدورات الهامة لرواد النشاط العاملين في المدارس لا «المكاتب»!! وحقيقة مؤلم أن تتم مزاحمة أهل النشاط الواقفين على ساحاته من قبل «مكاتب الاشراف التربوي» فلماذا لا يتم انصاف رواد النشاط أسوة بمديري المدارس ووكلائها وبالمرشدين الذين يتمتعون بدورات فصلية دون مضايقة أحد؟ تساؤل مشوب بالدهشة موجه للوزارة.. ويمكن استبدال مسمى الدورة إلى «دورة النشاط للمشرفين التربويين»!!
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة رائد نشاط ثانوي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved