أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الاولـىالطبعةالثانيةاختر الطبعة

Wednesday 19th September,2001 العدد:10583الطبعة الثـالثة الاربعاء 2 ,رجب 1422

الاقتصادية

رؤية صينية حول تأثير التفجيرات على الاقتصاد الأمريكي
آثار انهيار تمثال الرأسمالية الجبار في اقتصاد الولايات المتحدة
* الرياض الجزيرة
أثار تفجير الطائرات التي اختطفها الارهابيون بمركز التجارة العالمي في نيويورك وبالبنتاغون واشنطن يوم الحادي عشر من هذا الشهر دهشة العالم، تعتبر هذه الحادثة أشد الكوارث التي واجهتها الولايات المتحدة خطورة في تاريخها، وان عواقبها وتأثيراتها لا تقدر، خاصة الصدمة القوية التي أحدثتها في الاقتصاد الأمريكي المتراجع، وقد وضعت وسائل الإعلام الأمريكي هذه الحادثة والحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب والشمال وحادثة بيل هاربول «ميناء اللؤلؤ» على قدم المساواة، وفي اليوم الثاني عشر أشارت «جريدة أمريكا اليوم» بعنوان كبير إلى ان «الهجمات قد تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى مزيد من التدهور»، كما ذكرت ال«واشنطن بوست» ان «تمثال الرأسمالية قد اختفى الآن تماماً»،
أحدثت هذه الهجمة خسائر مباشرة خطيرة جدا، حيث ان مركز التجارة العالمي هو ناطحة سحاب في جزيرة ماهدون تم بناؤها في سبعينات القرن العشرين بتكلفة زادت عن المليار ومائة مليون دولار أمريكي، يعمل في المركز، بشكل اعتيادي دائم، أكثر من 50 ألف شخص بينما يتردد عليه يومياً ما يقارب ال150 ألف شخص، وقبل شهرين فازت شركاتا عقار بحق الاستئجار لبرجي المبنى بما فيه السوق الواقع تحتهما عبر مزاد علني بثلاثة مليارات ومائتين وخمسين مليون دولار أمريكي، وان اشهر البنوك العالمية مورغن «ستانلي» تيان خوي هي من أكبر المستأجرين في هذا المركز، حيث استأجرت 25 طابقاً يعمل فيها أكثر من 3500 موظفا، ، برجا المبنى يعتبران مكان تجمع للقوى التجارية العالمية، فعدا الشركات الأمريكية والكندية العملاقة هناك أكثر من 1200 شركة مستأجرة من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا واستراليا وغيرها، فبالانهيار المفاجئ للبرجين اللذين أحدثا رقماً فلكياً من الخسائر في الممتلكات فكيف لنا ان نقدر عدد الآلاف الضحايا التي سقطت جراء ذلك؟،
انزلت هذه العملية الهجومية ضربة قاسية بثقة الأمريكيين، خاصة ثقتهم بتنشيط الاقتصاد، إذ ان مركز التجارة العالمي يمثل رمز القوة الاقتصادية الأمريكية، وهو في نظر الكثير من الأمريكيين بمثابة «تمثال تطور الرأسمالية الجبار» غير ان هذا التمثال تحول في رمشة عين إلى انقاض وخراب، فكيف لا يتألم الأمريكان عليه؟، لكن الأمر الأشد خطورة هو وقوع «مصيبة كبرى في فترة تعيسة» فمنذ النصف الثاني من العام الماضي والاقتصاد الأمريكي في تراجع، والشركات الأمريكية تعاني من قلة الأرباح وتخفيض عدد العاملين فيها، ولم تبلغ نسبة نمو الاقتصاد الأمريكي في الفصل الثاني من العام الماضي سوى 2، 0% وبلغت نسبة البطالة في آب الحالي 9، 4% فألقت هذه العوامل بشبح القلق على ثقة المستهلكين، يرى الخبراء الاقتصاديون ان هذه الهجمة المباغتة «تكفي لزيادة زعزعة ثقة المستهلكين إلى حد يدخل الاقتصاد الأمريكي في مرحلة هبوط وتراجع»،
إن هذه الهجمة سوف تحدث تأثيراً سيئاً على بورصة وول ستريت، فبعد معاناته من «كارثة» العام الماضي، يعاني السنة من ضغوط متكررة، وفي اليوم الحادي عشر والثاني عشر من هذا الشهر اغلقت بورصة نيويورك للأوراق المالية وبورصة ناسداك للأوراق المالية وغيرهما من أسواق الأسهم المالية أبوابها، وأعلن قادة إدارة أسواق الأسهم المالية الفيدرالية وقادة أوساط الأوراق المالية في نيويورك عن ان سوق الأسهم المالية سوف يبقى معطلاً في اليوم الثالث عشر أيضاً، فقط سيفتح السوق الحكومي للسندات المالية أبوابه يوم 13/9،
والجدير بالذكر انه لم يسبق لبورصة نيويورك للأوراق المالية وان اغلقت منذ إنشائها عدا مرتين: الأولى، عند بدء الحرب العالمية الأولى، في الفترة ما بين 31 تموز حتى 14 كانون الأول من عام 1914م، والثانية فترة الركود الاقتصادي المطقع من الرابع إلى الرابع عشر من اذار 1933م، وبغنى الحديث عما أحدثه اغلاق سوق الأسهم من خسائر في التجارة مباشرة، إلا ما ترتب على ذلك من تأثيرات سلبية يصعب تصورها،

أعلـىالصفحةرجوع






[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved