أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 30th September,2001 العدد:10594الطبعةالاولـي الأحد 13 ,رجب 1422

مقـالات

شدو
متاهات الجهل.. غايات الإيلام..!
د. فارس محمد الغزي
يجهل المواطن الأمريكي العادي حقيقة ما يحدث في بلده من حوادث إرهابية، كالذي وقع هناك في الأسبوع الفارط، ومع جهله هذا، وعزوفه المؤسس ثقافياً، فغالباً ما يتحول فجأة إلى «منظر» ببغائي في شؤون الإرهاب، وخبير في الثقافات والأديان.. لا سيما في أعقاب أي حادث طرفه الآخر يكون مسلماً. هذا ومن المؤكد أن جهل المواطن الأمريكي قد تم تأسيسه استنباتا في جوهر الثقافة، ومما يبدو فقد حقق أهدافه التي من ضمنها الحيلولة دون تسييس المواطن، أو شد انتباهه الى حد قد يبين حقيقة الواقع في إفهامه ويحدث مثل هذا التجهيل في الوقت الذي يدفع فيه هذا المواطن ثمناً باهظاً في أعقاب كل حادث ارهابي يحدث هناك، مما يجعل من جهله في مثل هذه الظروف «ورقة ضغط» سياسية ناجحة لا يفتأ يسخرها اليهود في سبيل مصالحهم في الداخل والخارج على حد سواء. وعلى الرغم من تعدد طرائف اكتساب المعرفة، وتوافرها الآن، اضافة الى ما وقع من حوادث عديدة في العقد الأخير من هذا العصر، فلا يزال هذا المواطن هو الأبعد عن فهم ما يجري في عقر داره، ناهيك عما يدور خارج بلده، بل لا تزال ذيول وحيثيات اغتيال الرئيس الأمريكي «كنيدي» في الستينيات الميلادية، تشغل حيزاً من وعي هذا المواطن غير السياسي البتة. فحتى هذه اللحظة الزمنية، لا أحد يعرف من قتل الرئيس كنيدي، على الرغم من تقادم حدوثه، بل على الرغم من مضي مدة زمنية كفيلة «قانونياً» بالإفراج عن وثائق هذه الحادثة التاريخية، فلم يتم تنفيذ هذا الأمر قط، فلا غرو أن تتباين التفسيرات، وتتناقض التأويلات حول القاتل.. فمرة هو أحد أعضاء مافيا الجريمة المنظمة، ومرة هو الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، ومرة يصبح القاتل مؤسسة استخبارية، وأعني بها: الاستخبارات السوفياتية سابقاً «ك.ج.ب»، ليتمثل لاحقاً في قاتل واحد فقط، وأعني به المدعو «اوزوالد»، غير أنه يتم هنا اغفال حقائق جوهرية، من ضمنها كون «اوزوالد» هذا وزوجته الأوكرانية الأصل يهوديان، وكذلك أن «اوزوالد» هذا قد تم اغتياله في مشهد تم نقله على الهواء تلفازياً بينما كان هو في حوزة الشرطة، ومن قتله..؟ قتله يهودي آخر اسمه «جاك روبي».. الذي مات هو الآخر في السجن في ظروف غامضة..! لست ممن يُصنّف أمريكا «بالشر كله»، ولست أيضاً ممن يصفها «بالخير كله»، غير انني استطيع القول بأن الشعب الأمريكي يحتل القمة بين الشعوب الغربية من حيث معايير الإنسانية والصدق والانفتاح على «الآخر» الثقافي، ولذا أتمنى حلول اليوم الذي يستطيع فيه هذا الشعب البريء الانعتاق والتحرر من ربقة الإعلام والاحتكار المعلوماتي الصهيوني، ومما أذكر إبان كنت هناك طالباً انني كثيراً ما جهرت بأمنيتي تلك، ولا أزال في الحقيقة أتمنى أن يتمعن هؤلاء القوم في تاريخهم، ويحللوا سر مواقف «الآباء المؤسسين» تجاه اليهود، وتحذيرهم الأولاد والأحفاد عن شرهم المستطير..، بل ليتهم يتفكرون في سياقات وحيثيات ما خطه يراع أحد أبطال الثورة الأمريكية «بنجامين فرانكلين» تحت عنوان «تنبؤات بنجامين فرانكلين فيما يتعلق باليهود..»، أو بما دوَّنه بعض ساستهم وجهابذة اقتصادهم، ومنهم الاقتصادي/ الصناعي «فورد» مؤلف الكتاب المعنون ب«اليهودي العالمي: The International Jew»، الذي حذّر فيه مما حذر عنه سلفه السياسي فرانكلين من خطر اليهود، وأبان مخاوفه من وقوع ما وقع ويقع الآن من تغلغل صهيوني في شؤون حاضر ومستقبل أمريكا. بالمناسبة ف«فورد» هذا، هو مؤسس شركة السيارات الشهيرة المسماه باسمه، وقد نجح اليهود بعد وفاته بسنين من ان يبتزوا ويجبروا أولاده وأحفاده على اعلان البراءة مما قاله والدهم، بل اشترط اليهود عليهم تضمين هذا الاعتراف في الصفحة الأولى من أية طبعة جديدة للكتاب قد تصدر مستقبلاً. وأذكر انني قمت باستعارة هذا الكتاب الذي حسب علمي لا يوجد في أية مكتبة أمريكية، عامة او تجارية او جامعية من أحد جيراني الأمريكيين «وكان رجلاً وقوراً طاعناً في السن»، وعلى الرغم من ثقته في شخصي المتواضع نتيجة لطول أمد صداقتنا، فقداشترط عليّ أولاً ألا يعلم أحد بأمر هذه الاستعارة، وثانياً ان أعيد الكتاب اليه حال فراغي من قراءته، وقد فعلت وبررت بما وعدته إياه، واذكر في هذا الصدد انني حينما ابنت لصديقي الذي هو حفيده مازحاً عن عجبي من قساوة شروط جده، أوضح لي هذا الحفيد بما مفاده ان جده من جيل «الكساد The Depression»، ولذا فلا يزال يخاف من سطوة وسيطرة اليهود على شؤون بلده، ومفهوم الكساد المشار اليه لا يعني هنا معناه الأكثر شيوعاً الذي هو «الاكتئاب»، بل هو مفهوم اقتصادي في سياقه هذا، اشارة الى ما عانته أمريكا من تدهور اقتصادي وفقر إبان الثلاثينيات الميلادية من القرن العشرين الميلادي الفارط!.. في الختام، لا أخفي شعوري بالألم جراء مأساوية ما حدث ويحدث، وفضلاً عن هذا الألم المشترك إنسانياً ، فثمة آلام خسائر عربية وإسلامية أكثر من أن تعد أو تحصى، ويكفي العرب من المصائب مصيبة أن يبادر الجهلة منهم تخطيطاً وتنفيذاً وتشويهاً باسم قضاياهم المصيرية، ودينهم الرباني الحنيف، البريء كل البراءة وأيم الله من تهمة وبهتان سفك الدماء، منوهاً في الوقت ذاته الى ان ترسانة أسلحة الموت والدمار المتقدمة تتساوى حين يقع الظلم في التأثير مع ما تم اختراعه في سبيل راحة الإنسانية، والدليل على ذلك ان الطائرات المدنية قد استطاعت ان تفعل ما لم تفعله الطائرات العسكرية، بل فعلت ما لم تفعله الرؤوس النووية «السوفياتية سابقاً» التي كان من ضمن أول أهدافها إبان الحرب الباردة هذان البرجان، وأعني بهما برجي ما كان يعرف سابقاً بمركز التجارة العالمية.. فهل من مدكر..؟!

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved