أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd September,2001 العدد:10587الطبعةالاولـي الأحد 6 ,رجب 1422

اليوم الوطني

التربويون وأساتذة الجامعات مستذكرين تاريخ الوطن في يومه الـ 71:
الملك عبدالعزيز أرسى قواعد الاستقرار السياسي.. وفي عهد الملك سعود بدأ بناء الدولة الحديثة.. وعهد الملك فيصل دشن خطط التنمية.. وفي عهد الملك خالد كان التوجه نحو استثمار الإمكانات.. وجاء الفهد ليقود المرحلة الانتقالية
الوطن أعظم إنجازات القرن الماضي وملحمتنا حافظت على الثوابت وتعاطت مع المتغيرات
* لقاءات حسين بالحارث:
الوطن .. كلمة نكررها ولكننا لا نملها لأن الوطن ليس مجرد الكلمة انه ممارسة وشعور بالمواطنة وحين نكرره كلمة فلأننا نفشل دوما في التعبير عن الوطن بالكلمات مجردة.
«الجزيرة» هذه المرة حاولت الانطلاق نحو العقل مباشرة حيث يقولون ان الصحافة لسان الأمة فيما الجامعات تمثل عقل الأمة وفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران التقينا بالعديد من رجال الفكر والعلم من الأساتذة الأفاضل وفي البدء كان اللقاء مع مدير الجامعة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل فقال:
إن اليوم الوطني يذكرنا بالدور التاريخي الذي نهض به جلالة الملك عبدالعزيز يحفظه الله الذي نجح في توحيد هذه الأرض تحت راية «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله» في ظروف يصعب معها إنجاز مثل هذا العمل الفريد.
وأضاف معاليه إننا ننظر إلى اليوم الوطني، فنتذكر كيف كانت بلادنا قبل ان يقيض لها الله جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي استطاع بعزم لايلين ونظرة ثاقبة وجهد لا يكل ان يوحد القلوب قبل ان يوحد الأرض وان يرسي دعائم التلاحم بين القيادة والمواطن وهي السمة التي تميز بلادنا عن كثير من البلدان.
وأشار معاليه إلى ان اليوم الوطني هو قصة طويلة من الكفاح الذي لم يهدأ إلا بعد ان صار هذا الوطن الكبير دولة موحدة تبني دعائمها على التوحيد بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معان.
وتابع معاليه: إن اليوم الوطني هو بالأساس فرصة للمواطن لكي يتأمل كيف كانت أحوال بلادنا قبل التوحيد، مشيراً إلى أن بلادنا كانت تعاني التشتت والفوضى والجهل والفقر إلى ان استطاع الملك عبدالعزيز ان يقيم دعائم وحدتها وأسس أمنها ويضعها على أعتاب انطلاقة كبرى.
ولفت معاليه إلى ان الملك عبدالعزيز، ومن بعده أبناؤه البررة، استطاع ان يصل بالبلاد إلى مانشاهده اليوم من وحدة في القلوب وتلاحم في الصفوف وانتشار للعلم ونمو في الثروة وازدهار في الصحة.
وقال معاليه: إن من حسن الطالع ان يقترن احتفالنا باليوم الوطني هذا العام مع احتفالنا بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله مقاليد الحكم، فتغدو الفرحة فرحتين ويتعانق الاحتفال بيوم الوطن مع الاحتفال بقائد الوطن ويرتبط الحديث عن الكيان بالحديث عن رمز الكيان ومعدن الجود الذي سار على درب الوالد العظيم، فحقق إنجازات شهد بها الجميع.
وأشاد معاليه بما حققه أبناء الملك عبدالعزيز الميامين وصولاً إلى هذا العهد الزاهر.. عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله الذي شهد نضوجاً للتجربة السعودية وإثماراً للغرس السعودي في كل المجالات.. وحسبنا أن نشير إلى مانرفل فيه من أمن وأمان ومكانة حُزنا بفضلها تقدير العالم ودوراً متميزاً في خدمة الإسلام وإعلاء شأن المسلمين وتعزيز أواصر التضامن بين الشعوب الإسلامية.
وأضاف معاليه: لايفوتنا ونحن نتحدث عن منجزات هذا العهد الزاهر ان نذكر ما انتهجه من أساليب تخطيط تنموي ترتب الاحتياجات وتحدد الأولويات، وما أنجزه من تطور سياسي وإداري وإصدار لأنظمة الحكم والشورى والمناطق، وهي أنظمة تنبع جميعها من منهج أصيل يضع في اعتباره إرث بلادنا الحضاري وخصوصية عاداتها وتقاليدها.
ولايفوتنا ان نشير إلى ما نتمتع به من استقرار اجتماعي وسياسي، وما تحقق لبلادنا من إنجازات كبيرة نقلت إلى بلادنا آخر مستجدات العلم وحافظت في ذات الوقت على خصوصيتها كمجتمع مسلم يقتبس من المنجز الحضاري ما يلائم احتياجاته ويدع مايخالف مبادئه.
وأولى هذا العهد الزاهر أهمية خاصة للتنمية الصناعية لتخفيف اعتماد المملكة على النفط وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويولي هذا العهد الزاهر اهتماماً كبيراً للخدمات الصحية وتعمل حكومتنا الرشيدة جاهدة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وفي مجال التعليم قطعت المملكة شوطاً كبيراً وحققت قفزات نوعية هائلة، حيث أصبح هناك مكان لكل طالب وطالبة في كل مراحل التعليم، وتعتبر جامعات المملكة الثماني منارات شاهدة على القفزة التعليمية الهائلة التي تحققت في المملكة.
وأضاف معاليه: لقد أنعم الله على بلادنا بهداية الإسلام وبتوفيق القيادة وبنعمة الثروة. وفي ظلال هذه النعم تعيش بلادنا أفراحاً متعاقبة وتحظى بنقلات حضارية تتوالى الواحدة تلو الأخرى في تتابع يدل على نبوغ القيادة وحكمتها فبينما نرى غيرنا تتخبط بهم قياداتهم يمنة ويسرة، جريا وراء سراب شعارات جوفاء وطموحات هوجاء تدغدغ العواطف وتذهب العقل وتحقق لهم الدمار والتراجع، تحقق قيادة الفهد الحكيمة لوطننا الإنجاز تلو الإنجاز، معتمدة بتوفيق من الله على منهجية واقعية مبدعة تستلهم المبادئ الإسلامية الحنيفة والتقاليد الاجتماعية المتوافقة معها. فالبنى التحتية تشاد بعزم، والأمن يراقب بحزم، والتأهيل البشري يتابع باهتمام، والتنظيم السياسي والإداري والمالي يطور بكفاءة، والتنمية الاقتصادية تنفذ بحنكة، والعلاقات الدولية تساس بعقل، والتلاحم بين القيادة والقاعدة يرعى بحرص ويتحقق كل هذا بتوازن حكيم لايخل به إفراط ولا يذهب به تفريط.
ويظن الحاقدون الحاسدون ان سر هذا النجاح يكمن أساساً في ثروة النفط التي أنعم الله بها علينا، ويعرف الملمون المتابعون ان السر يكمن في المقام الأول في حكمة هذه القيادة التي وفقها الله لهذه البلاد.
واختتم د. الدخيل تصريحه قائلاً: إن اليوم الوطني يذكرنا بما كانت عليه البلاد قبل ان يقوم الملك الفذ عبدالعزيز رحمه الله بتوحيد المملكة وإرساء أسس العدل والأمن والخير في هذا البلد وبما تحقق لها من بعده على يد أبنائه الميامين من دعة ونعمة وهناء وتلاحم يفتقده الكثيرون حولنا.
نتذكر كل هذا ونحمد الله على هداية الإسلام وتوفيق القيادة ونعمة الثروة، وندعوه ان يديم علينا كل نعمه هذه بالنية الصادقة والعمل الصالح.
* تعميق مفهوم الانتماء:
ثم كان لقاؤنا بالدكتور سلطان بن خالد بن حثلين رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية في الجامعة وسألناه : كيف يمكن تعميق مفهوم الانتماء للوطن؟
فقال: في البداية أعتقد ان الوطنية ليست كلمة تردد في المناسبات لأن الوطن هو انتماء بالقلب والعمل وأقصد عندما أقول انتماء فإن هذا يرتبط بالولاء وأقصد بالولاء أنه الوطن بمفهومه الشامل، بالسلطة السياسية الشرعية والمتمثلة في آل سعود حفظهم الله.. وبالوطن بمفهومه وحدوده الجغرافية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب فكل شبر من أرض الوطن هو غالٍ علينا ونفتديه بالروح والنفس والنفيس.. وأقصد بالوطن (المواطنين).. إذن لدينا ثلاثية الوطن وهي السلطة السياسية الشرعية والوطن بحدوده الجغرافية وأبناء الوطن.. في الجانب الآخر هذا الوطن لابد له من مبادئ وأسس يقوم عليها وأهمها الالتزام بالشريعة الإسلامية كنظام قانوني يحكم به ولاة الأمر ويبين العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
* ماهي وسائل تكريس هذه المفاهيم في الناشئة؟
من أصعب الأمور ان تحاول ان تكرس هذا المفهوم في الناشئة مع وجود العولمة الفضائية.. فالإنسان الآن صار ينتسب إلى هذا الكوكب ويتفاعل معه من شرقه إلى غربه والإعلام الفضائي صار ينقل لأبنائنا مفاهيمنا وأنماط حياة مختلفة من فكرية واجتماعية وسياسية، لذلك يجب ان تكون الجهود مكثفة وأول ماينبغي الاهتمام به هو غرس القيم والمفاهيم الأصلية لهذا المجتمع من ارتباط بالدين وتراث الآباء والأجداد وإعادة سيرة من قاموا بإنشاء هذا الصرح الكبير تحت قيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله .. وبيان التلاحم بين الحاكم والمحكوم وان هذا الوطن بني بجهود كبيرة اختلط فيها الدم والعرق بتراب الأرض ولابد ان نذكر هذه الملحمة لأبنائنا، ولابد من إيجاد كتب للصغار تناسب عقول الأطفال في إطار قصص قصيرة كما نروي عن أبو زيد الهلالي أو الزير سالم أعني انه لابد ان نوجد قصصاً للأطفال من بيئتنا نذكرهم فيها بأبطالهم في هذه الجزيرة سواء الملك عبدالعزيز أو الإمام عبدالرحمن الفيصل والإمام فيصل وغيرهم وكذلك أبطال الجزيرة من البادية والحاضرة ومن الجنوب ومن الشمال... ولابد من ذكر هذه القصص التي تبين مدى اخلاص ومحبة أبناء هذا الوطن لرجاله لأن هذا الوطن لم يقم من فراغ.
إذن.. نحتاج الى أسلوب تربوي مرتبط بالجانب الترفيهي حتى يتقبله الطفل وينغرس في ذهنه.. ولابد أيضاً ان يكون للمواطنة سلوك أيضاً بحيث يغرس في المواطن منذ الصغر ان إشارة المرور جزء من الوطن وان الانتظام في المدرسة جزء من الوطنية وان الانتاجية جزء من الوطنية وحسن الخلق جزء من الوطنية وحسن الجوار وأمور عديدة.. هذه المفاهيم يجب ان تغرس في المواطن.
* يرى البعض ان الفضائيات العربية تلعب دوراً في إفساد الناشئة ويجب ان يتخذ ضدها موقف؟
أولا قضية ان تمنع الفضائيات في هذا العصر فهذا تفكير شبه خيالي وأسلوب أرعن فلا يمكن ان تعيش في عصر الاتصالات الفضائية في معزل عن العالم ولو أردنا ما استطعنا إلا ان نمنع الكهرباء والتلفاز ونعيش في عصر غير العصر.. إذن إذا أردنا ان نعيش في القرن الواحد والعشرين فيجب ان نعيش بمقومات القرن الواحد والعشرين والإسلام لا يمنع الاتصال الحضاري ونقل المعلومة وأنا أعتقد ان ما يجب علينا هو تحصين الإنسان المسلم من خلال ايجاد البديل له عن هذه الفضائيات وأنا أرى هذا البديل في توفير البديل الفضائي الملائم الذي يجمع بين التعليم والتربية والترفيه مما تتقبله فطرة المسلم وتعوضه ما ينقصه.
* ماذا أنجزنا؟
كما التقت «الجزيرة» الدكتور عدنان عبدالحميد القرشي استاذ علم الاجتماع المشارك، مدير مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمي للثقافة والعلم فقال:
الحديث عن اليوم الوطني قضية مهمة جيدة من حيث انها تربط الماضي بالحاضر وتعطينا رؤية حول أسئلة منها ماذا أنجزنا؟ وهل نحن نسير على الطريق لتحقيق الأماني والرؤى التي وضعها مؤسس الدولة؟
أقول ان الملك عبدالعزيز يرحمه الله أسس دولة مترامية الأطراف وأقامها على بنى من العقيدة ودعمها من حينه بالآليات التي يحتاج إليها قيام دولة.. بدأ المؤسسات التي تقوم عليها دولة حيث لم تكن هناك مؤسسات قد يكون في بعض المناطق كان يوجد بعض الجذور ولكن لدولة مترامية الأطراف تجمع شتات قبائل الجزيرة العربية فلم يكن ذلك موجودا ففي آخر أيامه بدأت طلائع الدولة الحديثة تظهر في الصورة بتأسيس أول مجلس للوزراء وبعد ثلاثة شهور تولى الملك سعود وميزة الملك سعود انه كان مرحلة انتقالية في بناء الدولة الحديثة فكان يجمع الصفة الشخصية ويعمل من خلال الوزارة الجديدة، والدولة الحديثة من حيث هي منظومة إدارية واجتماعية تظهر في عهد الملك فيصل غفر الله له بمعنى انه أعطى صلاحيات اكثر للوزارات والوزراء بالتعامل في الشؤون اليومية وفي توسيع رقعة التنمية وبدأت هذه البرامج في خطط التنمية، فكرة الهيئة العليا للتخطيط بدأت من تلك الأيام وهذه أيضا بدأت في أواخر أيام الملك فيصل وبداية فترة الملك خالد ومن هنا بدأت الدولة تعمل في إطارها الحديث ثم جاءت الطفرة وبدأت خطط التنمية والدولة وفرت كل الامكانات لمن يريد ان يعمل واستغلت امكانيات موجودة لم تحجبها عن أحد وهذه هي التي أعطت دفعة توسع في التعليم على سبيل المثال وأدت إلى تحولات اجتماعية كبيرة جداً.
ولو عدنا إلى الوراء سنجد ان معظم السكان كانوا بدواً رحلاً والتجمعات المدنية كانت قليلة ومن أوائل الأمور التي كانت في منظور الملك عبدالعزيز لصناعة الدولة هو تأسيس الهجر وتوفير الخدمات بمحدودية الإمكانات التي كانت موجودة عنده وهذا البرنامج نجده قد عكس نفسه على خطة التنمية الأولى عند ظهور فترة الطفرة على تطور المدن وتوسعها مثل الرياض ومكة وجدة والمدينة والدمام والاحساء كما نجد استقراراً اكثر وتطوراً سريعاً مما تطلب تنظيمات جديدة ووزارات جديدة وجامعات جديدة.
وهنا ومع الحركة السريعة وحاجتنا للمدرسين والمعلمين في الثورة التي لاحقت هذا في قضية التعليم وقضية الإعلام والانفتاح على العالم الخارجي كلها أدت إلى تغيرات ثقافية وتغيرات اجتماعية ولكن مع ارتباط هذه التغييرات بالمفهوم العام والواضح وهو ألا يخل بأي شيء من القيم الأساسية المستمدة من الإسلام والمؤسسات الإسلامية أي ان المؤسسات تتطور ولكن مع ثبات الأصول.
هذا تطور طبيعي وتحد كبير أدى بنا إلى نقلة كبيرة وحتى نبين كيف ان الماضي يرتبط بالحاضر فمع بداية فترة حكم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يحفظه الله كانت خطواته مستندة إلى ذلك المنهج فنظر حفظه الله إلى التنظيم الإداري الذي كان موجوداً ومايحتاج إليه من تدعيم وتطوير وتقوية البنى الأساسية فصدرت كل التنظيمات الإدارية الجديدة وأعيد تخطيط المناصب الادارية وأعيد تشكيل الوزارات واستحداث الصيغة الجديدة لمجلس الشورى وإشراك الفئات الشابة في عملية اتخاذ القرار، وهذه التحديثات جميعها تبين كيف ان الخط مازال متصلا والمنهج واحد في سياق واضح من مرحلة التأسيس الأولى إلى اليوم .
وكل ما نحتاجه هو اننا كمواطنين ان ننظر هل نحن فعلا نواكب التغييرات هذه بنوعية عمل، بدافعية تحقق الطموحات الكبيرة لولاة الأمر، والحقيقة ان الكم شيء طيب ولكن حده قصير أما النوع فهو المطلوب بمعنى انه لكي تستمر مسيرتنا فلابد ان يكون مستوى التعليم لدينا عالياً ومستوى الأداء أعلى والولاء والإحساس بأهمية هذه المنجزات جميعها والحفاظ عليها لابد ان يكون متعمقاً وهذه هي المؤشرات التي تعطينا الاستمرارية كما كان يتصورها الملك عبدالعزيز.
فعندما نأتي في مثل هذه المناسبة فإنه يهمني ان أقيس من خلال سلوك الفرد وان يكون هذا السلوك متواكباً مع حلم المؤسس ومن تولى بعده فمثلا هل نحن كمواطنين منضبطون مع قواعد المرور هل نحسن استخدام المركبات هل نحسن التعامل مع الأشياء هل يحافظ الفرد منا على النظافة في نفسه وفي بيته وفي الشارع هل يقدر قيمة التشجير الموجود في المدن هل يقدر حسن استخدام الخدمات هل يحافظ على البيئة والتمتع بها ومحاولة حمايتها؟ كل هذه مؤشرات على المسيرة.
* حجر الأساس:
ثم التقينا بالدكتور عبدالرحمن العصيل استاذ العلاقات الدولية وسألناه عما يذكره الاحتفال باليوم الوطني فقال: تتداعى الأفكار ويخطر على البال الكثير ونحن نحتفل باليوم الوطني وأول ما يتبادر إلى الذهن هو ماذا تحقق خلال هذه المسيرة المباركة وماهو حجر الأساس في هذا اليوم الوطني إذا أردنا ان نسلط الضوء على ماتحقق فنجد ان أهم ما ركن في هذه المسيرة يعتبر الاستقرار السياسي في المملكة العربية السعودية وهو الذي حرص عليه جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز أو كما يحلو لنا جميعا ان ندعوه بالوالد عبدالعزيز حيث أرسى قواعد هذا الاستقرار السياسي وقد تولد عن هذا الاستقرار كل ما نعيشه الآن ونقطف ثماره فبدل ما كانت الجزيرة تعج بالصراعات وانعدام الأمن أصبحنا الآن نعيش جوا مستقراً في حالة أمنية من الصعب ان تجدها في دولة من العالم.. إن إعجابنا بالملك عبدالعزيز حقيقة له مايبرره ونحن نعتبره من أعظم القادة على مر التاريخ وهو قائد تاريخي وسر النجاح الذي يجعلنا نفاخر بالملك عبدالعزيز وبما حققه هو نظراته واستشرافه للمستقبل فنظرته قد جعلت هذه الدولة تعيش حالة من التطور والتقدم فلقد كانت هناك شرائح من رجال الملك عبدالعزيز كانوا يعادون كل تطور ولا يحبذون عملية التغيير ولكن الملك عبدالعزيز رحمه الله كان يحتفظ بيمينه بالثوابت متمثلة في الإسلام ولكنه باليد الأخرى كان يأخذ بالمتغيرات وأسلحة العصر فعندما جاءت البرقية في عصره لم يتردد رحمه الله في الأخذ بها وكذلك التلفون والراديو لم يتردد في الأخذ بها لأنها آلات محايدة بالإمكان الاستفادة منها بعكس رؤية بعض من عاشوا في عصره وقد سخرت تلك الآلة لخدمة العقيدة ومن هنا لو تصورنا المملكة الآن من دون الأخذ بأسلحة العصر والتقنية والعلوم وفتح هذه المدارس ما كنا نتصور إلا ان نحن بلد متخلف ولكن الملك عبدالعزيز استطاع ان يجمع بين الثوابت وبين المتغيرات.
وهناك موضوع آخر يجب ألا نغفله وهو هذا التلاحم حيث لا أتصور أنه كان بالإمكان ان نحقق هذا النجاح دون التلاحم بين القيادة والقاعدة أو بين الحكومة وبين الشعب ضمن منهج متواصل من الملك المؤسس ثم أبنائه الذين لم يشذوا عن الطريق.
* أهم وحدة سياسية:
كما التقينا بالدكتور محمد حسن موسى استاذ العلوم المالية بالجامعة فقال: من النعم على هذه البلاد ان سخر أحد أبنائها البررة وحقق على يديه واحدة من أصعب وأهم الوحدات السياسية التي عرفها العالم في القرن الماضي. وما تحقق تبعا لهذه الوحدة من استقرار وأمن نعم بهما مواطنو هذا الوطن الغالي إلى ان فتح لهم سبحانه وتعالى خزائن الأرض لتسخر في تحقيق ملحمة البناء لتحقيق حلم رسم ملامحه المؤسس العظيم الذي من فضائله أيضا ان انجب لهذه البلاد أبناء بررة أكملوا رسالته وتابعوا السهر والعمل لتحقيق حلم الوطن الذي يظل هذه البقعة الطاهرة بالأمن والاستقرار والنماء وقد توالت الإنجازات في مسيرة هي ملحمة في الواقع من التنمية والعطاء ولا شك ان الوطن قد مر بمراحل مكملة لبعضها ولعل اكثرها وضوحا هو ما تشهده البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله من انجازات تاريخية في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والأمنية وفي جميع هذه الانجازات تجلت قدرة الوالد القائد كمخطط سياسي وصانع تاريخ ولعل القوة الدافعة لهذه الانجازات هو تمسك هذه البلاد وعلى رأسها قادتها العظام منذ المؤسس رحمه الله إلى اليوم وفي المستقبل هو تمسكها بعقيدة الإسلام الخالدة منهاجا ثابتا ابتغاء مرضاة الله في كل شأن من شؤونها.
* مصدر فخرنا:
ثم كان لقاؤنا مع الدكتور ناصر الخليفي استاذ الدراسات الإسلامية فقال عن الوطن: لابد للمسلم ان يرتبط ارتباطاً دقيقاً ببلاده خاصة وان الله سبحانه وتعالى قد خصنا بهذه البلاد التي هي مجمع جميع الدول العربية وهي قبلة المسلمين حيث شرفنا الله سبحانه وتعالى بالحرمين الشريفين وشرف حكومة هذه البلاد بالقيام فيها.. ولله الحمد والمنة ان امتداد حكم الأسرة المالكة دليل واضح على عدلهم وخوفهم من الله وقربهم وتمسكهم بشرع الله واستمرارهم في هذا الأمر وهذا اكبر دليل على تعميق هذه الأمور وثباتها.. انظر الى الحجيج والمواكب التي تأتي إلى هذه البلاد في كل عام والتقائهم بخادم الحرمين الشريفين.. انظر الى الناس البسطاء في الدول الأخرى عندما يعلمون اننا من بلاد الحرمين الشريفين كيف يقدروننا وهذه كلها أمور تشكل مصدر فخر لنا كسعوديين مخلصين الدعوة لله سبحانه وتعالى صادقين مع ولاة أمورنا ونعيش معهم في هذا التلاحم النادر.
وفي هذا اليوم الذي يسر فيه الإنسان بانتمائه لهذا البلد بقيادة هذه القيادة الرشيدة التي وفقها رب العالمين.
وأرجو من الله العلي القدير ان يديم علينا هذه النعمة وان يوفق ولاة هذه البلاد وان يوفق مواطني المملكة الذين هم سفراء لبلادهم سواء كانوا في داخلها أو خارجها.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved