أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 17th September,2001 العدد:10581الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,جمادى الآخرة 1422

الثقافية

الكتاب:
مقدمات الاستتباع: الشرق موجود بغيره لا بذاته
المؤلف: غريغوار مرشو.
سنة النشر: 2000م (160 ص، 24x71 سم).
هذا الكتاب محاولة لإبراز الاستعدادات الثقافية التي مكنت النظام الغربي من أن يبلور بواسطتها صورة عن ذاته، ويخلق بشكل مواز صورة مشوهة للآخر لتأكيد ذاته، وكيف يحاول أن يجعل من نفسه محورا، بل مرجعا تاريخيا عالميا وحيدا، في معالجة مجتمعات ما وراء البحار، وذلك من خلال إنشاء منظومات فكرية، متوخيا من ورائها إجماعا على رسالته التبشيرية التحضيرية بين مواطنيه، لكي يتسنى له تصديرها من خلال إغواء وتنشئة نخب في المجتمات الأخرى لتكون معابر لبسط سيطرته على هذه المجتمعات وترسيخها في كيانها.
يتكون الكتاب من أربعة فصول غطت الموضوعات التالية: مظاهر نشوء النظام الغربي، مصادر خطاب السيطرة على البشر بعد السيطرة على الطبيعة، ثم الاستشراق وأيدلوجية الهيمنة، مختتما بتحليل حملة «بونابرت» على مصر بين الأسطورة والواقع. وحول الاستشراق وأيديولوجية الهيمنة يقول المؤلف :«لكي تضفي الدوائر الاستعمارية الأوروبية على أيدلوجيتها التوسعية صبغة قانونية وعقلانية، كان عليها أن تقدم علومها في مجال الإنسان بمثابة علوم حيادية عالمية شبيهة بالعلوم الطبيعية، إلا أنه هنا، أيضا لم تتردد «العلوم الإنسانية» في توظيف أسطور «الإنسان المتوحش» بما يخدم مصالح دولها، وغايتها في تأييد صفة الوحشية على إنسان ما وراء البحار، لم يكن القصد منه تجريده من كل مزاياه الفكرية فحسب، بل تأسيس ولأول مرة خطاب علمي مخصص للآخرين يبرر من خلاله للمركزية العرقية الأوروبية، زعزعة ثقة الشعوب الشرقية بذاتها وبمعاييرها، وتدمير مجتمعاتها وعوامل الاستمرارية عندها، وقد اعتقدت هذه الدوائر بأنها من خلال عمليات غسيل الدماغ هذه يتسنى لها تكسير بنى هذه المجتمعات وتفتيتها، ثم إعادة بنائها بما يتوافق مع مصالحها التوسعية. كانت نزعة تصنيف البشر في السابق فكرة جد بسيطة ونرى لها آثارا في الإمبراطوريات القديمة، غير أن التفريق العرقي، واستغلال الإنسان للإنسان على أساس البشرة واللون وتحولهما الى نظام مؤسسي باسم العلم، هما أمران جديدان، بل أكثر جدة من ضخامة التوسع العالمي للتجار والعساكر والمبشرين الأوروبيين، ولعل هذا الذي جعل العلماء، على الرغم من اختلاف مشاربهم الأيديولوجية، يجمعون بدءا من النصف الأول من القرن التاسع عشر، على إسقاط أحكام معيارية مسبقة الصنع على الشرق وإلصاق كل النعوت السلبية به، مثل: التأخر، اللامبالاة، البلادة الذهنية، اللاعقلانية واللاتاريخية، وغير ذلك من المقولات التي راج استعمالها في السابق، ولا تزال عملة متداولة في أوساط أغلب المثقفين الغربيين..».

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved