أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

عزيزتـي الجزيرة

في رحلة مكوكية عبر عزيزتنا:
فقط إلى أزواج المعلمات الأفاضل!
ونحن على أولى عتبات عام دراسي جديد يحمل بين دفتيه ما يعلمه الرحمن فقط من فرح وترح، يخالج النفس الكثير من الأماني والرغبات الجامحة في إقامة صرح من الأحلام شامخ وخصوصاً لتلك «المضطهدة» في مجتمع «مادي» لا يرحم من تملك القليل فكيف بمن «ينتظر» العالم المحيط الخامس والعشرين من كل شهر لتبدأ رحلة مأساوية لكل معلمة؟!
قبل ان أخوض غمار رحلة الحرف مع معاناة المعلمات أود أن ألفت نظر القارئ الى نقطتين توضحان الصورة وتزيلان تصور «التحامل» عن تخصيصي مقالي هذا لأزواج المعلمات وان كنت أعلم ان هذا المقال سيثير حفيظة الكثير وخصوصاً من أولئك لأزواج فأولى النقطتين:
1 تخصيصي المقال «دفاعاً» عن المعلمات دون غيرهن من الموظفات لأن نسبة عالية بل وعالية جداً من العنصر النسائي يعملن في هذا القطاع وليس هذا تقليلاً من شأن الاخريات ولكن غيرهن ينتسبن لاجهزة أخرى تسعى جاهدة بقدر الإمكان لتلبية احتياجاتها وتفهم أوضاعها التي تعترضها بين الفينة والأخرى دون الرجوع للصحافة.
2 اقتصاري في «العنوان» على الازواج دون الآخرين لأسباب كثيرة وان كان غير الأزواج يلسع فؤاد المعلمة بتجريح ولوم وتقريع أيضاً ولكني أركز على السبب الرئيسي وهو ان الزوج او الزواج هو المطاف الأخير للمرأة، فراحة المرأة العاملة وغير العاملة يملكها ويقدمها للمرأة بعد الله زوجها وبالتالي فهو من سيُخصص بالنداء وان كان من حولها سيشارك محباً في تلبية النداء فضلاً عن ان مجتمعنا وللأسف أصبح في عصر المادة يبحث عن الموظفة وخصوصاً المعلمة لأنها «صرَّاف» طوال العام حتى في الإجازات.
ومن هنا ننطلق في رحلة «مكوكية» مأساوية الحال «فكل» معلمة حتى وان ظهرت او تظاهرت لمن حولها بأنها في غاية الراحة والسعادة مع أهلها وزوجها او حتى مع أهل زوجها خصوصاً إذا كانت «حمولة» فهم يقفون جنباً الى جنب مع الضغوط ليصبوا الزيت او بالأصح «البنزين» كي ينمو الصراع فيما بينهم وبين المعلمة وزوجها وهذا الغالب فتدخلاتهم تذيقها الهوان وتمنعها من الراحة والإنتاج وتقديم ما تستطيع تقديمه حتى وان كانت شعلة من نشاط او قدرة هائلة من التميز فإن توهجها ينضب الى ان يتلاشى وانا حين اتحدث عن أهل الزوج فإني لا أقصد الاحباط او الحصار النفسي الشديد الذي تعانيه «وستعانيه» المعلمة عليهم بل ان الحصار والتضييق شاملان لكل شيء يمتُّ لحياة المعلمة بصلة فضغوط المدرسة من طالبات وإدارة و«مناهج» واشراف تربوي والزميلات أنفسهن لوحدها تصيب القلب المسرور بالكدر و«ضيق الشرايين» علاوة على هذا مجتمعها المحيط من الزوج نفسه ومن أهله ومن أهلها هي ومن التزاماتها المختلفة تجعل القلب المعافى في عداد الأموات قهراً رغم انه ينبض «بالهم» لا بالحياة الخيالية التي منيت بها قبل ارتداء «المريول»!.
فانت أيها الزوج ان لم تكن مع زوجتك كزوجة قبل ان تكون «بنكاً متحركاً» عفواً معلمة فمن يا ترى سيكون معها في رحلة المعاناة ومن سيداوي جراحها «اليومية»؟! ومن سيخفف عنها ضغوط العمل وهموم الملل؟!
فقط أنت ولا أحد سواك حتى وان كان لها مجتمع يُقدرها ان كان هناك من يقدر وحدك فقط من يملك راحة زوجته.. من يُقدم لها التخفيف في كونها زوجتك «راحتك» قبل أن تكون أي شيء آخر..
زوج المعلمة الفاضل!
أنت ترى مدى التعب الذي تعانيه الزوجة والضغط الذي يثقل كاهلها «منك» أولاً ومن كل من له صلة بها مباشرة أو غير مباشرة فلا تكن أنت والزمن ضدها.. حاول ان تكون ملاذ احزانها.. أذناً صاغية لهمومها ولا تغتر باولئك الذين يملؤون قلبك عليها وتأكد ان اولئك هم «خواتم» في أصابع زوجاتهم ولكن للأسف لا يرون عيوبهم بل يرون عيوب غيرهم أمثالك وكأنهم «إمعات» بل هم كذلك..
أنت أيها الزوج من يقف في صف زوجته ضد تعنّت الفكر الذي يحاصر زوجتك ويجبرها بالتزامات هي في غنى عنها فما فيها من مآسٍ «تعليمية» تكفيها، وما فيها من حزن على ما يعانيه قلبها المجهد يكفيها، وما فيها من جراح يومية يكفيها، فكن لها عوناً بعد الله ولا تكن كذاك الذي ألزم زوجته بما لا تطيق، فأخذ مرتبها وألبسها ثوب الذل والهوان ثم تزوج عليها من مالها او كذاك الذي يسل نفسه من المسؤوليات ويحمل الزوجة ما لا طاقة لها به، فتصرف على البيت «وعليه» ولربما كان على أهله وأهلها، او كذاك الذي يستغل مرتب زوجته ليشتري سيارة او بيتاً يكون باسمه ولربما سكّن فيه غيرها وقد تكون هي من قام بتأثيثه او، او..
النماذج كثيرة ولكن اتق الله وتذكر ان للظلم عاقبة ولربما ابتلاك الله في صحتك او مالك او حتى في زواجك الجديد.. اتق الله.. اتق دعوة المظلوم فإنها منصورة ولو بعد حين..
أنت أيها الزوج الفاضل حاول بقدر الإمكان تحمل المسؤولية معها فلا تترك كل صغيرة وكبيرة عليها من تربية وانفاق والتزامات حتى «إعانات الزواج والسكن» لأقاربك أصبحت عليها فأين الرجولة؟! أين القوامة؟! أم أننا في زمن تبدلت فيه القيم تبدلت معه الحقائق ولبست ثوب التزييف؟!.
أنت رجل ملزم بالانفاق عليها فكيف بالأبناء والالتزامات الأخرى الملزم بها إلا إذا كنت ترضى ان تتقمص دور المرأة وتتجرد وتتنازل عن رجولتك فهذا أمر آخر والأمر بعدها لك!
في جعبتي الكثير كي أقدمه على صفحات «عزيزتنا» عبر هذه الرحلة ولكن حتى لا أكون ضيفاً ثقيلاً مع أنني كذلك فضلت قطع رحلتي متمنية ان «يقطع» العالم حديث الكدر وتضييق الحصار على المعلمة وقليلاً من التقدير أيها الأزواج الأفاضل!
عزيزة القعيضب

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved