أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

تحقيقات

لإصدار الفتاوى في شؤون المرأة الدينية والاجتماعية وفقا لخصوصيتها ومنعاً لإحراجها أمام الرجال:
النساء يبحثن عن المفتية الشرعية المتخصصة
لماذا غابت العالمات الشرعيات في عصرنا الحاضر مع أن صدر الإسلام كان زاخراً بالمتخصصات في العلوم الشرعية؟
* تحقيق : روضة الجيزاني
العديد من المجالات، ونهلت من العلم الكثير أن يأتي يوم وتصبح فيه مفتية شرعية، وهل علمها المستفيض في هذا المجال يؤهلها ان تصل الى هذه المكانة وتنجح في مجال الافتاء لاسيما وان تاريخنا الاسلامي مليء بالنساء العالمات. حيث اشتهرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بكثرة مروياتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما جعل كثيرا من الصحابة يرجعون اليها وينقلون عنها.. روى سعيد بن سلمان عن هشام عن أبيه قال (ما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية نزلت ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر من عائشة).
وقال عطاء بن أبي رباح: (كانت عائشة افقه الناس وأحسن الناس رأيا في العامة) وقبل ان ندخل الى تفاصيل هذه القضية نود الاشارة الى ان هناك العديد من النساء ابدين موافقتهن للفكرة، كما ان في المقابل كانت هناك بعض الآراء التي عارضت بحجة ان المرأة قد تتعامل مع عاطفتها الأمر الذي قد يدفع بها الى الخطأ.
تساؤلات عدة نطرحها على العديد من الاساتذة المتخصصين:
في البداية نطرح سؤالاً مهماً.. ما هي اسباب فقدان العالمات الشرعيات في هذا العصر مع ان صدر الاسلام كان زاخرا بالمتخصصات في العلوم الشرعية..؟
يقول الدكتور بكر زكي عوض استاذ الثقافة الاسلامية بكلية الشريعة بجامعة الامام: اقام الله الكون على اسباب ومسببات، وله في الحياة سنة هي الاصل في حركة الحياة واذا شاء الله خرْق السنة أو تعطيلها فعل ذلك، وليس ذلك قاعدة بل استثناء كما في كون النار بردا وسلاما على ابراهيم وشق البحر بعصى موسى.. إلخ.
* هل من الممكن بعد ان نجحت المرأة في المرأة مثل الرجل في تحصيل العلم
والعلم له سنة من اجل التحصيل، ولابد من توفر وسائل التحصيل. فاذا توفرت الوسائل، ولم تتبع السنة فلم يتم تحصيل العلم المنشود، والمرأة مثل الرجل في توفر وسائل تحصيل العلم قال الله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) والخطاب عام وتخصيصه بدون تخصص باطل بالنقل والعقل.
أدوات التحصيل قاصرة على الرجال
ويضيف الدكتور بكر: ان عدم ورود نص يجعل ادوات التحصيل قاصرة على الرجال اما العقل فواضح للعيان ولا يفتقر الى برهان. فللمرأة آلات السمع والبصر والسمع والوعي مثل الرجل، ولما صيغ الأمر بالتفكر والسر والنظر والاعتبار والتدبر والإرادة. وقد وردت في القرآن والسنة بصيغة العموم.
* ولكن ما هي أسباب المشكلة؟
ان عدم اتباع السنة الإلهية في طلب العلم هو الذي ادى الى فقدان وجود عالمات شرعيات في العصر الحديث، مرجع عدم الاتباع يرجع الى سببين التقاليد الاجتماعية لا الشرعية الاسلامية، والنكبات التي أصابت المسلمين من جراء الاستعمار في العصر الحاضر، ويمكن إيضاح هذين السببين بايجاز.
التقاليد الاجتماعية: ولها من مظاهر شتى نذكر منها: ان اكثر الدول الاسلامية في القرون الخمس الماضية نظرت الى المرأة نظرة الجاهلية الاولى فهي عورة ليس لها ان تخرج او تتكلم او تبرح البيت وسترها فرض وقبرها صهر وفي المثل (نعم الصهر القبر) فحيل بينها وبين الصلاة في المسجد. ومنعت من طلب العلم وبخاصة الذهاب الى المؤسسات التعليمية ولم تكن الوسائل الحديثة للمعرفة لطلب العلم والعلم لا يسعى الى احد وإنما يسعى اليه طالبوه ولا يعطب العلم بعضه الا من توجه اليه وفي الحكمة العلم لن يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك.
كما يرجع السبب ايضا الى ندرة البيوت التي فيها علماء. بكل ما تحتمل الكلمة من معنى ولا تخلو البيوت التي بها علماء من أمرين في العصر الحديث.
الامر الأول: عزوف هؤلاء عن الزواج وتفرغهم للعلم وصبرهم على البلاء، ومن يقرأ كتاب (العلماء العزاب) يدرك هذا. الامر الثاني:
السير في فلك المجتمع وثقافته السائبة، فالعلماء لا يتحررون من التقاليد الاجتماعية السائدة وان خالفت في بعض الاحيان نصوصاً شرعية مثل تيسير المهر، حق رؤية المخطوبين، عدم حرمة صوت المرأة الا بشروط معينة، العصبية في الزواج، المظاهر الاجتماعية، وبالتالي لم نر من بنات اهل العلم من أصبحت من علماء الشريعة وان حصلت على بعض الشهادات العالية.
تخصصات أخرى
واضاف د. بكر زكي كلنا يعلم ان اول مصدر للعلم هو البيت ونجاحه.
اذا كان الوالدان او احدهما من أهل العلم الديني وهذا ما كان عليه السلف الصالح، ايضا كفاية الرجال في هذا الامر. وتعذر تحصيله للنساء.
ومن ناحية اخرى طلب العلم الشرعي كان يتطلب الهجرة الى بلدان اخرى في القرون السالفة. وكان امرا متعذرا على الرجال فضلا عن النساء، كما ان بعض المسلمين قد اعتادوا هبة الولد للقرآن او لخدمة العلم.
العلم الشرعي سبيل لطلب الرزق للرجل
ويقول الدكتور بكر ايضا: ان العلم الشرعي كان ولازال سبيلا لطلب الرزق بالنسبة للرجال، ولم نسمع عن ذلك بالنسبة للنساء، وبخاصة انه لا يؤذن بخطبة الجمعة ولا امامة الجماعة للنساء، ولا قراءة القرآن بصوت عال بحضرة الرجال، كما انه كان متعذرا عليها في القرن التاسع عشر والعشرين القاء المحاضرات وعقد الندوات وقد كفاها الرجل ذلك.
فقدان القدوة وانتقاء الرغبة في المحاكاة ونجاحه اذ لم توجد على الساحة من تحتذي بها في مجال الدعوة، وان وجد من يحتذى بها في مجال السياسة والاقتصاد والصحافة.. إلخ.
كما يرجع السبب ايضا الى النكبات الاستعمارية لبلاد الاسلام في القرون الاخيرة حيث فرضت التخلف في كافة ميادين الحياة على بلاد المسلمين، وحين اذن ان تبنى الحركة العلمية في العالم الاسلامي، تبناها على أسس تخدم غايته، وتحقق رجاه، فوضعت المناهج التعليمية على يد مستشاريين غربيين وخلت في مجملها من التوجه الديني، بل عدلت المناهج الشرعية في بعض جامعات العالم الاسلامي ليخرج منها أناس لا هم متخصصين في الشريعة ولا هم علماء في الطبيعة، حين خرجت المرأة لطلب العلم في القرن العشرين وجدت الواقع يقدم المتخصص في العلوم المدنية او التطبيقية على المتخصص في العلوم الشرعية فضلا عن متطلبات العلوم الشرعية واللازمة في فترة الطفولة، كحفظ القرآن كله وحفظ بعض الشؤون الخاصة بعلم التوحيد والفقه والتجويد والنحو والمنطق وأنى لها بذلك.
وتابع الدكتور بكر حديثه فيقول: لقد حرصت المرأة على تعلم السياسة والطب والصيدلة ولم تطلب للعلم الشرعي الا مكرهة تحت وطأة المجموع والتنسيق والفرص المتاحة في الجامعة، والعلم الشرعي لا يأتي بتحصيله في الكبر لان أسسه أو عمده لا بد ان تغرس في الصغر فإذا انتهت فترة الطفولة دون غرس اسس العلم الشرعي فإن محاولة البناء ستكون على خواء. فحفظ القرآن في الطفولة فضلا عن آلاف الاحاديث الصحيحة، كل ذلك لابد ان ينقش في فترة الطفولة وتعذر في فترة الشيخوخة، وهذا ما جعل الرجال يعجزون في هذا الزمن عن الرقي الى درجة عالم بالشريعة الاسلامية، وانما متخصص في علم من علوم الشريعة وقد يجهل ما سواه من العلوم الا ما رحم ربي.
ويختم الدكتور زكي حديثه بشيء من الامل قائلا: ان ما ذكرته لا يعني ان الامل بالغد غير موجود فدور تحفيظ القرآن وحلقات التحفيظ تفتح الامل في غد مشرق وبخاصة اننا نرى الآن فتيات يحفظن القرآن كله حفظا جيدا.
القضاء لا تتولاه امرأة
* وعن رأي الدين في تولي المرأة الإفتاء يقول الدكتور عبدالرحمن الزنيدي من كلية الشريعة:
اشتهرت في تاريخ الإسلام عالمات تتلمذ عليهن علماء يذكروتهن في مشيختهم وأنهم تلقوا منهن. لكن بلا ريب فإن النساء لسن كالرجال في مجال العلم الشرعي ولا قريباً منهم لا في العدد ولا في الآثار الباقية بعدهن وربما كان من أسباب ذلك أن المرأة لا تتولى القضاء حسب قول الجمهور والقضاء هدف مرتبط بطلب العلم الشرعي.
* ولكن هل يجوز للمرأة أن تكون مفتية من الناحية الشرعية..؟
لم يكن هناك خلاف بين العلماء في جواز أن تكون المرأة مفتية إذا تمكنت من العلم الشرعي ولهذا احتج الامام الطبري رحمه الله على جواز قضاء المرأة بالاتفاق على جواز إفتائها.
* ونعود إلى صدر السؤال ما الأسباب التي أدت إلى عدم وجود عالمات شرعيات وخصوصاً ونحن نعيش نهضة شاملة؟
ويقول عن ذلك د. عبدالرحمن الزنيدي فيما يتعلق بعدم بروز عالمات شرعيات في مجتمعنا وفي ظل هذه النهضة الواسعة التي برز فيها أساطين من العلم الشرعي من الرجال فإن السبب اجتماعي فيما أتصور وهو نفس السبب التاريخي المذكور. لأن إنشاء كليات الشريعة كان الهدف منه بالدرجة الأولى سد حاجة القضاء، والتدريس.
أما القضاء فلا تتولاه امرأة، وأما التدريس فإن كليات التربية الاسلامية تتولى تخريج مدرسات للمواد الشرعية. لكن أقسام التربية الاسلامية لا تؤهل الخريجة لمقام الافتاء بلا ريب. كان هذا سابقاً أما الآن. ومنذ منتصف العقد الأول من تاريخ قرننا الخامس عشر الهجري. فقد فتحت جامعة الامام في مركز دراسة الطالبات التابع لها قسماً لتدريس العلوم الشرعية. وقد تخرجت منه افواج كثيرة وبدأت بعض خريجات الدفعات الأولى تنهي رسائل الدكتوراه في الشريعة الاسلامية مما يعني تأهلهن في العلم الشرعي باعلى درجاته، ومع ذلك فهناك طالبات علم شرعي لهن وجودهن في الدعوة والتثقيف وحل المشكلات الاسرية ولكنهن لادراكهن خطورة الفتوى فإنهن يتورعن عن الافتاء الذي يحتاج إلى اجتهاد فيحلن من يسألهن إلى المشايخ. أو يسألن لهن هؤلاء المشايخ. أما الأحكام التي فيها مجرد النقل فهن يرشدن السائلات فيها مباشرة.
* ولكن هل التخصص ضروري لمن ستتصدى للافتاء؟
نعم بكل تأكيد، فالعلم الشرعي تخصص والمنطق السليم أن يُرجع لأهل التخصص وأن لا يخبط غير المتخصص فيما لا علم عنده به سواء كان عامياً أو عالماً لكن في تخصص آخر. فكما أن قضايا الطب ينبغي أن يرجع فيها للأطباء وكذلك الهندسة وغيرهما. وكذلك علم الحلال والحرام، وهل بُلبل الناس وضيعت الشريعة من قبل أناس وحولت إلى انحلال من آخرين إلا بتعدي من لا ناقة له ولا جمل في علم الشريعة على حماه بحسن النية في كثير من الاحيان. إذن لابد مع التخصص من الروح العلمية الشرعية.
إذا امتلكت المرأة هذه الروح فلها حرية الافتاء
ويشير الدكتور عبدالرحمن إلى نقطة هامة إذا ما توفرت في المرأة المفتية فإن لها حرية الإفتاء:
أولاً: ملازمة العلم الشرعي ليصبح هم الشخص رجلاً أو امرأة قراءة كتبه. ومجالسة أهله، ومعرفة مناهج العلماء في الاستنباط والاستدلال.
ثانياً: استيعاب الواقع الاجتماعي الذي تفتي فيه لان الحكم على شيء فرع عن تصوره.
ثالثاً: الورع والتقوى اللذان يجعلانها حذرة من القول على الله بغير علم مقدمة لمرادات الله على رغباتها ورأيها لأنه قد يوجد من يتوفر فيهم العلم الشرعي لكن الله يضلهم على علم بسبب فساد في دواخلهم فلا يتورعون عن تسخير شرع الله لآرائهم . واذا امتلكت المرأة هذه الروح والتخصص المؤهل فإنها حرية بأن تتصدى للافتاء. وبان تنافس الآخرين باجتهادها كالرجال سواء.
نساء تميزن بالفتيا
* ويوضح الدكتور احمد عبدالله الحسيني استاذ الثقافة الاسلامية من جامعة الامام الاسباب التي تحول بين المرأة والافتاء.. يقول في البداية ان خطاب الشارع الحكيم شامل للرجل والمرأة ما لم يرد نص يخصص احد الطرفين دون الآخر مثل قول الله تعالى:
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) إن النص يأتي أحياناً شاملاً لكليهما في مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وهذا هو الذي حصل في تطبيقات الصدر الاول للاسلام في مثل فقه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي برزت كالرجال في كثير من امور الدين، وهناك غيرها من الصحابيات وغيرهن من الفقيهات اللائي تميزن بالفتيا حتى وان لم يصلن الى مستوى عائشة رضي الله عنها.
أما الامر في هذا العصر فلقد اختلف اختلافا كثيرا بالنسبة لموضوع المرأة الفقيهة، حتى وان وجد في مجتمعنا ولله الحمد الكثير من الداعيات الشهيرات اللاتي لا يصلن إلى مستوى الدعاة الرجال. ولكن مع ذلك يؤدين وظيفة مهمة في خدمة القضايا النسائية فكيف بموضوع الفقه..؟ لا شك أنه أعمق مما جعل بروز المرأة فيه ضعيفاً ومحدوداً.
* ولكن ما الأسباب وراء ذلك؟
إن السبب يعود والله أعلم إلى عدة أمور أهمها:
الكثرة الوافرة بين الفقهاء الرجال الذين يؤدون مهمة الفتيا.
تهيئة وسائل الاتصال بالرجال المفتين وسهولتها دون المرأة.
عدم تهيئة المرأة لهذه المهمة التهيئة الشرعية والنفسية.
وجود ابواب في الفقه قد تواجه المرأة فيها صعوبة ووجود ابواب فقهية تمنع المرأة ممارستها كأبواب الجهاد والقضاء.
* وما النصيحة التي تقدمها للمرأة لتقوم بهذا العمل مستقبلاً؟
يقول د. الحسيني الذي اقترحه هو أن تقوم المرأة بالاهتمام بالفقه وتهيئة نفسها للفتوى، ولكن في محيط النساء، ولا سيما في الابواب التي تخص المرأة كابواب الحيض والحمل والنفاس احتساباً للاجر وخدمة المجتمع ولاسيما ابواب قد تخجل المرأة من عرضها على الرجال بينما عرضها على من هي من بنات جنسها يجعل المرأة جريئة في الطرح والأخذ والرد.
منعاً للحرج
* وتعلق الاخصائية الاجتماعية فادية العبدالواحد من مستشفى الملك خالد الجامعي فتقول:
لا شك أن للمرأة المسلمة خصوصية تتطلب إيجاد مفتية امرأة. فبعض الأمور النسائية الخاصة جداً تجد المرأة نفسها في حرج عند التطرق إليها أو كيفية شرحها خصوصاً إذا كانت التفاصيل متصلة بأمور نسائية فهي لا تستطيع أن تشرح كل صغيرة وكبيرة للمفتي الرجل، ومن هنا تأتي الضرورة في ذلك في إيجاد مفتية تقوم بدورها المطلوب على أكمل وجه. وكما هو معروف للجميع أن المرأة نجحت وتميزت بالكثير من التخصصات، ونجحت كذلك في العلوم الشرعية كالرجل تماماً. وأنا أجد فتح أقسام في كليات الشريعة لافتاء النساء شيئاً مهماً جداً حتى نجد قريباً كادراً نسائياً متخصصاً يعطي المرأة الثقة الكاملة في طرح بعض الأمور الخاصة بها ومن هنا نأمل من المسؤولين عن الافتاء ان ينظروا الى هذه المسألة بأهمية حتى يتحقق هذا الشيء ويصبح لدينا مفتيات شرعيات متمكنات في هذا المجال.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved