أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd September,2001 العدد:10587الطبعةالاولـي الأحد 6 ,رجب 1422

اليوم الوطني

اليوم الوطني أهم محطات تاريخ الأمة
سعود بن عبد الله بن طالب
إن لكل أمة حرة وطموحة محطات مهمة في مسيرتها التقدمية والتطورية والحضارية، تقف فيها للنظر والتأمل، ومراجعة النفس وتقويم الحسابات، واستعراض النتائج والوقوف على أوجه القوة لزيادتها وتنميتها، وتلمس أوجه النقص لمعالجتها إما بتحويلها إلى أوجه قوة أخرى، وإما بإزالتها إلى غير ذلك.
ونحن في المملكة العربية السعودية يمر بنا كل عام اليوم الأول من الميزان الذي يمثل اليوم الوطني للمملكة، وهو من أهم المحطات التاريخية في تاريخ الأمة العربية والإسلامية بعامة، وفي تاريخ شبه الجزيرة العربية المملكة العربية السعودية بخاصة، وإنما قلنا: إنه من أهم المحطات التاريخية للأمتين العربية والإسلاميّة، لأنه في مثل هذا اليوم كان العالم العربي والإسلامي على موعد مع ميلاد دولة عربية إسلامية في قلب جزيرة العرب، ومهد النبوة، وموطن خاتم الرسل، صلى الله عليه وسلم ومكان الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.
وقد كانت هذه الدولة المباركة، المملكة العربية السعودية خيرا وبركة على الأمة العربية والإسلامية، وعلى الإسلام والمسلمين، فقد كانت شبه الجزيرة العربية في القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر الهجريين تعيش في ظلمات من التخلف الحضاري، والجهل، وشيوع الشرك والبدع والخرافات، والفوضى، وانعدم الأمن، وانتشر الخوف، حتى ان ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين يتعرضون للنهب والقتل، ولا يأمنون على أنفسهم، ولا أموالهم.
فلما أراد اللّه بهذه البلاد المباركة خيرا، قيض لها رجلا من عظماء التاريخ، وإماما من أئمة المسلمين، ومجاهدا من المجاهدين هو الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه فوحّد شمل هذه البلاد، ولمّ شعثها، وأزال الجهل بإحلال العلم والمعرفة، وأزاح الشرك والبدع والخرافات، وأحيا السنة، وأمات البدعة، وأعاد للشريعة الإسلامية صفاءها ونقاءها وأقام دولة الحق والعدل فاستتب الأمن، وعاد بلد اللّه الحرام كما أراده اللّه، آمنا مطمئنا، وعم الرخاء وساد الرغد.
ثم سار أبناؤه الكرام من بعده على ذات النهج القويم، وذات الصراط المستقيم، فاستمر الخط البياني لتقدم الدولة، وتطورها في تصاعد ظاهر، وارتفاع كبير في جميع مجالات الحياة الحضارية والتقدمية، والعلمية ولما آلت الأمور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه شهدت الدولة تقدما منعدم النظير، شهد به العالم أجمع، حتى صارت المملكة العربية السعودية في ظرف وجيز، ووقت قصير تقف شامخة في مصاف الدول المتقدمة، وصار لها وزن معتبر في جميع المحافل الدولية، وبخاصة في المحافل العربية والإسلامية، مما جعلها مفخرة، وأنموذجا لجميع الدول الإسلامية، وذلك بفضل اللّه عز وجل ثم بالتخطيط السليم، والتفكير العلمي الدقيق، ومواصلة الجهد والعمل بالليل والنهار من لدن خادم الحرمين الشريفين، قائد هذه النهضة المباركة، وراعيها، وبمساعدة ومتابعة عظيمة من عضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله ورعاهم .
ويأتي اليوم الوطني ليكون مناسبة جليلة لمراجعة الأسباب ودراسة العوامل التي أوصلتنا بفضل الله تعالى إلى هذا المستوى العالمي من التقدم الحضاري في جميع المجالات، لنقويها وننميها ونحافظ عليها حتى تستمر مسيرة النماء والتطور في تصاعد وتقدم مطرد، ويجب التوقف ايضا عند الأسباب التي تعرقل عجلة التطور، والعوامل التي قد تفسد ما تحقق من المنجزات لمعالجة أسباب القصور، وإزالة عوامل التعثر، لأنه إذا وجدت أسباب التقدم، وانعدمت أسباب التخلف تحقق بإذن اللّه تعالى للأمة ما تصبو إليه.
واللّه الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved