أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th September,2001 العدد:10584الطبعةالاولـي الخميس 3 ,رجب 1422

المجتمـع

حيرة في تحديد الجلاد.. والضحية
الخادمة وربة المنزل.. شكاوى وقصص تروى..!
تحقيق : لمياء الزيادي
في حين كثر وجود الخادمات بالمنازل كثرت معهن المشاكل والحوادث التي تنعكس اضرارها في اغلب الاحيان على الاسرة نفسها، فالخادمة كما أن لها ايجابيات لها سلبيات ايضاً. والايجابيات تكمن في اغلب الاحيان في الاهتمام بنظافة المنزل والاولاد، اما السلبيات فتكمن في مجرد تفكيرها في إلحاق الضرر بالاسرة التي تعمل لديها فهل يا ترى لماذا تفكر الخادمة بالحاق الضرر للاسرة؟ وما اهدافها التي تدفعها لذلك؟ والى اي مدى يصل بها ذلك؟ وهل ربة المنزل لها دور مباشر في حدوث ذلك؟ ومن هي الضحية ومن هو الجاني في ذلك؟ لمعرفة اجابة لهذه التساؤلات اجريت التحقيق التالي:
وقد كانت البداية مع ام نواف الجعيد حيث قالت: بالنسبة لي لا يوجد بيني وبين خادمتي اي مشاكل تجعلني او تجعلها تفكر بالحاق الضرر لي، ولكنني ارى ان سبب تفكير الخادمة بذلك يعود للمعاملة السيئة التي تلاقيها من ربتها فللاسف الكثير من ربات البيوت يلجأن لهذا الأسلوب، لاسيما إذا كان هناك تجمع نسائي فلضعف شخصيتها تريد ان تبرز سيطرتها وقوتها وتتباهى على الخادمة المسكينة.
اما الاخت فاطمة العوفي تعمل بمجال التدريس فلها وجهة نظر اخرى، حيث قالت: ان الخادمات هن اللواتي يفتحن هذه الثغرة على انفسهن فلو كانت كل واحدة منهن تؤدي واجبها على أكمل وجه لما حدث بينها وبين ربتها اي مشاكل وانا ارى ان ربة المنزل هي الضحية والخادمة بتهاونها تثير ضجرها وتدفعها لاساءة معاملتها.
اما الاخت منال العتيبي فبدأت حديثها قائلة الدين المعاملة فبعض ربات المنازل يسئن وللاسف للدين باسلوب تعاملهن السيء مع خادماتهن متناسيات ان هذا المخلوق الضعيف خلق من لحم ودم له عواطف واحاسيس ومشاعر كما لدينا نحن فنحن لا نرضى بان تهان كرامتنا لاسيما اذا جبرتنا الظروف للتغرب عن ديارنا واهلنا لطلب لقمة العيش فما اسوأ ان يهان المرء من اجلها فلماذا نستغل تلك الظروف، ونحن منبع الرسالة ويحتم علينا ذلك ان نكون قدوة ومثالاً اعلى للشعوب الاخرى في حسن التعامل وارى ان الخادمة هي الضحية.
اما الاخت فاطمة الشريف موظفة باحد مراكز العمالة تقول بحكم مجال عملي فقد صادفت حالات كثيرة في اغلبها تكون ربة المنزل وللاسف هي الجانية، وقد حكمت على ذلك من حالات النهر والشتم بصوت عال من ربات البيوت للخادمات امام المراجعين والاطباء متجاهلات قبل كل شيء ان صوت المرأة عورة، وقد اعتدت دائما عندما ارى مثل ذلك الموقف بأن انظر اليها قائلة هل هي المرة الأولى التي تعمل فيها خادمة عندك؟ وتتلعثم دون أي اجابة. وهذه هي الحقيقة فالمرأة عندما تجلب خادمة تضن انها ملكة الدنيا ويظهر ذلك دائما من تعاملها.
اما زميلتها الهام الحربي تضيف قائلة: ان ما يحرجني دائما هو تعليق زميلاتنا الاجنبيات على تلك المواقف لاسيما انها تصدر من نساء هذالبلد الكريم فاكتفي بان ارد على تعليقاتهن ان ظاهرة السيطرة والتباهي موجودة في كل امرأة حتى ولو حاولت اخفاءها لابد أن تظهر.
اما زميلتها ايمان تقول لقد لاحظت اثناء عملي ان الخادمات اللاتي يلاقين حسن التعامل من الكفيل اكثر عطاء واكثر سعادة من الخادمات اللاتي يجدن العكس، وانا انصح كل ربة منزل ان تحسن معاملة خادمتها. منها تنال الاجر من الله ومنها تحظى بالانتاج الجيد من خادمتها.
اما الخادمة الاندونيسية سني خديجة فتعمل بالمملكة منذ اكثر من تسع سنوات تقول: دخلت خلال فترة عملي خمسة بيوت فيها ما وجدت راحتي وبها وما وجدت العكس، وقد واجهت مشاكل كثيرة وليست ربة المنزل من يولد المشاكل وحدها بل رب الاسرة ايضاً، لاسيما اذا جعل منا جاسوساً على زوجته ففي هذه الحالة نكون بين نارين وكذلك عندما يتغزل الزوج بنا امام زوجته فيثير بركان غيرتها وفي النهاية نحن الضحية.
كما ان هناك حالات عانت من ضرر الخادمة لها ومن بينها ام ياسر التي تركت عملها ومكثت في بيتها تدير شؤونه بعد ان عانت اكثر من عامين ونصف مرارة السحر فتقول:
انا جلبت النار لبيتي واستحق ان احرق بها، فلم يمض اربعة اشهر على قدوم الخادمة حتى صنعت لي السحر ووضعته فوق سخان المياه، لاقوم بالعمل بدلاً منها وعندما يحضر زوجي تزول الحالة فقد كنت اشعر بقوة لا ارادية تجذبني الى العمل بدلاً منها.
وعندما سافرت زادت حالتي وذهب بي زوجي لمشايخ الرقية الشرعية وعن طريقهم اهتدينا الى مكان السحر وفتحناه وزال الربط ولن تدخل خادمة في بيتي بعد الان فقد اقع ضحية لاخرى.
نلاحظ هنا ان ربة المنزل هي الضحية لان هدف الخادمة واضح.
اما ريم فخضعت لعملية تجميل والسبب الخادمة حيث تقول والدتها: قامت الخادمة في يوم سفرها بسكب زيت مغلي عليها بعد ان خدرتها وهي نائمة وفرت هاربة الى سيارة النقل التي ستنقلها الى المطار وهكذا نجحت في تنفيذ جريمتها دون عقاب والضحية في ذلك كله ابنتي صحيح انني كنت قاسية في معاملتي معها ولكن لا يصل بها الحد لحرق جسدها.
نلاحظ من خلال هذه الحادثة ان هناك ضحيتين وجانيتين، الضحية في المرة الاولى الخادمة فقد كانت ضحية الاهانة والمعاملة السيئة والضحية في المرة الثانية ربة المنزل فقد كان رد الخادمة اقوى واعنف.
اما الاخت مها فقد نجت ابنتها من سحر الخادمة حيث قالت اتفقت خادمتي مع خادمة الجيران على تدبير سحر لابنتي كي تحرق قلبي عليها كما أحرقت صور ابنتيها التي كانت تهمل عملها من اجل النظر اليها ومن ثم البكاء مما اجبرني على اخذ الصور وحرقها، فبعد سفرها بابام حكت لي جارتي ما قالته خادمتها فقد قالت: بان الخادمة التي كانت تعمل عندي قد اخذت خصلاً من شعر ابنتي كي تسحرها فوضعتها عندها لحين سفرها فلم تطاوعها نفسها فابدلت شعر ابنتي بشعر ماعز دون علم الاخرى وهكذا نجت ابنتي. وهذه الحادثة كسابقتها لها ضحيتان.
واما ام رائد فلا تؤيد السيدات اللاتي يعطين الخادمة الثقة الزائدة عن حدها فقد يدفعها ذلك الى التهاون في عملها وخيانة ربتها مع زوجها.
وقد يصل بها الحد الى السرقة وهذا ما حدث معها وقالت لقد كانت خادمتي السابقة تقوم بتذويب شحوم الاغنام وتضعها في جرة مبررة ذلك بانها تريد ان تأخذها الى اهلها. الا ان الحقيقة عكس ذلك فقد كانت تضع داخلها الذهب الذي سرقته مني ومن اخواتي وقريباتي وضيوفي ايضا ولم اتوقع يوماً ان تكون هي من اخذت ذلك فقد كان تعاملها معنا لا يوحي لذلك، وشاء الله ان يكشفها قبل فوات الاوان فقد طلبت من جارتي ذات يوم زيت شحوم فاعطتها الجرة وقالت لها خذي كفايتك منها واعيديها الي. فتفاجأت بجارتي تقص لي ما وجدته بالجرة. لذلك انصح ربات البيوت ان يأخذن الحيطة والحذر. والضحية هنا هي ربة المنزل التي اعطتها الثقة وحدثت السرقة.
وكان لرجال الاعمال والباحثين الاجتماعيين رأي في هذا الموضوع . فهذا رجل الاعمال عبيد الله القرشي يرى ان حسن التعامل مع العمالة الاجنبية بشكل عام ضروري من اجل تهيئة الجو المناسب لهم لكي يقومون بانجاز اعمالهم على اكمل وجه، فيقول الدين المعاملة ومن جهة نظري ارى ان الخادمة وربة المنزل او بمعنى اوضح مكفوليها باساءة معاملتها وتوجيه الشتم والسب وربما الضرب مما يولد لديها حالة انفعالية تنعكس سلبا على سلوكها لذلك يجب التعامل معها وفق مبادئ وتعاليم الدين الاسلامي الذي نظم شؤون الحياة وأعطى كل ذي حق حقه فالخادمة لها مشاعرها واحاسيسها بل ان كرامتها منزهة عن الاهانة خصوصا اذا كانت مسلمة قال تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» ويجب حسن التعامل معها. ولكننا نرى في المقابل ان هناك خادمات ليس لديهن وازع ديني فبهذه الحالة تكون هي الجاني لاسيما اذا كانت قادمة من بلد غير اسلامي فنجدها تحقد على مخدوميها ولا تقوم بالعمل على الوجه المطلوب الى جانب التنكر للجميل وقد يدفعها سلوكها الشرير الى الانتقام من الابناء وكم سمعنا من قصص واقعية تحكي مآسي يندى لها الجبين ويقشعر منها البدن كذلك يجب اخذ الحرص والحذر منهما وعدم اعطائها الثقة الكاملة والتصرف بالمنزل خصوصا مع الابناء.
اما الباحث الاجتماعي عادل تركي العتيبي تحدث قائلاً: كانت الخادمة تجلب قديما للضرورة وليس لتربية الابناء ولكن ما نلاحظه في الاونة الاخيرة من انتشار الخادمات في المجتمع بشكل ملفت للنظر حتى لدى بعض الطبقات البسيطة امر يعد في غاية الخطورة فالابناء وتربيتهم مسؤولية عظيمة يتأثرون بمن يعيشون معهم ولاسيما الخادمات فنرى وجود الخادمات في الوقت الحاضر لدى كثير من العوائل اصبح لمجرد التفاخر والتباهي لدى النساء فلا تكاد المرأة تخرج الى الاماكن التي يوجد بها تجمع نساء الا بصحبة الخادمة كي تتباهى بها امام الجميع ومن ثم نراها تسيطر عليها في كل صغيرة وكبيرة وتتعمد اساءة معاملتها امامهم لكي تظهر افتخارها متناسية بذلك ان هذه الخادمة داء عظيم ادخلته بيتها فهي تعتبر بمثابة القنبلة الموقوتة التي لا يعرف خطورتها الا من جربها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved