أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 11th September,2001 العدد:10575الطبعةالاولـي الثلاثاء 23 ,جمادى الآخرة 1422

العالم اليوم

أضواء
الاجتماع بشيمون بيريز مواصلة للحاق بالسراب..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
حتماً ستتكثف الاتصالات والدعوات الغربية بالذات نحو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للإسراع بعقد اجتماع له مع وزير خارجية اسرائيل شيمون بيريز، فبعد العمليات الاستشهادية الثلاث التي تمت يوم الاحد والتي تشير الى تصاعد العمل الاستشهادي الفلسطيني، فان الغرب والدول الأوروبية بالذات وبدفع من أمريكا ستكثف تحركاتها واتصالاتها بالسيد ياسر عرفات لترتيب لقاء عاجل مع بيريز مصورين الاجتماع بأنه «مِنَّةٌ» إسرائيلية وتحرك إيجابي أوروبي.. مع ان هدف الاجتماع تحقيق مطالب إسرائيلية أمريكية، فالوزير الإسرائيلي بيريز الذي يصح ان يطلق عليه وزير العلاقات العامة الإسرائيلي بدلاً من مسمى وزير خارجية، لا يملك من الأمر شيئاً، وكالذي يفعله حينما يلتقي بعرفات هو بحث القضايا الأمنية، وبمعنى أوضح إعادة التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية وتطبيق خطة جورج تينت مدير ال C.I.A الأمريكية التي تكلف الأجهزة الأمنية بمهمة مراقبة الناشطين الفلسطينيين ومنعهم من القيام بعمليات ضد القوات الإسرائيلية.
ومع ان خطة ال C.I.A هذه قد تجاوزتها الأحداث الأخيرة، فمن من الأجهزة الأمنية الفلسطينية يقبل القيام بهذا الدور.. وحتى ان وجدوا من يقبل القيام بهذا الدور المخزي، فأين هي المقرات والمراكز الأمنية الفلسطينية التي دمرت القوات الإسرائيلية أكثرها؟!.
ومن هم الضباط الفلسطينيون الذين سيتعاملون مع نظرائهم الإسرائيليين وهم يعرفون أن من يتعاملون معهم سيغتالونهم غداً أو بعد غدٍ كما حصل لزملائهم الذين استشهدوا على أيدي من كانوا ينسقون معهم..!!
والذين يتحدثون عن خطة جورج تينت وحتى اقتراحات ميتشل وغيرهما من المبادرات السابقة بالقطع لا يسعون الى معالجة الوضع المأساوي الذي صنعته حكومة إسرائيل، وإنما اقتراحاتهم ومنها عقد اجتماع مع بيريز، هي مجرد «هدنة» مؤقتة وفرصة لحكومة شارون لالتقاط الأنفاس بعد ان تحول ميزان القوة النفسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اذ ان الفلسطينيين في هذه المواجهة النفسية أقوى بكثير من الإسرائيليين بعكس الإسرائيليين الذين يزدادون انهياراً والذي سينعكس سلباً على الأوضاع السياسية داخل الكيان الإسرائيلي ويمتد إلى الوضع العسكري، وفي التحليل الاستراتيجي انه كلما زاد طرف في عمليات الانتقام وبالغ في رد الفعل يكون انما يعبر عن انهزام وتدهور في الحالة المعنوية العسكرية، وهو ما نلمسه في رد الفعل الإسرائيلي، ولذلك فان الاستجابة لدعوات الالتقاء ببيريز انما هي اعطاء مخرج للإسرائيليين للخروج من حالة التدهور التي يندفعون إليها، واي تفسير آخر غير ذلك انما هو مواصلة للحاق بالسراب الذي عانى منه الفلسطينيون كثيراً.
jaser@aljazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved