أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th September,2001 العدد:10590الطبعةالاولـي الاربعاء 9 ,رجب 1422

مقـالات

احذر الصمت..
هيفاء الشلهوب
قرأت خبراً في إحدى الجرائد الأسبوعية (اعتبرته طريفاً من ناحية ومهماً وحساساً من الناحية الأخرى، تعود طرافته لغرابته على عالمنا العربي وللدهشة التي أصابت عدداً من الأزواج من جراء اتخاذ حكم فيه، وترجع حساسيته وأهميته أنه أسلوبٌ درج عليه الكثير وموجود في أغلب البيوت وتعاني من أغلب النساء).
الخبر مفاده أن سيدة مصرية تقدمت لإحدى محاكم مدينة القاهرة تطلب الطلاق من زوجها (الصامت)، وحصلت على الطلاق بعدما رأت المحكمة الضرر الواقع على تلك السيدة من إهمال لمشاعرها، وهذا ما استند إليه الحكم، الذي استقبله الكثير بالدهشة والاستغراب (خاصة الصامتين من الرجال).
ولعلّ الصمت سمة تغلب على الكثير من الأزواج داخل منازلهم، وتعاني من ذلك الكثير من النساء الأمرين فالزوج الصامت حاجز قوي يقف في وجه الزوجة ويحول دون مناقشتها له في أمور حياتهما وما يخص أبناءها.فالزوجات يصبن بالحيرة الشديدة من أزواجهن الصامتين، فحال دخوله المنزل يطبق عليه صمت ذريع ووجوم ينعكس على وجهه يجعل المرأة تفكر طوال الوقت (ما به وماذا حدث له) ولكنها لا تستطيع سؤاله أبداً، وتزيد الدهشة والشعور بالغيرة المرة عندما يتلقى هذا الزوج اتصالاً أو يستقبل أحداً من أصدقائه فيتحول ذلك الصمت إلى (ضحكات مجلجلة)، (وصوت جهور) يتناقل الأخبار ويسرد الأحداث وسط دعابات جميلة (تغيظ الزوجة) وتجعلها تنبهر من القدرة التي يمتلكها زوجها على (السوالف الحلوة) ولكن مع غيرها، ففي حال انتهاء المكالمة أوالزيارة يقف كل ذلك فجأة وكأن زر الكنترول (CLOSE) قد كبست عليه يد الوقت فتوقفت كل العمليات الحيوية في جسد زوجها وكأنه الطاقة التي تحرك ذلك الجسد مقرونة بمن هم خارج المنزل!!!.
عزيزي الزوج..
ما أشد حاجة شريكة العمر لمثل هذه اللحظات السعيدة في حياتك، وما أسعدها بكلمات طيبة تخرج من بين شفتيك لتلقي بملاحظاتك وتقدم توجيهاتك في أمور بيتك وأبنائك وتكوني الآمرة الناهية بصورة رسمتها خطوط الهدوء ولونتها المحبة الأبوبة والحنان الزوجي، يجملها الاحترام لشريكة العمر، لتضعها النصف الآخر في برواز من التقدير والاحترام لشخصك الكريم وتعلقها في قلب ينشد معك أجمل اللحظات ويسعد بها (يا أبو الأولاد).إن للكلمة الطيبة أثراً عميقاً في نفس الزوجة فهي (الكف الحنون) الذي يمسح شقاء يوم كامل (بين دوشة الأولاد وتعب العمل المنزلي وضغط الوظيفة)، يد تربت بحنية على رأس الأسرة كلها يد تمنحك السعادة والراحة داخل (واحتك الأسرية)، ولا تكلفك شيئاً.
راجع حساباتك عزيزي الزوج فالأمور الغريبة كثيرة تطالعنا في كل يوم من كل صوب وحدب، لن تخسر عندما تتحدث بل ستربح الكثير.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved