أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st September,2001 العدد:10585الطبعةالاولـي الجمعة 4 ,رجب 1422

شرفات

خمس دراسات ربطت بين التبغ وسرطان الرئة
ابتعد عن التدخين ولو متأخرا، ، أفضل من المرض والموت مبكراً
انتشار التوقف عن التدخين في المملكة المتحدة خفَّض الوفيات
* عرض رياض العسافي:
ظلَّت الادلة الطبية فيما يتعلق بالضرر الذي يحدثه التدخين تتراكم منذ مائتي عام، وكانت البداية قد تناولت العلاقة بسرطان الشفاه والفم، وبعدها العلاقة بأمراض القلب وسرطان الرئة، وقد تم تجاهل هذه الادلة حتى ظهور خمس دراسات تربط التدخين وبصفة خاصة السجائر بحدوث سرطان الرئة وأبرزها دراسة البروفيسور ريتشارد دول التي نشرت في لندن،
نشرت هذه الدراسات في عام 1950؛ واحدة في المملكة المتحدة والاربع الاخريات في الولايات المتحدة في البداية في أوساط الرجال وبعدها بين النساء خلال النصف الأول من القرن العشرين،
منتصف القرن
وبحلول عام 1950 بدأت تزداد حدوث حالات الاصابة بمرض سرطان الرئة بين الرجال بشكل كبير لعدة سنوات غير ان علاقة ذلك بالتدخين لم تكن موضع شبهة ففي ذلك الوقت كان حوالي 80 في المائة من الرجال و40 في المائة من النساء يدخنون السجائر، الا ان عددا قليلا من كبار السن من المدخنين كان قد دخن كميات كبيرة من السجائر خلال حياته وبالتالي فان تأثر الاصابة بسرطان الرئة بين الذكور لم تبلغ بعد الحد الأقصى (فيما عدا الذكور الاصغر سنا)، وكانت النسبة فيما يتعلق بالنساء اقل كثيرا وخلال العقود التالية حدث انخفاض كبير في المملكة المتحدة في انتشار التدخين وفي نسبة قطران السجائر، وبالتالي في حالات الاصابة بمرض سرطان الرئة، وبحلول عام 1990 شهدت حالات الوفاة جراء الاصابة بمرض سرطان الرئة بين الذكور انخفاضا كبيرا، وذلك بالرغم من ان نسبة الاصابة بالمرض ما زالت في حالة ارتفاع،
اتجاهات
ونقارن في هذا البحث فيما بين اتجاهات التدخين والاقلاع عنه والاصابة بمرض السرطان في المملكة المتحدة بنتائج دراستين شاملتين حول التدخين وسرطان الرئة اجريتا في المملكة المتحدة تفصل بينهما فترة 40 عاما، حيث اجريت الاولى عام 1950 والثانية عام 1990 وتناولت الدراسة التي اجريت عام 1950 تحديد الاسباب الرئيسية لارتفاع حالات الاصابة بسرطان الرئة اشارت الى الدور البارز الذي يلعبه التبغ في ذلك، أما دراسة عام 1990 فإنها لم تتناول فقط اعادة التأكيد على اهمية دور التبغ بل قيمت أيضا الآثار الاقل لتلوث الهواء داخل بعض المساكن وبسبب انتشار حالات الاقلاع عن التدخين تمكنت الدراسة الثانية من تقييم الآثار البعيدة المدى للاقلاع عن هذه العادة بين الأعمار المختلفة،
الأهداف
هدفت الدراسة وصممت لمقارنة الاتجاهات العامة في المملكة المتحدة منذ عام 1950 فيما يتعلق بالتدخين والاقلاع عنه والاصابة بسرطان الرئة بنتائج دراستين شاملتين أجريتا عام 1950 و1990 في المملكة المتحدة،
وشارك في الدراسة نزلاء المستشفيات ممن تقل اعمارهم عن 75 عاما المصابون وغير المصابين بمرض سرطان الرئة في عام 1950 و1990 بالاضافة الى عينة مقارنة بعام 1990 من السكان المحليين 1465 حالة في دراسة عام 1950 و982 حالة بالاضافة الى 3185 حالة في دراسة عام 1990،
وهدفت الدراسة إلى تقييم رئيسي لانتشار التدخين وسرطان الرئة،
وقد دلت نتائج الدراسة بالنسبة للذكورممن هم في أوائل مقتبل العمر في المملكة المتحدة على انخفاض انتشار التدخين بينهم الى النصف في الفترة ما بين عام 1950 و1990 غير ان نسبة الوفاة الناتجة عن سرطان الرئة للفئة العمرية 35 45 عاما انخفضت بشكل اكبر مما يشير الى وجود بعض الانخفاض في المخاطر بالنسبة للمستمرين في التدخين، ومقارنة بذلك فان النساء وكبار السن من الرجال ممن ما زالوا يدخنون في عام 1990 يميلون اكثر من مدخني عام 1950 الى الاستمرار في التدخين خلال سني الكبر ولديهم نسبة اكبر من الاصابة بسرطان الرئة،
وان تراكم مخاطر الوفاة جراء الاصابة بمرض سرطان الرئة عند بلوغ سن الخامسة والسبعين (في غياب الاسباب الاخرى المؤدية الى الوفاة) ارتفع من 6 في المائة في عام 1950 الى 16 في المائة عام 1990 لدى المدخنين من الذكور ومن (1) في المائة الى 10 في المائة لدى المدخنات وفي اوساط الرجال والنساء عام 1990 نجد ان المدخنين السابقين يمثلون نسبة ضئيلة من المصابين بسرطان الرئة مقارنة بالمستمرين في التدخين وقد انخفضت هذه النسبة الضئيلة بدرجة كبيرة مع مرور الوقت منذ الاقلاع عن التدخين الى انخفاض عدد حالات الاصابة بسرطان الرئة المتوقع حدوثها اذا ما استمر المدخنون السابقون في التدخين الى النصف وبالنسبة للذكور ممن توقفوا في اعمار الستين والخمسين والأربعين والثلاثين فان مخاطر الاصابة بسرطان الرئة عند بلوغ الخامسة والسبعين انخفضت بنسبة 10 في المائة و6 في المائة و3 في المائة و2 في المائة على التوالي،
استنتاجات
ويمكن مخالفة الاستنتاج بأن الاشخاص الذين يقلعون عن التدخين حتى بعد بلوغهم مقتبل العمر يمكنهم تفادي معظم المخاطر اللاحقة للاصابة بسرطان الرئة، وان التوقف عن التدخين قبل بلوغ مقتبل العمر يجعل المرء يتفادى اكثر من 90 في المائة من المخاطر التي تعزى للتبغ وأن حالات الوفاة في المستقبل القريب واثناء النصف الأول من القرن الحادي والعشرين قد تنخفض كثيرا بسبب التخلي عن عادة التدخين،
ما الذي أضافته الدراسة؟
* اذا ما توقف الناس عن التدخين لعدة سنوات حتى وإن بلغوا مقتبل العمر فيصبح في امكانهم تفادي معظم المخاطر اللاحقة للاصابة بسرطان الرئة،
***
* التوقف عن التدخين قبل بلوغ مقتبل العمر يجعلك تتفادى 90 في المائة من المخاطر التي تعزى للتدخين،
***
* انتشار التوقف عن التدخين في المملكة المتحدة ادى مسبقا الى تخفيض حالات الوفاة بسبب سرطان الرئة التي يتوقع حدوثها اذا استمر المدخنون السابقون في التدخين الى النصف
***
* بما ان معظم المدخنين الحاليين في
المملكة المتحدة استهلكوا كمية كبيرة من السجائر خلال حياتهم، فان مخاطر وفاتهم بسبب الاصابة بسرطان الرئة تعتبر اكبر مما اشارت اليه الدراسات السابقة،
***
* نسبة الوفاة الناتجة عن استهلاك التبغ في النصف الاول من القرن الحادي والعشرين سوف تتأثر بعدد الراشدين ممن يتوقفون عن التدخين اكثر من تأثرها بعدد المراهقين الذين سيبدؤون في ذلك،

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved