أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 20th September,2001 العدد:10584الطبعةالاولـي الخميس 3 ,رجب 1422

الاقتصادية

مخاوف الركود الاقتصادي.. تتزايد
لم تنجح سلسلة خفض الفائدة الامريكية في إعادة الاقتصاد إلى المسار المستهدف
راشد محمد الفوزان
الأحداث التي تعاقبت من يوم الثلاثاء الماضي والخاصة بتفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك والتي أدت إلى انهيار برجي مانهاتن الشهيرين، انعكست بشكل مباشر على جميع البورصات العالمية بالانخفاض عدا السندات والذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن في الأزمات كذلك ارتفعت اسعار النفط مع ارتفاع التوقعات بشن الولايات المتحدة لحرب او هجوم متواصل ضد من يساندون أو يؤوون الإرهابيين.
هذه التفجيرات دفعت أو ستدفع الاقتصاد الامريكي الى مزيد من الركود الحقيقي الذي سوف يطول حتى بعد سلسلة الاجراءات المالية التي اتبعها البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي ممثلة بمحافظ البنك الان جر ينسبان من خفض متتابع للفائدة الامريكية على مدى ثمانية اشهر ماضية ولم تنجح سلسلة الخفض للفائدة في اعادة الاقتصاد الامريكي الى المسار المستهدف من اعادة الانتعاش للاقتصاد الامريكي، وظل كما هو ان لم يكن اقل وكأن الولايات المتحدة كان ينقصها هذا الحادث الارهابي ليكرس حالة الركود للاقتصاد الامريكي الذي يتوقع ان يطول بعد حادثة التفجيرات، وهذا نتاج طبيعي لحالة عدم الثقة لدى المستهلكين التي يتوقع ان تتزايد لديهم كما حدث خلال ازمة حرب الخليج الثانية، مما يؤدي الى خفض الانفاق وبيع الاسهم وهو ما اثر على البورصات بالضغط عليها وخفض مؤشراتها.
والعمليات العسكرية المتوقع ان تقوم بها الولايات المتحدة ردا على الهجوم الارهابي على مركزي التجارة العالمي والبنتاجون، سوف تؤثر على اسعار النفط بالارتفاع رغم تأكيدات منظمة «الاوبك» بضمان الامدادات وعدم ايجاد الفجوة «gap» في السوق البترولية العالمية، ويتوقع ان تكون الضربة العسكرية الامريكية ليست بعيدة المدى من ناحية الوقت بل قريبة جدا، لذا فإن السوق البترولية ستظل مترقبة ما يحدث، وأسعار النفط لا تزال مرتفعه وتلامس الآن 29 دولارا امريكيا ارتفاعا او هبوطا، وهي احداث تقارب ما حدث بحرب الخليج من انها ارتفاع وقتي ولكن هنا سوف تستمر بنسب متفاوتة، ورغم بعد الاحداث عن مناطق الامداد الرئيسية والمنتجة للنفط لكن يظل التخوف من انخفاض امدادات النفط، وارتفاع اسعار النفط ينعكس على الاوضاع الاقتصادية سواء في الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي وغيرها من دول العالم حيث يزيد ويكرس استمرار الركود وهو احدى عقبات النمو الاقتصادي الذي تحاول دول «الاوبك» طمأنة دول العالم باستمرار الضخ وبنفس الاسعار المستهدفة وهي 25 دولارا امريكيا.
والسوق المالية الآن في الولايات المتحدة لا تزال تعاني من الاغلاق وهذا مؤثر بأسواق المال والبورصات العالمية الاخرى ويتحقق من ذلك مزيد من الخسائر، ولطمأنة الاسواق المالية ضخت اليابان والولايات المتحدة ما يزيد عن 160 مليار دولار سائلة، وهي مستعدة لضخ المزيد لحفظ توازن السوق من الانحدار المستمر وعدم الثقة فهي تهدف في الاساس، الى الحفاظ على ثقة الاسواق المالية بالعالم والمستثمرين وهو ما تم بشكل كبير، وهي مستعدة لضخ المزيد ان احتاجت الاسواق المزيد.
ومن المعطيات التي حدثت من يوم الثلاثاء الاسود، هذه الاحداث سوف تزيد من تكريس الركود الاقتصادي الامريكي والعالمي وسوف تساعد على صعوبة التخلص من الركود الاقتصادي الامريكي الذي هو موجود اصلا و كان البنك الفيدرالي الامريكي يعالج بأسلوب خفض الفائدة، والذي يبدو لن يفيد بالوضع الحالي للاقتصاد الامريكي والخفض للفائدة سوف يتم وقريبا لمحاولة تعديل مسار الاقتصاد الامريكي، والحل لن يكون بإجراء واحد وهو خفض الفائدة حيث المعاناة الآن من معطيات جديدة وهي فقد الثقة لدى المستهلكين وبيع الاسهم الذي يهوي بالبورصات الى مستويات متدنية قد تعود بها لسنوات سابقة لم تصل اليها، كذلك فقد الثقة لدى المستثمرين في الخارج الذين سوف يعيدون حساباتهم من هذه الهزات التي تهوي باستثماراتهم لمستويات متدنية وخلال ساعات وليس اشهرا.
اتصور ان اتجاه الركود الاقتصادي الامريكي سوف يستمر اشد وطأة من السابق ركودا، بالاضافة للسلبيات السابقة والتي يتم محاولة علاجها، واستجد الآن ما ورثة الهجوم الارهابي الاخير، من زيادة سعر النفط الذي قد يحافظ على مستويات عالية نسبيا، وزعزعة ثقة المستهلكين، وهبوط الدولار مقارنة بالعملات اليابانية والاوربية اليورو.. ولا نعلم ما تخفي الايام في حال الهجوم الامريكي المرتقب للارهابيين او ما سيفرزه هذا الهجوم من تعزيز للركود الامريكي، وارتفاع للنفط، وفقد الثقة. اضافة للمشاكل الاقتصادية السابقة، ستزيد المشكلة اكثر مع أي هجوم امريكي قادم للاقتصاد الامريكي والعالمي.
fowzan99@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved