|
| الاولــى
*
* واشنطن كابول الإنترنت الوكالات:
تنشط الولايات المتحدة الأمريكية لتوظيف كل الوسائل الدبلوماسيةوالعسكرية والاقتصادية في سعيها الحثيث لبناء تحالف موسع من الدول لمواجهة ما أسمته بالإرهاب.
وضمن هذا التوجه استقبلت واشنطن الرئيس الفرنسي جاك شيراك كأول رئيس يزور الولايات المتحدة الأمريكية بعد الضربات التي تعرضت لها نيويورك ووشنطن واستقبلت ميجاواتي سوكارنو بوتري رئيسة إندونيسيا ويصل المستشار الألماني جيرهارد شرودر وسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير ووزير خارجية روسيا ايفانوف.
وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الاربعاء انه سيلقي خطابا في الكونغرس اليوم الخميس خلال جلسة مخصصة للاعتداءات الارهابية.
وقال بوش في المكتب البيضاوي في البيت الابيض اثر اجتماع مع القادة الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس «انتظر حتى اتمكن ان اقول للشعب الامريكي من قام بهذا ومن يقوم بمثل هذا العمل في هذا البلد الكبير ولماذا؟».
وأشار بوش من جهة أخرى الى انه لا يرغب ابدا في شن «حرب دينية» ضد الاسلام، وقال: ان الاسلام يدعو الى السلام والدين الاسلامي متسامح.
واشاد ايضا بروح التعاون الذي ابداه الرئيس الباكستاني برويز مشرف ومواقفه «الجريئة» في مكافحة الارهاب.
واعلن مساعد وزير الدفاع الامريكي بول وولفويتز في واشنطن أمس الاربعاء ان القوات المسلحة الامريكية بدأت التحرك بهدف المشاركة في مكافحة الارهاب.
واضاف وولفويتز «هناك تحركات وسنشهد تحركات اخرى»، واوضح «آمل في ان يتفهم العالم بأسره، بما فيه الشعب الامريكي، لماذا لا نريد كشف تفاصيل هذه التحركات».
وذكرت شبكة «سي ان ان» التلفزيونية انه اطلق على العملية اسم «عدالة بلا حدود».
وقالت ان ما لا يقل عن مئة طائرة عسكرية ستنطلق اعتبارا من اليوم الخميس على ما يبدو باتجاه «مواقع متقدمة» في الخليج.
واوضحت «سي ان ان» ان مقاتلات من طراز اف15 واف16 وقاذفات من طراز بي52 وبي1 هي بين هذه التعزيزات بالاضافة الى طائرات تموين في الجو وطائرات استطلاع من طراز اواكس.
وقال: «ان الرئيس مشرف اتخذ موقفا جريئا أي انه سيعمل على قدر ما يستطيع مع امريكا وحلفائنا في الجهود التي تبذل لمواجهة المشتبه الرئيسي».
وموازاة لهذا النشاط الدبلوماسي تواصل أمريكا حشد القوات وتوجيهها إلى مسرح العمليات التي تتركز حسب المعلن في المنطقة المحيطة بأفغانستان. فقد أعلنت مصادر عسكرية أمريكية أن مجموعة جوية بحرية تضم 14 سفينة تتقدمها حاملة الطائرات «يو.اس.اس. رزوفلت» ونحو 15 ألف رجل ستغادر مرفأ نورفولك لتنتشر لمدة ستة أشهر في الخليج العربي، وبالإضافة إلى حاملة الطائرات رزوفلت، مجموعة من السفن البرمائية باتان والطرادات ليتي غالف وفيلا غالف والمدمرات راماغي وروس وهايلر وبيترسون والغواصتان الهجوميتان هارتفورد وسبرنغفليد، وهناك مجموعتان جويتان بحريتان أمريكيتان مع حاملتي الطائرات كارل فينسون وإنتربرابز تقومان حالياً بمهمة في المحيط الهندي.
وفي كابول تواصل لجنة العلماء في أفغانستان اجتماعاتها لاتخاذ قرار بشأن تسليم ابن لادن الذي طالبت واشنطن بتسليمه في موعد أقصاه اليوم الخميس أو مواجهة عواقب عدم تسليمه.
وقد نسبت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية لزعيم طالبان الملا محمد عمر قوله في بيان تلي على العلماء أنه يناشد أمريكا التحلي بالصبر وعرض عليها التحاور.
وأكدت كابول بأنها ملتزمة بالامتثال لأي قرار يصدره كبار العلماء الذين تقول المصادر أن نحو ألف منهم يحضر الاجتماع.
في غضون ذلك يعكف حاليا عدد من رجال القانون والشريعة الإسلامية في مصر على بلورة مشروع لمحاكمة أسامة بن لادن عبر محكمة دولية يستضيفها طرف ثالث غير أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية، كحل يجنب العالم حربا وشيكة تشنها واشنطن التي أعلنت أنه لابد من رأس ابن لادن حيا أو ميتا.
تأتي هذه الجهود لايجاد حل سلمي للقضية عبر محاكمة ابن لادن في دولة ثالثة، على غرار محاكمة الليبيين المتهمين في قضية تفجير الطائرة «بان أمريكا» فوق بلدة لوكيربي باسكتلندا عام 1988م.
وقد أكد الدكتور يوسف القرضاوي في تصريح خاص للموقع الإلكتروني إسلام أون لاين نت تأييده لجهود المجموعة القانونية لاعداد مشروع المحكمة، ودعا القرضاوي احدى الدول الاسلامية أو منظمة المؤتمر الإسلامي إلى تبني هذا المشروع كمخرج من الحرب الأمريكية.
ويقول د. جمال الدين عطية أستاذ القانون بالجامعات المصرية، إن اجراء محاكمة على غرار محكمة لوكيربي تعيد القضية إلى المجتمع الدولي بعيدا عن التفرد الأمريكي، كما أنها تضمن نزاهة قضائية بعيدا عن التوترات المشحونة برغبة استعادة الكرامة التي سيطرت على السلوك الأمريكي وعلى ردود أفعاله.
أما المفكر الإسلامي والقانوني المعروف د. محمد سليم العوا فيوضح ان من شروط نجاح سيناريو المحاكمة في دولة ثالثة أن يقبل به الطرفان، أي واشنطن وحركة طالبان، وأن تعلن دولة استعدادها لاستضافة المحاكمة وتوفير ما يلزمها من احتياجات وحماية.
وكانت طالبان قد أنشأت محكمة شرعية لمحاكمة ابن لادن اثر اتهام واشنطن له بتدبير تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998م إلا أن واشنطن رفضت الاعتراف بهذه المحكمة أو تقديم أدلة لها وهو ما أدى إلى الحكم ببطلان اتهام ابن لادن وباسقاط التهمة عنه ونجاته من أحكام الشريعة الإسلامية التي تقضي بقتل القاتل عمدا وفق مبدأ القصاص.
طالع المتابعة
|
|
|
|
|